عدن: اندلعت مواجهات جديدة الأحد بين قوات الأمن وعناصر تنظيم القاعدة في مدينة عدن في جنوب اليمن، حيث أسفرت المعارك والغارات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية عن مقتل 19 شخصا، بينهم 17 مسلحا من التنظيم "الجهادي"، بحسب مصادر أمنية.

الى ذلك، تواصلت المعارك حول تعز (جنوب غرب) بعد يومين من تقدم القوات الحكومية في محيط هذه المدينة التي يحاصرها المتمردون منذ اشهر. ووصلت حصيلة المعارك المتواصلة الى اكثر من تسعين قتيلا.

وبعد فترة هدوء ليلا، افادت مصادر امنية عن تجدد القتال صباحا في حي المنصورة بعدن، حيث شنت قوات الأمن السبت عملية واسعة للسيطرة على هذا الحي السكني، الذي تحول معقلا لتنظيم القاعدة ذي النفوذ المتنامي باستغلاله النزاع المستمر في البلاد منذ اكثر من عام.

وأشارت المصادر إلى أن طائرات حربية ومروحيات من طراز "أباتشي" تابعة للتحالف العربي شنت غارات مساء السبت دعما لقوات الامن، مستهدفة ثلاث آليات عسكرية على الأقل ومبان تابعة للمجلس الاهلي الذي يسيطر عليها جهاديو القاعدة.

وقال مسؤول أمني لوكالة فرانس برس إن "17 مقاتلا من القاعدة على الاقل وشرطيين اثنين قتلوا منذ السبت"، مشيرا إلى أن "غالبية المتمردين الإسلاميين قتلوا في غارات التحالف". وكانت حصيلة سابقة السبت افادت عن سقوط 14 قتيلا، بينهم 12 عنصرا من القاعدة.

وقال شهود عيان إن الوضع كان متوترا في وقت متأخر من صباح الأحد، لكن من دون سماع اطلاق نار. ويفرض تنظيم القاعدة سيطرته على المنصورة، وافاد سكان عن وصول تعزيزات تقدر بالعشرات من عناصر التنظيم ليلا، قادمين من محافظتي أبين ولحج المجاورتين، حيث للجهاديين نفوذ واسع كذلك.

وتقدر المصادر الأمنية وجود نحو 300 مقاتل من القاعدة مدججين بالسلاح في المنصورة. وافاد "جهاديو" القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية من النزاع في اليمن بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي، لتعزيز وجودهم في جنوب البلاد.

وتشهد عدن منذ استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في تموز/يوليو، وضعا امنيا هشا وتناميا في نفوذ الجماعات المسلحة، اضافة الى سلسلة هجمات وتفجيرات تبنى الجهاديون العديد منها.

وفي جنوب غرب البلاد، تدور اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين عند اطراف مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ اشهر. وتحاول القوات الحكومية متابعة التقدم بعدما تمكنت الجمعة من استعادة مواقع مهمة في الضواحي الغربية والجنوبية للمدينة.

وتعرضت تعزيزات للحوثيين الى ضربات جوية من التحالف العربي الاحد، بحسب ما افادت مصادر عسكرية موالية لهادي. والسبت، قتل 37 شخصا هم 24 من المتمردين وتسعة مقاتلين موالين واربعة مدنيين، في المعارك والغارات التي نفذها التحالف، ما يرفع الى 94 عدد الذين قتلوا خلال يومين، بحسب المصادر العسكرية.

واكد وزير الادارة المحلية عبد الرقيب فتح الذي يرأس لجنة الاغاثة الحكومية، انه لم "يكن ممكنا حتى الآن" ادخال المواد الانسانية الى زهاء 200 الف شخص يقيمون في تعز، ثالث كبرى مدن اليمن.