تبذل الأجهزة الأمنية الوليدة في عدن جهودًا مكثفة لوقف اختراقات تتسبب باغتيالات، حيث تواصل تنفيذ خطة أمنية شاملة، بينما أبدت قيادة المقاومة في عدن استعدادها التام للتعاون مع شرطة عدن لعودة الاستقرار، ونبذ كل أشكال العنف والتطرف وكل الأعمال التخريبية التي تهدف إلى زعزعة الأمن.


&

جمال شنيتر: في ظل الاختراقات الأمنية التي سجلت ارتفاعًا لها، خاصة عمليات الاغتيال التي استهدفت عددًا من رجال الأمن والمخابرات في المدينة، بات الملف الأمني في عدن شائكًا، ما استدعى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في الأسبوع الماضي إلى إطلاق دعوة عامة لجميع أبناء محافظة عدن للتعاون مع الأجهزة المعنية لحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة.

دعوة رئاسية
عشرات الحوادث الأمنية، ومن ضمنها حوادث الاغتيالات، شهدتها العاصمة اليمنية الموقتة (عدن) التي تتخذها السلطات الشرعية مقرًا لإدارة البلاد، الأمر الذي استدعى الرئيس هادي في الأسبوع الماضي إلى إطلاق دعوة عامة لجميع أبناء محافظة عدن للتعاون مع الأجهزة المعنية لحفظ الأمن والاستقرار&عبر الإبلاغ ورصد جميع مظاهر الاختلالات الأمنية.
&
وأشاد هادي خلال لقائه اليوم في مدينة عدن شخصيات ووجهاء من أبناء المدينة بالتضحيات والانتصارات التي سطّرها أبناء عدن والمحافظات المجاورة لها، مؤكدًا على الحاجة إلى الحفاظ على تلك النجاحات والانتصارات، عبر وحدة الصف وروح التعاون والتكامل لمواجهة التحديات الأمنية، التي لا تزال اليوم تتربص بالجميع، من خلال الخلايا والأذرع التخريبية و"الإرهابية"، التي لا تريد لعدن النهوض وللوطن السلام والوئام".
&
إلى ذلك، أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارًا جمهوريًا الخميس الماضي بتعيين اللواء محمد سعيد بن بريك رئيسًا لجهاز الأمن القومي بعد استقالة الدكتور علي حسن الأحمدي من رئاسة الجهاز صبيحة اليوم نفسه.
&
حلول للمشكلة الأمنية&
يرى الشيخ عبدالعزيز المفلحي، مستشار الرئيس اليمني، أن الإرباكات التي تشهدها عدن في الجانب الأمني يمكن التغلب عليها من خلال "الشروع في تنفيذ حزمة من التدابير العاجلة، أولها دمج المقاومة في الجيش والأمن، وإعادة بناء مؤسسات الجيش والأمن في المدينة، وتوفير السلاح وكل الإمكانيات لهذه الأجهزة"، مشيرًا في حديث مقتضب لـ"إيلاف" إلى أنه "إذا لم نبنِ الأمن والجيش بطريقة علمية، فإن السلبيات ربما تكبر عن حجمها الحالي، وينعكس ذلك بصورة غير طيبة على الوضع الأمني في عدن".
&
من جهته، يعتقد الباحث والكاتب السياسي علي محمد السليماني أن تعيين قيادات جنوبية في عاصمة الجنوب (عدن) هو أحد الحلول الممكنة لإيجاد الأمن والاستقرار في مدينة عدن.
&
ويقول السليماني لـ"إيلاف": "ﻻ شك أن صدور القرارات الأخيرة بتعيين وطنيين جنوبيين، مثل اللواء عييدروس قاسم الزبيدي محافظ عدن، والعميد شلال علي شائع مدير الأمن، قد أفقد بعض الأطراف (اليمنية) صوابها، خشية أن تفقد غنائمها، التي جنتها في حرب 1994م، بموجب فتاوى دينية ومباركة من "جهاديي" الأفغان، الذين استقدموهم لمحاربة الجنوب آنذاك، ويبلغ عددهم زهاء 59 ألفاً من العرب الأفغان، الذين تم تغيير تسميتهم ﻻحقًا بمسميات القاعدة وأنصار الشريعة وداعش".
&
يشير السليماني أيضًا إلى أن "كل أطراف الشمال الموالية للحوثي وصالح سرًا وعلنًا تريد إرباك المشهد وخلط الأوراق وإفشال دول التحالف ومنع إعادة بناء مؤسسات الجنوب، لكي تظل غنائمهم من الحرب على الجنوب في عام 94م بأيديهم، وهي غنائم نفط وغاز وذهب واستثمارات ووكاﻻت تجارية وبحرية وعقارات".
&
خلايا نائمة&
هذا وقال محافظ عدن، العميد عيدروس الزبيدي، إن حكومة عدن &تعمل على انتزاع الأسلحة من المسلحين غير النظاميين وإنهاء حالة الانفلات الأمني التي تعيشها عدن منذ خروج الميليشيات المتمردة، مؤكدًا أن أهالي عدن مدنيون، ويرفضون أي مظاهر مسلحة، وهم عامل مساعد لنا على تنفيذ خطة تأمين عدن وتطبيع الحياة واستتباب الأمن والاستقرار.&
&
وأكد المحافظ الزبيدي في تصريح صحافي – إطلعت عليه "إيلاف" - أن الحملة الأمنية متواصلة لنزع السلاح في عدن، والتي يرافقها منع التجوال ليلًا، مشيدًا بالجهود البطولية لرجال الأمن والجيش في تأدية المهام المناطة بهم، وتطبيع الأوضاع في مدينة عدن بشكل عام، لافتًا إلى أن جماعات تريد إثارة الفوضى، وهناك خلايا نائمة تابعة للمخلوع علي عبد الله صالح، يتم تنشيطها لزعزعة الأمن في عدن.
&
وكانت اللجنة الأمنية في العاصمة عدن قد أعلنت حظر التجوال ليلًا في مطلع شهر كانون الثاني/يناير الجاري من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الخامسة فجرًا، وذلك بعد الأحداث الأمنية المتلاحقة التي ضربت المدينة.&&
&
خطة أمنية في مرحلتها الثانية&
وتواصل شرطة عدن تطبيق الخطة الأمنية الثانية، التي بدأتها يوم الثلاثاء الماضي بعدما تم إكمال الخطة الأمنية الأولى، من خلال إعادة العمل الى مراكز اقسام الشرطة في مديريات التواهي، المعلا، القلوعة، خور مكسر، وكريتر، وصيرة، وانضباط العمل فيها، من خلال تنظيم النزول الميداني إلى جميع أقسام الشرطة من قبل مدير عام شرطة عدن العميد الركن/ شلال علي شايع للإشراف المباشر على الطابور الصباحي لأفراد مراكز اقسام الشرطة بالمديريات، وتفقد عمل صيانة بعض اقسام الشرطة المدمرة جراء الحرب التي شنتها ميليشيا الانقلاب على العاصمة عدن أخيرًا، وتأمين هذه المديريات ونشر الدوريات الليلية فيها مع ضبط الدراجات النارية ومصادرتها، وفرض حظر التجوال بنجاح، وحل جملة من القضايا الأمنية التي كانت مفقودة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي نجحت فيه إدارة شرطة عدن، ومهد لها الطريق الى الانتقال للخطة الأمنية الثانية، التي انطلقت صباح الثلاثاء، ونشر قوات الأمن معززين بالأطقم والعربات المصفحة ونصب نقاط تفتيش على الجولات ونقاط تقاطع الطرقات المؤدية من وإلى مديريات العاصمة عدن، ومن ضمنها (حجيف، القلوعة، نقطة العقبة -المعلا، كريتر، محكمة عدن، العاقل، جولة بدر، جولة البط، الخط الساحلي، العريش، وجولة فندق عدن وجزيرة العمال والجسر البحري وكالتكس) وبعض الأماكن المهمة الأخرى.
&
وبحسب مصادر امنية في امن عدن، تقتضي المرحلة الثانية من الخطة الامنية تأمين عدد من الاحياء والنقاط الامنية في كل من جولة السفينة ومنطقة لحوم والبساتين والأجزاء الشمالية لمديرية المنصورة والبريقة.
&
المقاومة في صف الامن&
أتت هذه الخطة الامنية بعد تفاهم وتنسيق بين الامن والمقاومة الشعبية الجنوبية في مدينة عدن، حيث ابدت قيادة المقاومة استعدادها التام للتعاون مع شرطة عدن في ضبط الامن والاستقرار، ورفض كل اشكال العنف والتطرف وكل الأعمال التخريبية التي تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار واقلاق السكينة العامة للعاصمة عدن.
&
في هذا الصدد، يرحب القيادي في المقاومة الجنوبية في عدن ابو مشعل الكازمي بالتعاون بين الامن والمقاومة لتثبيت الامن والاستقرار في المدينة. يضيف الكازمي لـ"إيلاف": "لقد بدأنا الآن بانتشار امني بجهود مجلس المقاومة الجنوبية ووضع نقاط ثابتة واخرى فجائية، وان شاء الله الأمور تتدرج حتى نصل إلى تغطية كامل العاصمة عدن بتنسيق مع الامن".
&
في الختام، يؤكد الكازمي أن الاغتيالات التي تشهدها عدن تأتي بتوجيهات وأوامر من صنعاء، في اشارة منه الى ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح.
&