دونيتسك:

دان القضاء الروسي الاثنين قائدة المروحية الاوكرانية ناديا سافتشنكو بتهمة قتل صحافيين روسيين اثنين في شرق اوكرانيا الانفصالي في صيف 2014، وهي تواجه عقوبة السجن 23 عاما. وسيتحتم عليها انتظار نهاية النطق بالحكم لتعرف مدة عقوبة السجن التي ستصدر بحقها، بعدما كانت النيابة العامة طالبت بانزال عقوبة السجن بها 23 عاما.

واعلن القاضي ان "سافتشنكو ومجموعة من الاشخاص اقدموا بدافع الحقد والكراهية على قتل (ايغور) كورنيليوك و(انتون) فولوشين"، الصحافيين الروسيين اللذين قضيا عند سقوط قذيفة هاون في شرق اوكرانيا في 17 حزيران/يونيو 2014.

كما دان قاضي محكمة دونيتسك، المدينة الروسية الصغيرة القريبة من الحدود مع اوكرانيا، اثناء النطق بالحكم بعد محاكمة استمرت ستة اشهر، بعبور الحدود بصورة غير شرعية للانتقال من اوكرانيا الى روسيا.

لكن المحكمة اعتبرت ان مدبر جريمة قتل الصحافيين هو القائد السابق لكتيبة "أيدار" الاوكرانية سيرغي ملنيتشوك الذي كانت سافتشنكو تحت امرته في صيف 2014.

وقال القاضي ان ملنيتشوك "نظم جريمة القتل وفقا لخطة معدة مسبقا وزود سافتشنكو بالمعدات"، من دون ان يحدد مدة عقوبة السجن التي ستصدر بحق قائدة المروحية البالغة من العمر 34 عاما.

وكان المدعي العام طالب بعقوبة السجن 23 عاما بحق ناديا سافتشنكو التي اصبحت بطلة وطنية في بلادها. وحضر عشرات الصحافيين ووفد من الدبلوماسيين الاوكرانيين جلسة تلاوة الحكم تحت مراقبة خمسين عنصرا من قوات مكافحة الشغب باسلحتهم.

وترفض سافتشنكو اتهامات المحكمة جملة وتفصيلا، مؤكدة ان متمردين موالين للروس قبضوا عليها ثم سلموها الى روسيا قبل مقتل الصحافيين الروسيين.

وعشية النطق بالحكم، لم يبد محاموها الكثير من التفاؤل واعلن احدهم مارك فيغين منذ الاحد انه "سيحكم على سافتشنكو ببضع سنوات، لا شك لدينا في ذلك"، منددا بـ"آلة دعائية في العمل" وبـ"غياب العدالة والحرية".

وتندد اوكرانيا والغرب معها بمحاكمة سياسية باعتبار الطيارة ضحية العمليات الروسية في اوكرانيا حيث تتهم موسكو بتقديم دعم عسكري للمتمردين الموالين لها، وهو ما تنفيه.

نحو تبادل للاسرى

وعد الرئيس الاوكراني بـ"بذل كل ما بوسعه" لاعادة ناديا سافتشنكو الى ديارها، مشيرا الى احتمال حصول عملية تبادل اسرى. ويحاكم حاليا في اوكرانيا رجلان اعتقلتهما القوات الاوكرانية واعلنت كييف انهما عنصران في الاستخبارات العسكرية الروسية، ومن الممكن استخدامهما في عملية تبادل اسرى.

من جانبها تعتقل موسكو ما بين 10 و30 اوكرانيا، بينهم العديد من المعتقلين الذين سلطت عليهم اضواء الاعلام مثل المخرج اوليغ سنتسوف الذي اوقف في القرم وحكم عليه بالسجن 20 عاما بتهمة "الارهاب" و"تهريب الاسلحة".

ولم تتردد سافتشنكو المعتقلة منذ 21 شهرا في تحدي السلطة الروسية في العلن طوال توقيفها ومحاكمتها، واكتسبت شعبية متزايدة في اوكرانيا. وانتخبت في خطوة رمزية نائبة اثناء احتجازها وخاضت اضرابا عن الطعام استمر 80 يوما بين كانون الاول/ديسمبر واذار/مارس 2015، حتى انها توقفت ايضا عن تناول السوائل سبعة ايام.

وقالت في اليوم الاخير من محاكمتها "كل ما يمكنني فعله هو ان اثبت من خلال اعطاء المثل انه من الممكن هزم روسيا ونظامها التوتاليتاري ان لم تكونوا خائفين ومحطمين". ثم قفزت على مقعد المتهمين ووجهت اشارة بذيئة بذراعها الى القضاة.

ضغوط غربية 

والعلاقات بين موسكو وكييف مجمدة تقريبا منذ ان ضمت موسكو القرم في اذار/مارس 2014 وحركة التمرد التي تلت ذلك في الشرق حيث اوقعت المعارك اكثر من تسعة الاف قتيل.

ولم تسمح اتفاقات مينسك الموقعة برعاية برلين وباريس لوضع حد للنزاع بين كييف والمتمردين الاستقلاليين، بحصول تقارب بين البلدين.

وعرضت اوكرانيا ان يفرض الغرب عقوبات على 40 شخصا "ضالعين مباشرة" في محاكمة سافتشنكو، على امل ان يبحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير قضيتها في موسكو.