كييف: أكد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان اوكرانيا يجب ان تستعيد السيطرة على حدودها الشرقية بنهاية كانون الاول/ديسمبر حتى لو تاخر التطبيق الكامل لاتفاق السلام الذي ابرم في شباط/فبراير مع روسيا حتى العام 2016.

وجاءت تصريحات بوروشنكو لتوضيح موقفه بعد تصريحات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في حدث اعلامي اعقب قمة بشان الازمة عقدت في باريس الجمعة.

وصرح بوروشنكو للتلفزيون الاوكراني في وقت متاخر الاحد "الحدود جزء مهم من سيادتنا ولن نساوم بشانها".

وكان هولاند قال عقب المحادثات التي شارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه لا يعتقد ان اتفاق شباط/فبراير يمكن ان يطبق في الموعد المقرر وهو نهاية العام.

والمسالة الرئيسية الشائكة هي موعد الانتخابات المحلية في منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين شرق اوكرانيا.

وتنص الهدنة على انه على روسيا تسليم كامل الجبهة الشمالية البالغ طولها 400 كلم والمليئة بالثغرات غداة اجراء الانتخابات.

الا ان هولاند قال للصحافيين انه لا يوجد وقت كاف "لوضع قانون انتخابي يطابق بشكل تام" المعايير الدولية.

واضاف ان الانتخابات المقررة يمكن ان تجري بعد 90 يوما فقط من وضع مثل هذا القانون.

ويعتزم الانفصاليون في دونيتسك اجراء انتخاباتهم في 18 كانون الاول/اكتوبر. اما جيرانهم في لوغانسك فسيجرون انتخاباتهم في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر.

ولم يصدر زعماء الانفصاليين اية تصريحات غير رسمية حول تصريحات هولاند.

الا ان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قال في موسكو الاثنين ان "احتمال تغيير المهلة النهائية لتطبيق اتفاق شباط/فبراير ليس مهما كثيرا".

ونقلت عنه وكالة انترفاكس قوله "الاهم هو تطبيق ما تعهد به الطرفان".

وبدأت ميليشيات دونيتسك الاستعدادات لاجراء انتخابات التي سيستبعد منها اي شخص او حزب يدعم خطط كييف للانضمام الى الاتحاد الاوروبي او حلف شمال الاطلسي.

واسفرت الثورة التي استمرت 18 شهرا في اوكرانيا عن مقتل اكثر من 8000 شخص معظمهم من المدنيين، وتشريد اكثر من 1,5 مليون شخص.

وينفي بوتين دعم الانفصاليينن ويطلق على الجنود الروس الذين قبض عليهم في منطقة الحرب بانهم "متطوعون" يقضون اجازات او انهم خارج الخدمة.

وراى الاعلام الاوكراني ان اول مواجهة بين بوتين وبوروشنكو منذ نحو تسعة اشهر انتهت بنصر كبير للرئيس الروسي الذي يزداد ثقة وتشددا.

وقال موقع ار بي سي للاخبار المالية في مقال افتتاحي ان "المفاوضات شهدت فوز روسيا لانها اكدت رؤيتها لاتفاق السلام".

وخيم على محادثات باريس التدخل الروسي المفاجئ في سوريا، حليفة موسكو الرئيسية في الشرق الاوسط والتي تضم قاعدتها البحرية الوحيدة خارج روسيا.

وتؤكد واشنطن وبروكسل بانهما لن تقدما تنازلات لبوتين بشان اوكرانيا لاقناعه بالعودة عن اصراره على ضرب المعارضة في سوريا بكافة اشكالها ومن بينها الجماعات المدعومة من العرق.

وصرح بيتر التماير رئيس هيئة اركان الجيش الالمانية لصحيفة المانية الاسبوع الماضي "لن نرضخ للابتزاز بشان اوكرانيا".

الا ان اندرياس اوملاند من معهد التعاون الاوروبي الاطلسي في كييف تحدث عن ميل ل"تغيير التوجه" بشان مقاربة الاتحاد الاوروبي لاوكرانيا.

كما اتهم المحلل السياسي الاوكراني يفغين ماغدا، ميركل وهولاند بحماية سمعتهما السياسية من خلال اجبار الاطراف المتحاربة على الموافقة على بنود الاتفاق "لايجاد طريقة لاطالة الاتفاق وحفظ ماء الوجه".

وعقب محادثات باريس اعلنت كييف ومقاتلو لوغانسك عن بدء عملية سحب اصغر للاسلحة من "خط التماس" الذي يفصل اراضي المتمردين عن باقي اوكرانيا.

الا ان اتفاق الانسحاب تم التوصل اليه قبل ايام من مفاوضات باريس ولا يمكن نسب الفضل فيه لميركل او هولاند.