تبدو فرضية توجّه تنظيم داعش إلى شمال لبنان، بعد خسارته في تدمر، صحيحة للبعض، وغير مقبولة بالنسبة إلى البعض الآخر، حيث يدعم الأخير عدم صحتها في غياب بيئة حاضنة حقيقية "للإرهاب" في لبنان.

بيروت: يطرح السؤال اليوم عن إمكانية توجه تنظيم "داعش" نحو شمال لبنان، بعد خسارته في تدمر السورية. في هذا الصدد، يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) لـ"إيلاف"، إن "هذا الكلام يتم تداوله بكثرة، وقد يكون صحيحًا أو خاطئًا، وما يمكن أن نؤكده هو أن الجيش اللبناني جاهز لأي عمل إرهابي أو أمني في كل الأراضي اللبنانية، وهذا ما أكدته قيادة الجيش اللبناني، وهناك تسريبات كثيرة في هذا الخصوص بأن تنظيم داعش يريد دخول لبنان للوصول إلى منفذ له على البحر، والشمال يبقى مركزًا خصبًا له، وكل أهالي الشمال في لبنان هم ضد التطرّف، ويدعمون الجيش اللبناني، ويقفون خلفه، وقد يكون هناك بعض المتطرفين وبعض الخلايا النائمة، لكنها مراقبة من قبل الجيش اللبناني، الذي يضع يده على الوضع ككل، ويقوم بواجباته على كامل الحدود بين لبنان وسوريا، والأمن مستتب بفضله".

بيئة حاضنة
ولدى سؤاله هل عدم وجود بيئة حاضنة لداعش في شمال لبنان، يجعله بمنأى عن الأعمال "الإرهابية"؟، يجيب طعمة أن هذا مؤكد، لأن شمال لبنان، وعكار بصورة خاصة، بيئة حاضنة للجيش اللبناني، هناك بعض المتطرفين الذين لديهم أسبابهم للتطرف، بعدما غرر بهم بسبب الفقر والجهل، ولسنا بيئة حاضنة لأي عمل "إرهابي"، بل على العكس، نحن بيئة حاضنة لكل القوى الأمنية.

خلايا نائمة
هل هناك خوف من استفاقة خلايا نائمة في الشمال، بحسب ما ذكرت التقارير الغربية؟، يفيد طعمة بأن لا شك هناك بعض الخلايا النائمة التي ستحاول تفجير الوضع، وكما ذكر رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام يجب معرفة من سيوصلنا إلى هذا التفجير، ومن يرفض اليوم انتخاب رئيس للجمهورية يعرّض البلد إلى كل الإحتمالات.&من هنا، من هم حريصون على الأمن في لبنان، عليهم أن ينزلوا إلى مجلس النواب، لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن. ولكن إذا كانت هناك بعض الخلايا النائمة فالجيش لهم بالمرصاد.

إلى أي حد الجيش اللبناني بجهوزيته يستطيع أن يصد أي هجوم "إرهابي" لداعش؟، يجيب طعمة أن الجهوزية لأقصى الدرجات، ونحن نلمس ذلك يوميًا، وما جرى على الحدود الشمالية لسوريا أخيرًا يظهر كيف أن الجيش اللبناني بلحظة أنهى الوضع، وخلال ساعات عاد الهدوء إلى ما كان عليه، فالجيش حاضر وجاهز دائمًا، والشعب اللبناني يسانده، ويدعمه دائمًا.

مناطق أخرى
إضافة إلى فرضية استهداف داعش لشمال لبنان، بعد خسارته في تدمر، هل هناك احتمال من استهداف مناطق أخرى في لبنان؟، يجيب طعمة أن الفراغ في المؤسسات يجعل لبنان منفتحًا أكثر على "الإرهاب"، وخلاصنا الوحيد هو الجيش اللبناني، الذي يقدم "الشهداء" ويحارب بقوة، ويجب مساعدة الجيش اللبناني من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، اليوم قبل الغد.

عن احتمال استهداف المسيحيين من قبل تنظيم داعش في لبنان، يؤكد طعمة أن كل الشعب اللبناني مهدّد اليوم، أي كل الاعتدال اللبناني في دائرة الخطر، كل المسلمين والمسيحيين المعتدلين، من هنا التهويل بأن المسيحيين في خطر، وما أشيع بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جاء إلى لبنان لتوطين اللاجئين السوريين هو أمر خاطئ من أساسه، ولا صحة له، وإنما جاء فقط لتدارك خطأ بروتوكولي قام به وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عندما لم يستقبل بان كي مون.

يضيف طعمة: "هذا الكلام أثنى عليه حزب الله فقط، وهذا كلام تبريري لخطأ بروتوكولي، لا أكثر ولا أقل". ولو اجتمعت كل الأمم، فلا أحد يرغم لبنان على التوطين، وهو كلام لم يتم التطرق إليه إطلاقًا مع بان كي مون.

لبنان محميّ
بدوره، يقول النائب خضر حبيب (المستقبل) لـ"إيلاف" عن المعركة، التي يحشد لها داعش في الربيع ضد لبنان، إنه مهما يقال من هنا وهناك حول معركة في الربيع أو الخريف أو الصيف أو الشتاء، فلبنان محميّ من قبل المؤسسة العسكريّة، وعلى رأسها الجيش اللبناني، وكل ما يقال عن الإعلام بمعزل عن الفصول الأربعة، لا يخيفنا، طالما أن الجيش اللبناني موجود، وطالما المطلوب من كل الأجهزة السياسيّة أن تدعم الجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية بمعزل عن موقف حزب الله، الذي ورّط لبنان في قضية "الإرهابيين" وخطرهم على لبنان.

&