لندن: في مواجهة ضغوط تداعيات "أوراق بنما"، كشف رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون يوم الأحد تفاصيل الدخل والضريبة الخاصة به عن الأعوام الستة الماضية.&

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ بريطانيا، التي يُعلن فيها رئيس الحكومة مثل هذه المعلومات وهو ما زال في منصبه، وقام كاميرون بهذه الخطوة غير التقليدية بنشر هذه التفاصيل السرية عادة بعد قوله إنّه كان يجب عليه التعامل مع التدقيق في الشؤون الضريبية لأسرته بشكل أفضل.

كما يأتي كشف كاميرون عن سجلاته الضريبية في محاولة لوضع حد للتّساؤلات عن دخله الشخصي والتي أثارها ذكر اسم والده الراحل في أوراق بنما لإنشائه صندوقًا للمعاملات الخارجية.

وأدت هذه التسريبات إلى مطالب باستقالة كاميرون وإعطاء زخم لنواب المعارضة الذين تساءلوا عن سبب اعتراضه على ذكر صلاته المالية بوالده بالتفصيل.

دخل 6 سنوات

ووفقًا لبيانات الدخل والضريبة التي أعلنها كاميرون، فإن دخله في الأعوام الستة الماضية بلغ 1.1 مليون جنيه استرليني ودفع ضرائب قدرها 400 ألف جنيه استرليني.

وتُظهر الوثائق من مؤسسة (أر.ان.اس تشارتيد للمحاسبة) والتي تغطي ست سنوات أن كاميرون دفع ضرائب بلغت 75898 جنيهًا استرلينيًا (107198 دولارًا) على دخل بلغ 200307 جنيهات في السنة المالية 2014- 2015 .

ووفقًا للسجل فقد تألف دخله من مرتب بلغ 140522 جنيهًا ومصاريف تستحق ضرائب عليها بلغت 9834 جنيهًا و46899 جنيهًا من نصف نصيب إيجار من منزل أسرته في لندن و3052 جنيهًا في شكل فوائد على مدخرات.

وتُظهر البيانات التي أعلنها كاميرون أنه تلقى في العام 2011 دفعات مالية من والدته، يصل حجمها الإجمالي إلى نحو 300 ألف دولار. وحدث هذا بعد فترة قصيرة من وراثة كاميرون أكثر من 400 ألف دولار من أصول والده الراحل.

تورط العشرات

وأشارت "أوراق بنما" إلى تورّط عشرات من السياسيين ورجال الأعمال بينهم رئيس وزراء ايسلندا الذي استقال بعد ذلك. وتذكر الوثائق التي بلغ عددها 11.5 مليون وثيقة والتي سُربت من شركة موساك فونسيكا البنمية للاستشارات القانونية بشكل مفصل إنشاء أكثر من 200 ألف شركة في ملاذات ضريبية خارجية.

وعلى الرغم من أن كاميرون غير متهم بفعل أي شيء غير قانوني فقد أدلى بأربعة تصريحات مختلفة خلال أربعة أيام بشأن ضم اسم والده الراحل في الوثائق. وقال كاميرون يوم الخميس إنّه كان يملك حصّة في صندوق والده للمعاملات الخارجية وقد حقق ربحًا منه.

وثارت تساؤلات بشأن كاميرون منذ كُشف أنّ والده الراحل كان له استثمارات خارج بريطانيا. وفي وقت لاحق، أقرّ كاميرون بأنّه كان يملك حصة في استثمارات والده، لكنّه باعها مقابل 44 ألف دولار قبل أن يُصبح رئيسًا للوزراء.

وأضاف أنّ&هذا الصندوق الاستثماري لم يتم إنشاؤه للتهرب من الضرائب، ولكن لاستثمار أسهم مقومة بالدولار وأنّه دفع كل الضرائب المستحقة على استثماراته الخاصة التي كانت تساوي "شيئًا من قبيل 30 ألف جنيه"، عندما قام بتصفيتها في يناير/ كانون الثاني 2010 قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء.

المعارضة&

وقال جيرمي كوربن زعيم حزب العمال إنّ كاميرون كان يجب أن ينشر سجله الضريبي كاملاً حتى 2010 قبل توليه رئاسة الوزراء، عندما باع أسهمًا في صندوق استثماري في الخارج يمتلكه والده مقابل 9500 جنيه استرليني، وهو ما يقل عن الحد الأدنى لضريبة أرباح رأس المال الذي يبلغ 10 آلاف جنيه.

ومن جهته، يطالب الحزب الوطني الاسكتلندي (إس إن بي) كاميرون بنشر بيان مالي لكل الوزراء وما إذا كانوا قد انتفعوا من ملاذات ضريبة في الخارج.