بدأت دولة الإمارات تتجه بقوة مؤخراً إلى تنظيم الأعراس الجماعية للشباب المقبل على الزواج، والتي لا تتجاوز مصروفاتها وتكاليفها سوى بضعة آلاف من الدراهم فقط، وذلك من أجل تخفيض تكاليف الزفاف الأحادية باهظة الثمن، والتي لا تقل عن نصف مليون درهم في أضيق الحدود، وهي تعد متوسط تكاليف زفاف الشاب الإماراتي، بحيث لا تتضمن سوى حجز قاعات العرس والأطعمة والمشروبات والفرق الموسيقية، إضافة إلى مجوهرات العروس وتجهيزاتها وملابس العروسين، وذلك من دون احتساب تكاليف أو قيمة الحصول على منزل أو تأثيثه، وتعد الأعراس الجماعية حلاً لمشكلة العنوسة التي باتت خطرًا كبيرًا يهدد المجتمع الإماراتي، حيث زادت معدلات العنوسة إلى أرقام مخيفة تتجاوز 200 ألف فتاة تعدت سن الزواج التقليدي الذي كان من قبل.
&
نقطة الانطلاق
&
والأمر الملاحظ في تلك الأعراس الجماعية أن شيوخ وقادة دولة الإمارات هم المثل وهم أصحاب المبادرة في نشر ظاهرة الأعراس الجماعية في الدولة، وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو المبادر الأول في نشر تلك الظاهرة عندما تم تنظيم حفل زفاف نجله مع العديد من الشباب المقبل على الزواج في عرس جماعي، وذلك كمثل أعلى للشباب بضرورة البعد عن المزايدة والتكلف في مصروفات وتكاليف الزواج، حيث أنه في مارس 2013 تم تنظيم حفل زفاف كل من الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان إلى كريمة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، والشيخ زايد بن سعيد بن زايد آل نهيان إلى كريمة الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، بمشاركة 100 عريس من مختلف إمارات الدولة.. وكانت تلك هي نقطة الانطلاق القوية لتنظيم الأعراس الجماعية في الدولة بشكل واسع النطاق وتخفيف المعاناة المادية عن الشباب المقبل على الزواج.
&
فوائد متعددة
&
وللأعراس الجماعية أيضًا فوائد متعددة منها أنها تساعد على التوعية بضرورة التفكير السليم قبل إقامة حفلات تتسم بالبذخ والإسراف، ما يترتب عليه ديون يتحملها العروسان في بداية حياتهما، كما تشجع في القضاء على ظاهرة الاقتراض من أجل حفل الزفاف، وهي أيضًا الحل الأمثل للقضاء على العنوسة، والطريق إلى بيت الزوجية بأقل التكاليف، فضلاً عن دورها الكبير في زيادة نسبة زواج المواطنين بمواطنات، خاصة أن العديد من الشباب يتزوجون بأجنبيات للهروب من كلفة حفل الزفاف المرتفعة.&
&
ويضع صندوق الزواج الإماراتي عدة شروط للمشاركين في الأعراس الجماعية، وهي أن يكون المتقدم وزوجته من مواطني الإمارات، وألا يكون المشارك قد استفاد من منحة الزواج كاملة في وقت سابق، أو شارك في عرس جماعي سابق، وعدم الدخول بالزوجة، والأولوية لغير المستفيدين من منحة صندوق الزواج وذوي الدخل المحدود، وألا يكون المتقدم قد سبق لـه الـزواج، إلا في حالات وفاة الزوجة الأولى، أو عدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب، أو انتهاء الزواج الأول بالطلاق قبل الدخول.
&
عادات سلبية
&
وتجدر الإشارة إلى أن هناك دراسة استطلاعية لصندوق الزواج الإماراتي، خاصة بنسبة وعي الشباب المواطنين بكلفة الزواج، حذرت من العادات السلبية عند الزواج، وأهمها الانفاق ببذخ، إذ رأى 86.8٪ منهم أن كلفة الزواج الباهظة هي السبب الرئيس للعنوسة بين بعض الإماراتيات، وأن 86.1٪ ممن بحثتهم الدراسة قالوا إن الزواج الجماعي يسهم في خفض كلفة الزواج، فيما أشار 85.6٪ إلى أن ارتفاع تكاليف الزواج يؤدي إلى الزواج بأجنبيات، ورأى 73.3٪ منهم أن تكاليف الزواج الباهظة لا تتناسب مع ظروف الحياة المعاصرة، ورأى 72.6٪ أنه لا مانع من قبول شباب من ذوي الإمكانات المالية المحدودة. وكشفت الدراسة أن نسبة وعي الشباب المواطنين بالمشكلات المترتبة على البذخ في الأفراح بلغت أكثر من 73٪.
&
تخفيف الأعباء على الأسر
&
وما يدل على استمرارية نهج حكام الإمارات بتفعيل الأعراس الجماعية والحرص على إقامتها، بما يسهم في تخفيف الأعباء على الأسر الإماراتية، أقيم يوم أمس تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وبحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعدد من الحكام والشيوخ والمسؤولين وذوي العرسين وأقاربهم وجمع من المدعوين، حفل استقبال العرس الجماعي بقصر المشرف في أبوظبي، بمناسبة زفاف الشيخ الدكتور خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان، على كريمة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، بمشاركة 108 عرسان من أبناء الإمارات.