تشهد مدينة نيويورك انتخابات تمهيدية بين الساعين لنيل الترشيح لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، وتحظى انتخابات هذه الولاية بأهمية كبيرة لكل من المرشحين المتقدمين في الحزبين الديمقراطي والجمهوري بعد هزائمهما الأخيرة. ومن المتوقع أن تفوز هيلاري كلينتون، عضو مجلس الشيوخ السابق عن نيويورك، والساعية لترشيح الحزب الديمقراطي على منافسها بيرني ساندرز، المولود في بروكلين وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت المجاورة. ومن المرجح أن يتفوق دونالد ترامب على منافسه عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس تيد كروز، في الفوز بترشيح الجمهوريين في نيويورك. وسيضع الفوز بهذه الولاية كلا من كلينتون وترامب في موقع أقرب لضمان الفوز بترشيح حزبيهما لانتخابات الرئاسة القادمة. ويأمل كلاهما في تحقيق نصر كبير في هذه الولاية يساعدهما على استعادة زخم التقدم في حملتيهما الانتخابية وتجاوز الانتقادات الموجهة إليهما. وشهدت الولاية حملات انتخابية قوية، حرص المرشحون الرئيسيون فيها على استثمار علاقاتهم المحلية لجذب أصوات الناخبين فيها. وسبق لكلينتون أن انتخبت عضوا في مجلس الشيوخ عن هذه الولاية مرتين، لذا فإن أي هزيمة لها فيها ستشكل ضربة سياسية مدمرة لها. بينما يعيش ترامب، المولود بحي كوينز في مدينة نيويورك، في مبنى يحمل اسمه وسط مانهاتن . وستبدأ عملية الاقتراع في الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشحين في الولاية، والتي تعد الأبرز فيها منذ عقود، في الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (01:00 بتوقيت غرينيتش) الأربعاء. ويرى مؤيدو كلينتون أن التصويت في نيويورك يعد لحظة حاسمة بالنسبة لها، إذ يقولون إن الانتصار هناك سيضمن لها افتراضيا ترشيح الحزب الديمقراطي. والتقت كلينتون في اليوم الأخير من حملتها الانتخابية في نيويورك عددا من الممرضات، واوقفت سيارتها في محطة لغسيل السيارات وتناولت الآيس كريم وسط عدد من الناخبين ومؤيديها، ثم انضم إليها زوجها الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، في تجمع في مانهاتن. وأعطت استطلاعات الرأي تفوقا لكلينتون على منافسها ساندرز، الذي فاز بسبع من ثماني ولايات صوتت في انتخابات المرشحين التمهيدية مؤخرا. ويأمل ساندرز أن يبقي فوزه في ولاية نيويورك آمال ترشحه قائمة، حيث تضم الولاية 291 مندوبا ممن يحق لهم التصويت في المجمع الانتخابي للحزب الديمقراطي. وتبادل كلا المرشحين الديمقراطيين البارزين الاتهامات بشان أهليتهما للترشح، فحذرت حملة كلينتون الانتخابية خصمها من أنه يجازف في الإضرار بمرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات النهائية إذا واصل نقده الحاد. بينما اتهم ساندرز كلينتون بارتكاب خروقات مالية الأمر الذي نفاه فريق حملتها الانتخابية. وبالنسبة للجمهوري ترامب، سيقلل فوزه في نيويورك من فرص منافسيه الآخرين للفوز بالترشيح في مؤتمر الحزب الجمهوري في يوليو/تموز. ويظل السؤال قائما هل سيتمكن من تحقيق فوز كبير يضمن له كل المندوبين الجمهوريين الـ 95 في حصة نيويورك بفوزه بغالبية الأصوات فيها؟ وأعطت استطلاعات الرأي ترامب تفوقا على حاكم ولاية أوهايو جون كيسيك وعلى السيناتور تيد كروز. وقدم كروز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، أداءً فقيرا في نيويورك إثر تعليق سابق اتهم فيه ترامب بأنه يحمل "قيما نيويوركية". وظهر كروز في برامج تلفزيونية معدودة الاثنين مدافعا عن تصريحاته، ولكن بدت عيناه معلقتان على أصوات ولاية بنسيلفانيا التي سيجري التصويت فيها الأسبوع المقبل. وقال ترامب في تجمع انتخابي لأنصاره أنه ليس ثمة أي نيويوركي يمكن أن يصوت لكروز الذي "لا يمثل ما يطلبونه". بيد أنه وقع في زلة لسان في خطابه بشأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، عندما أخطا في اسم سلسلة أسواق شهيرة.لحظة كلينتون الحاسمة
ترامب والقيم النيويوركية
- آخر تحديث :
التعليقات