لا يزال ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيم داعش مفتوحًا على كل الاحتمالات، بعد الحديث عن عرقلة من قبل حزب الله لهذا الملف بحجة تبرير أي معركة محتملة في جرود القلمون.

إيلاف من بيروت: في الثاني من آب/أغسطس 2014 تمكّن تنظيم داعش من أسر 11 عسكريًا في عرسال أُعدم منهم على التوالي خالد السيد وعباس مدلج، ليستقرّ العدد على تسعة عسكريين، هم: محمد يوسف، خالد مقبل حسن، محمود عمار، عبد الرحيم دياب، إبراهيم مغيط، سيف ذبيان، حسين الحاج حسن، مصطفى وهبي وعلي زيد المصري.

قتل أحدهم

وذكرت مصادر قريبة من الجماعات السورية المتشددة أنّ أحد العسكريين من الجيش اللبناني المحتجزين لدى داعش، قُتل وهو يحارب في صفوف التنظيم في بلدة مهين السورية.

وأكدت المصادر نقلاً عن قياديين في "داعش" أن عبد الرحيم دياب التحق بعد وقت قصير من احتجازه مع عسكريين آخرين في آب/أغسطس 2014 بالتنظيم، وبايع أميره أبو بكر البغدادي، وانخرط مع أحد اقربائه للمشاركة في معارك عدة في سوريا".

وبعد تحرير الأسرى لدى النصرة في السابق لا يزال الأمل في تحرير العسكريين لدى داعش وقد أُبلغ الوسيط المفاوض منذ يومين في ملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش أن الأمير العسكري للتنظيم في القلمون موفق أبو السوس أرسل رسالة الى "عاصمة الخلافة في الرقة" بشأن مصير العسكريين، ووُعِد بأن تكون الإجابة إيجابية، لجهة الموافقة على فتح قناة للتفاوض مع الدولة اللبنانية.

دور حزب الله

غير أن مصادر مطلعة ذكرت أن حزب الله يعرقل أي مفاوضات مثمرة لإطلاق الجنود اللبنانيين المعتقلين من قبل تنظيم "داعش" في جرود القلمون.

وأشارت المصادر إلى أن الحزب يريد عدم إقفال هذا الملف ليبقى تبريرًا لأي معركة محتملة في جرود القلمون ولتأكيد وجود داعش في تلك الجرود.

تعقيبًا على الموضوع يرى النائب السابق مصطفى هاشم (المستقبل) في حديثه ل"إيلاف" أن فرضية عرقلة حزب الله مع تنظيم داعش في ما خص العسكريين المخطوفين قد تكون صحيحة رغم أن حزب الله قد لا يكون بحاجة لتبرير تدخله في سوريا، فقد دخل سوريا بأوامر من إيران، وتبقى الصورة واضحة ولا حاجة لديه للتبرير.

حزب الله والعسكريون

ولدى سؤاله إلى أي مدى يساهم تدخل حزب الله في سوريا بتأخير موضوع تحرير العسكريين اللبنانيين لدى داعش؟ يجيب هاشم أن داعش يأخذ من تدخّل حزب الله في سوريا سببًا للاحتفاظ بالعسكريين المخطوفين لديه، لأن تنظيم "داعش" يعتبر إرهابيًا، وله مصلحة في الاحتفاظ بالعسكريين للضغط على لبنان من أجل تأمين ممرات في جرود عرسال، لكن بالنهاية نأمل أن يعود العسكريون إلى أهلهم.

هل موضوع إطلاق العسكريين لدى داعش لن يكون بالسهولة المرجوة بسبب تأخير حزب الله للموضوع؟ يجيب هاشم أن هذا التنظيم لا يُعرف من أين يتلقى أوامره، ولا من أين تأتي تصرفاته.

عن إطلاق العسكريين سابقًا لدى النصرة وصعوبة تحقيق ذلك بالنسبة للعسكريين لدى داعش يرى هاشم أن النصرة كانت تملك خط تواصل مع الجهة اللبنانيّة أي الأمن اللبناني أو قيادة قطر، ولكن داعش لا يُعرف ما هي قناة الإتصال معه، وهذه القناة تبقى ضيقة نوعًا ما.