دمشق: استقبل الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين وزيرا جزائريا، في زيارة نادرة لمسؤول عربي لدمشق منذ اندلاع النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ اكثر من خمس سنوات، وفق ما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا".

وافادت الوكالة بان الاسد "استقبل اليوم وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبد القادر مساهل"، وعبر "عن تقديره للموقف المبدئي الذي تقفه الجزائر مع سوريا".

واعتبر الاسد وفق الوكالة "ان الارهاب لم يعد محليا وانما بات جزءا من لعبة سياسية تهدف لضرب واضعاف الدول التي تتمسك باستقلالية قرارها"، مؤكدا "ان الوضع في سوريا اصبح افضل وان الشعب السوري مستمر في صموده وتماسكه للدفاع عن ارضه".

وعرض الوزير الجزائري من جهته خلال لقائه الاسد "التجربة الجزائرية في مواجهة الارهاب والتطرف وتحقيق المصالحة الوطنية".

وتطرق الاجتماع الثنائي الى "خطر الارهاب واهمية توحيد جهود جميع الدول في محاربته" بالاضافة الى العلاقات الثنائية "واهمية تعزيزها في كل المجالات وخصوصا على المستوى الاقتصادي وتوسيع آفاق التعاون والتكامل بين البلدين بما يخدم الشعبين الشقيقين"، وفق الوكالة.

وتعد الجزائر التي شهدت في التسعينات حربا اهلية استمرت عقدا وتسببت بمقتل مئتي الف شخص، حليفا تاريخيا لدمشق، وابدت مرات عدة تحفظها عن قرارات صادرة عن الجامعة العربية ضد النظام السوري.

وتاتي زيارة المسؤول الجزائري لدمشق بعد زيارة اجراها وزير الخارجية السوري وليد المعلم للجزائر في اذار/مارس الماضي، اشاد خلالها بعد لقائه عددا من المسؤولين الجزائريين في مقدمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بموقف الجزائر من النزاع السوري و"بالاهتمام الذي توليه لخروج سوريا من هذه الأزمة بأسرع ما يمكن".

وباتت زيارات مسؤولين عرب لدمشق نادرة منذ تعليق جامعة الدول العربية عضوية سوريا فيها العام 2011. ويبقى مقعد دمشق شاغرا في كل الاجتماعات العربية.

وفي 26 تشرين الاول/اكتوبر، زار وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي دمشق والتقى الاسد، وذلك اثر زيارة مماثلة اجراها المعلم لعمان في آب/اغسطس الماضي.

وتعد سلطنة عمان الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية والسياسية مع دمشق.