يحتفل المصريون بالذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء، وسط قيام القوات المسلحة المصرية بتوجيه ضربات ناجحة ضد الجماعات الإرهابية الموجودة على أرض سيناء، مما أسفر عن انحصار تلك الجماعات وقتل المئات من قاداتها خلال الفترة الماضية.
&
أحمد حسن من القاهرة: أكد خبراء عسكريون واستراتيجيون أن عمليات القوات المسلحة التي تشنها على البؤر الإرهابية في سيناء ستستمر ؛لأن حرب العصابات والقضاء على الإرهاب تأخذ وقتًا طويلًا عكس الحروب النظامية، وكانت سيناء موجودًا بها نحو 800 إرهابي خلال السنين الماضية أما بعد حدوث الثورات العربية والانفلات الأمني الذي حدث وانتشار الفكر الإرهابي فإنه يوجد الآن بها من 7 إلى 8 آلاف إرهابي في &تقريبًا ،كما أكد الخبراء أن الرئيس السيسي يعطي اهتمامًا خاصًا &بتنمية سيناء، حيث تم تنفيذ عشرات المشروعات الاستثمارية على أرض سيناء في ظل نجاح الجيش المصري في حصر الجماعات الإرهابية حاليًا،
&
والجدير بالذكر أن القوات المسلحة دخلت عامها الرابع في حربها على الإرهاب بسيناء ، حيث كانت بدايتها العملية «نسر» التي أطلقت فى عام 2011 لمواجهة الإرهاب في الشيخ زويد ورفح.
&
أشاد بالجهد&
&
وكان الفريق أول صدقي صبحي ،القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والانتاج الحربي، قد أكد خلال لقائه بقادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة، أن ذكرى تحرير سيناء ستظل في ذاكرة تاريخنا الوطني والقومي رمزًا لعظمة الإرادة المصرية وقواتها المسلحة التي ستظل بعطاء رجالها وتضحياتهم دومًا درعًا قويًا للوطن يحمي قدسية أراضيه وحصنًا منيعًا للشعب يصون له تاريخه وأمجاده، وأشاد بالجهد الذي يقوم به رجال القوات المسلحة للقضاء على التطرف والإرهاب في سيناء مؤكدًا أنهم يثبتون كل يوم أنهم جيش وطني شريف جدير بثقة شعبه بما يقدموه من عطاءٍ وتضحياتٍ للحفاظ على أمن الوطن واستقراره ، وأعرب عن اعتزازه وتقديره بشيوخ القبائل والعشائر ومواطني وبدو سيناء، مؤكدًا أنهم خط الدفاع الاول عن الوطن مع أبناء القوات المسلحة لردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقرار شعبه العظيم.
&
وقال الفريق أول صدقي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي: "إن مصر آمنة بإذن الله بقواتها المسلحة التي تتحمل مسئولية الحفاظ على أمن مصر القومي في الداخل والخارج، ولن نتسامح أو نتهاون مع من يحاول أن يستبيح أرضنا أو ينشر الفوضى على حدودنا ولن نقبل ابتزازًا أو ضغوطًا من أحد مهما كان".
&
أهم الإنجازات
&
وعن أهم الإنجازات التي تحققت على أرض سيناء ،فقد أكد &اللواء عبد الفتاح حرحور ،محافظ شمال سيناء، أن مصر تحتفل بذكرى تحرير سيناء في ظل إنجازات جديدة تشهدها أرض الفيروز هذا العام، أبرزها إقامة &54 مشروعًا خدميًا جديدًا على أرض المحافظة سيتم افتتاحها هذا العام، بينها 43 مشروعًا تم الانتهاء منها، وجاري افتتاحها تباعًا بمناسبة العيد القومي للمحافظة، وبقية المشروعات سيتم افتتاحها خلال الفترة من يونيو حتى ديسمبر، وأشار محافظ شمال سيناء أن المشروعات التي تم تنفيذها هذا العام على أرض المحافظة 54 مشروعًا بتكلفة (مليار و263 مليونًا و250 ألفًا و727 جنيهًا)، تضم 43 مشروعًا، تم الانتهاء منها بتكلفة 591 مليونا و362 ألفًا وجاري افتتاحها تباعًا بمناسبة أعياد تحرير سيناء، و7 مشروعاتٍ من المقرر افتتاحها خلال يونيو القادم بتكلفة 704 مليار جنيهٍ، و4 مشروعاتٍ ينتظر افتتاحها خلال العام المالي 2016ـ 2017 بتكلفة 404 ملايين و660 ألف جنيهٍ، 15 مشروعًا في مجال الصحة، وقال محافظ شمال سيناء :"إن هذه المشروعات تضم في مجال الصحة والسكان 15 مشروعًا بتكلفة 441 مليونًا و 719 ألف جنيهٍ، و6 مشروعات تعليمية بتكلفة 10 ملايين و736 ألفًا و258 جنيهًا، وفي مجال الإسكان الاجتماعي مشروعان بقيمة 393 مليونًا و100 ألف جنيهٍ، وفي مجال الشرب والصرف الصحي 6 مشروعات بتكلفة إجمالية 301 مليون و 150 ألف جنيهٍ، وإنشاء مسجدين بتكلفة 3 ملايين و 519 ألفًا، و476 جنيهًا، وفي مجال الطب البيطري مشروعات بتكلفة 23 مليونًا و230 ألف جنيهٍ، وإنشاء 11 تجمعًا تنمويًا بتكلفة 41 مليونًا و140 ألفًا و 405 جنيهاتٍ ، وفي مجال التموين إنشاء مشروع بتكلفة 615 ألف جنيهٍ، وإنشاء ثلاثة دورٍ مناسبات بتكلفة 904,355 ألف جنيهٍ، وإنشاء المبنى الإداري لمشروع استغلال المحاجر، ومواد البناء بالعريش بتكلفة 2 مليون و500 ألف جنيهٍ، ومشروع مصنع تخليل الزيتون بمدينة العريش بتكلفة 4 ملايين جنيهٍ، ومشروع حفر وتجهيز بئر الكنتلا 5 وبئر المنبطح 6 بتكلفة 5 ملايين و500 جنيهٍ "، وحول المشروعات الممولة من الصناديق العربية بتنسيق وزارة التعاون الدولي المنتظر أن تقام على أرض المحافظة قال محافظ شمال سيناء:" إنه تم توجيه 5 ملياراتٍ لمشروعاتٍ داخل المحافظة ، ومن هذه المشروعات إنشاء 26 تجمعًا تنمويًا متكاملًا داخل سيناء منها 19 لمحافظة شمال سيناء و7 لجنوب سيناء، ويضم كل تجمع 100 بيتٍ بدوي وديوانٍ ومسجدٍ وساحةٍ رياضيةٍ وملاعبٍ ومحلاتٍ ووحدةٍ صحيةٍ وشبكة طرقٍ بتكلفة 80 مليون جنيهٍ لكل تجمعٍ"، وأشار إلى أن المستهدف من التجمعات، تحويل المناطق التي تقام فيها لزراعية منتجة ، وربط سيناء بالوادي ، وجعلها امتدادًا طبيعيًا ،وتوفيرعائد مادي سريع ، وكذلك توفير الأمن الغذائي، وفي كل تجمع سيتم توزيع 10 فدادين لكل شابٍ &بفائدة لاتزيد عن 2% ".&
&
وتابع اللواء حرحور في تصريحات إعلامية له ، أن أهم إنجاز &تحقق هو & قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء جامعة العريش؛ لتكون أول جامعة حكومية على أرض سيناء، كذلك &ولادة " الشركة الوطنية لاستثمارات سيناء"، وهي شركة وطنية، الشركاء فيها كل من بنك الاستثمار بمبلغ 660 مليون جنيهٍ، والجهاز الوطني لتنمية سيناء100بمبلغ مليون جنيهٍ، ومحافظة شمال سيناء 40 مليونًا، والشركة في الوقت الحالي تقوم بعمل الدراسات اللازمة لمشروعاتها التي ستكون بكورتها استغلال المنطقة الصناعية ببئر العبد.&
&
نجاح كبير
&
في السياق ذاته قال اللواء &نصر موسى ، الخبير الاستراتيجي: "إن الجيش المصري نجح خلال الفترة الماضية في محاصرة الجماعات الإرهابية ،وتحديدها على الشريط الحدودي في شمال العريش ،وهناك رصد كامل لتحركاتهم داخل سيناء من خلال تعدد الأكمنة الأمنية المنتشرة &في شمال ووسط وجنوب سيناء، وهذا التضييق من قبل الجيش كان سببًا مباشرًا في قيام الجماعات الإرهابية بعمليات استشهادية &ضد قوات الشرطة والجيش".
&
وأكد الخبير الاستراتيجي ﻠ"إيلاف"، أن الحرب في سيناء مستمرة ولن تنتهي قريبًا ،وهذا طبيعي حيث أن الحرب ضد العصابات أو العناصر الإرهابية تختلف عن الحرب &النظامية ،فالأخيرة محددة التوقيت وتنتهي عند وقف إطلاق النيران مثل "حرب أكتوبر" التي بدأت يوم 6 أكتوبر وانتهت يوم 23 من الشهر نفسه، أما الحرب على الإرهاب فإنها تطول لأنها تنتقل من مكان لمكان ولأن الإرهاب ليس له مكان محدد يحارب فيه، وقد يتواجدون وسط الأهالي والأماكن المأهولة بالسكان، إضافة إلى مكوثهم بمناطق وعرة بسيناء.
&
وأضاف "موسى" أنه وفقًا للإحصائيات فإن سيناء كانت تضم ما يقرب من "24" منظمة إرهابية جهادية سلفية متنوعة، وصل عددهم قبل ثورة يناير &إلى 800 إرهابي، وبعد الثورات العربية ووصول الإخوان للحكم بدأ التكفيريون التوافد على سيناء ليصل عددهم &إلى 8 آلاف إرهابى تقريبًا،ولكن هذا العدد قل بشكلٍ كبيرٍ جدًا بفضل الضربات الناجحة من قبل قوات الجيش المصري ومقتل مئات الإرهابيين.
&
مرحلة التنمية
&
من جانبه قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية العليا،:" إن هناك تطورًا ملحوظًا في أداء القوات أثناء مواجهة الإرهاب على أرض سيناء ، والشاهد على ذلك هو مشاركة الجيشين الثاني والثالث في تلك العمليات، مما ترتب عليه نجاح قوات الجيش بمعاونة الشرطة المدنية في القضاء على الرؤوس المدبرة والمنفذة من تلك الجماعات لتحجيم قدراتها القتالية والتخريبية، ومن ثم القضاء عليها نهائيًا من خلال الضربات الاستباقية، بهدف تطهير سيناء من هؤلاء الخونة، ويقوم الجيشان الثاني والثالث بأكبر عملية عسكرية في سيناء ضد العناصر الإرهابية، بقيادة الفريق أسامة عسكر، وهي أكبر هجوم بري وجوي تشهده سيناء منذ حرب أكتوبر 1973 تمهيدًا لبدء مراحل التنمية المرتقبة لربط سيناء بالوادي".
&
وأكد اللواء سالم لـ"إيلاف"، أنه من الصعب أن يتم تحديد موعد انتهاء العمليات العسكرية في سيناء؛ لأن الحرب على الجماعات الإرهابية وحرب العصابات تستغرق أوقاتًا طويلة، ولا يمكن حسمها في فتراتٍ قصيرةٍ؛ لأن المعلومات فيها غير كافية وتحتاج إلى مجهودٍ كبيرٍ، بالإضافة إلى طبيعة الأرض التي يختبئ بها الإرهابيون، ومساعدة &بعض الدول لهم والتي تمدهم بالسلاح والمال وعلى رأسها حركة حماس وإسرائيل، ولكن من المؤكد تراجع نشاط التنظيمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، نتيجة تشديد الإجراءات الأمنية وبدء تدشين مرحلة جديدة للعمليات النوعية ضد العناصر الإرهابية في سيناء.
&
وأشاد الخبير العسكري بجهود الدولة في تنمية سيناء بالتزامن مع الحرب على الإرهاب، حيث يجرى حاليًا أكبر تنمية حقيقية لوسط سيناء ،وإعادة توطين البدو وتوفير فرص عمل لشباب سيناء ،وربطهم بسكان الوادي والدلتا.