قتل مواطن مصري في العاصمة البريطانية لندن، حرقاً، وأثار الحادث غضب المصريين، رسيماً وشعبياً، لاسيما أنه جاء تزامناً مع تصعيد بريطاني سياسي بشأن حادث مقتل الطالب الإيطالي في مصر جوليو ريجيني.
القاهرة: عثرت السلطات البريطانية على جثة المواطن شريف عادل حبيب ميخائيل، محروقة في إحدى ضواحي العاصمة لندن، وأثار الحادث الكثير من الغضب في مصر على المستويين الرسمي والشعبي، ودعت رئاسة الجمهورية المصرية بريطانيا إلى "تكثيف تحرياتها وجهودها من أجل الكشف عن غموض الحادث"، مشيرة إلى ضرورة "استجلاء ملابسات مقتله، وتحديد الجناة وإلقاء القبض عليهم لينالوا عقاباً رادعاً بموجب القانون".
رسمياً، أعربت الرئاسة، في بيان لها اليوم الأربعاء، عن "بالغ الحزن"، معلنة أنها "تتابع عن كثب التحقيقات التي تُجرى بشأن هذا الحادث، للوقوف على ملابسات وقوع الحادث، لاسيما أن "الدولة المصرية تولي عميق الاهتمام للحفاظ على حياة كافة مواطنيها سواء المقيمين على أرض الوطن أم في الخارج".
حروق شديدة
وقال فؤاد ميخائيل، أحد أقارب الشاب القتيل، إن والد الشاب "شريف" عثر على ابنه حياً ومحروقاً في جراج للسيارات في لندن. وأضاف لـ"إيلاف" إن الوالد تلقى اتصالاً يفيد بأن ابنه مات محروقاً، لافتاً إلى أنه عندما انتقل إلى الجراج في حي ساوث هول، وجد ابنه محروقاً لكنه ما يزال حياً.
وأوضح أن الشاب مات أثناء نقله إلى المستشفى متأثراً بالحروق الشديدة التي أصابته، منوهاً بأن الشاب القتيل خريج إحدى الجامعات البريطانية، وليست لديه عداوات أو أنشطة غير شرعية.
ولفت إلى أن السلطات البريطانية تجري تحقيقاتها في القضية، واستمعت إلى أسرة الشاب، وطالب السلطات البريطانية بسرعة التوصل للجناة، وتقديمهم للمحاكمة.
وروى والد الشاب القتيل، عادل حبيب ميخائيل مقار، تفاصيل الحادث، وقال في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية من لندن، إن ابنه أنهى دراسته في كلية الهندسة مؤخرا في جامعة جرينتش في كنت، مشيرًا إلى أنه خرج، الأحد، مع شقيقته وبعض أصدقائه، وعاد إلى المنزل قبل أن يتصل بصديقه "أنتوني" هاتفيًا، وأنه أنهى المكالمة بعد منتصف الليل بدقائق معدودة.
وأضاف أنه "لا يعلم ما الذي حدث بعدها حيث أبلغته الشرطة بأنهم عثروا عليه محترقا في أحد الجراجات في منطقة ساوث هول في لندن في الواحدة صباحًا، حيث نقلوه إلى أحد المستشفيات في منطقة بادنجتون بوسط العاصمة، قبل أن يتم نقله بمروحية طبية إلى إحدى المستشفيات في ساسكس وهو لا يزال حياً". وأكد أن ابنه شريف فارق الحياة في الثالثة والنصف صباح الإثنين.
اهتمام وقلق
وأكد أن ابنه "كان شابا مرحا يحب الجميع وأحبه الجميع وكان له مستقبل مشرق، قبل أن تأتي أيد آثمة قضت على هذا الحلم، طبقا له"، مشيراً إلى أن "هناك عددا من المشتبه بهم في القضية، إلا أن الشرطة ترفض أن يكشف عنهم حفاظا على سرية التحقيقات".
وأكد أنه "لن يترك حق ابنه أبدا"، مشددا على أنه سيصعد الأمر حتى إلى رئيس الوزراء البريطاني لإعادة حق ابنه.
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية المصرية، إنها "تتابع باهتمام وقلق شديدين حادث مقتل المواطن المصري شريف عادل ميخائيل حرقاً في سيارته بإحدى ضواحي لندن".
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن سامح شكري وزير الخارجية وجه القنصلية العامة المصرية في لندن بإجراء اتصالات فورية مع السلطات البريطانية للإعراب عن تطلع مصر لأجراء تحقيق عاجل وشفاف ومحايد بشأن الحادث، ومعرفة اسبابه ومحاسبة المسئولين عنه في أسرع وقت.
ولفت إلى أن السفارة المصرية في لندن سوف تقدم التسهيلات لمن يرغب من عائلة الضحية بالسفر إلى لندن للتضامن وتقديم المساعدة لوالديه، وعدم التقيد بأسباب بيروقراطية قد تؤدي إلى حرمان أسرة المتوفي من المؤازرة والدعم الذي يحتاجون إليه بشدة في هذه الأوقات العصيبة. على حد قوله.
غضب
شعبياً، أثار الحادث غضب المصريين، وطالبوا العالم بالتضامن مع الضحية مثلما تضامن مع الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي قتل في القاهرة بشهر يناير/ كانون الثاني الماضي، ودشن النشطاء على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك صفحة باسم "كلنا شريف عادل حبيب ميخائيل".
ونشرت الصفحة صورة لجثمان "شريف" متفحمًا؛ وكتبت عليها: "ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬد ﻻﺑد أﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟم أﺟﻤﻊ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺣدﺙ ﻟﻬذﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺮي، ﺍﻟذي ﺗم ﻗﺘﻠﻪ ﻭﺣﺮﻗﻪ ﺑطﺮﻳقة ﻭﺣﺸﻴة ﻓﻰ ﻏﻴﺎﺏ ﺗﺎﻡ ﻟﻸﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻳطاﻧي ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤة ﺍﻟﺒﺮﻳطانية ﻟﻨدن، ﻛﻤﺎ ﻻﺑد ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺘي ﺣدثت ﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺘﻰ ﻳﻌلم ﺍﻟﻌﺎلم أﻥ ﺑﺮﻳطانيا هي ﻣدينة ﺍﻟﻤوت ﺍﻟﻐﺎمض"، في إشارة إلى مقتل مصريين آخرين في الماضي في لندن دون التوصل إلى الجناة، ولعل أشهرهم، الممثلة سعاد حسني، ومساعد رئيس الجمهورية الأسبق أشرف مروان، زوج أبنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ودعا النشطاء وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية الأجنبية إلى التضامن مع أسرة الشاب المصري، مثلما تضامنوا مع أسرة الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي قتل في القاهرة نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي.
التعليقات