يأمل المعتدلون والإصلاحيون المؤيدون للرئيس الإيراني حسن روحاني أن ينجحوا في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية الجمعة في تثبيت الاختراق الذي حققوه في الدورة الأولى التي نظمت في 26 شباط/فبراير.

طهران: لم تثر الحملة المتعلقة بالدورة الثانية التي تنتهي صباح الخميس حماسة بين الناخبين في المدن والمحافظات، التي ستنتخب نحو 70 نائبًا من اصل 290، هم اعضاء مجلس الشورى. ويبلغ اجمالي عدد الناخبين نحو 17 مليونًا.

تجري الانتخابات في بعض المدن الكبرى، مثل تبريز في شمال غرب البلاد، وشيراز في الجنوب، في حين فاز الاصلاحيون والمعتدلون بمقاعد طهران الثلاثين منذ الدورة الاولى. شكلت هذه النتيجة الاستثنائية في طهران، حيث كان المحافظون يسيطرون على كل المقاعد، المفاجأة الكبرى لانتخابات 26 شباط/فبراير.

أكبر من العاصمة
وذكر زعيم تحالف المحافظين غلام علي حداد عادل أن "ايران ليست طهران فقط"، داعيًا انصاره الى الاقتراع "لتحقيق اهداف" الثورة الايرانية التي حددها الخميني وخليفته الحالي علي خامنئي. ولم تكن النتائج جلية في المحافظات، حيث لم يحقق المحافظون ولا الاصلاحيون والمعتدلون الغالبية في المجلس، الذي كان المحافظون يهيمنون عليه.

ومن اصل 290 مقعدًا، حصد المحافظون أو مقربون منهم 103 مقاعد، وحصد الاصلاحيون والمعتدلون أو المقربون منهم 95 مقعدًا، في حين ذهب 14 مقعدًا لمرشحين مستقلين. وفاز كذلك من الدورة الاولى خمسة محافظين معتدلين، يؤيدهم الاصلاحيون، وخمسة ممثلين للاقليات الدينية، لا يظهرون انتماء سياسيًا في الغالب. ويشمل اقتراع الجمعة 69 مقعدًا، اضافة الى اجراء انتخابات جزئية في احدى دوائر اصفهان.

توقع تشكيل برلمان معتدل
وخسر معظم المرشحين المحافظين في الدورة الاولى، ويرجح ان تكون غالبية اعضاء مجلس الشورى من الاصلاحيين والمعتدلين المؤيدين لروحاني، ومن محافظين معتدلين وبراغماتيين يمكن ان يشكلوا دعماً لسياسة الانفتاح التي يقودها، ومنهم رئيس مجلس الشورى المنتهية ولايته علي لاريجاني المحافظ المعتدل، الذي ايّد الاتفاق النووي بين ايران والقوى العظمى في منتصف تموز/يوليو الماضي.

وبعد الدورة الاولى، دعا لاريجاني، الذي قد يعاد انتخابه رئيسًا لمجلس يتألف من نواب براغماتيين من المعسكرين، الى "رص الصفوف" من اجل "تحقيق اهداف" ايران. ودعا الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي (1997 - 2005) الى تجسيد "الامل" الذي احيته الدورة الاولى.

وقبل سنة من الانتخابات الرئاسية في 2017 التي قد يترشح اليها لولاية ثانية من اربع سنوات، يراهن الرئيس روحاني على نتائج الاتفاق النووي من اجل خفض البطالة، التي تصل اليوم الى 11% وترتفع الى 25% بين الشباب.

نتائج غير ملموسة&
لكن بعد اكثر من ثلاثة اشهر على بدء سريان الاتفاق في 16 كانون الثاني/يناير، ورفع القسم الاكبر من العقوبات، التي كانت تخنق الاقتصاد الايراني، لم يشعر الايرانيون بعد بالنتائج الموعودة.

واكد علي خامنئي أن ايران تحتاج "نتائج ملموسة"، متهمًا الولايات المتحدة، "العدو التاريخي" لايران، بممارسة ضغوط على الاوروبيين بهدف منع ايران من تحقيق أي فائدة من الاتفاق، وحضّ الايرانيين على اعتماد "اقتصاد المقاومة" المتمحور حول تنمية الانتاج الوطني والاكتفاء الذاتي.

ولا تزال كبرى المصارف الاوروبية مترددة في التعامل مع ايران، خشية من ردود انتقامية من واشنطن التي لا تزال تفرض عقوبات على ايران بسبب اتهامها بانتهاك حقوق الانسان وتأييد منظمات تعتبرها الولايات المتحدة "ارهابية". حتى أن واشنطن فرضت عقوبات جديدة على ايران على صلة ببرنامجها الصاروخي البالستي.

وسعى وزير الخارجية الاميركي جون كيري في الاسبوع الماضي في نيويورك الى طمأنة نظيره الايراني محمد جواد ظريف بشأن الرفع الفعلي للعقوبات، وخصوصًا بهدف تمكين المصارف الاوروبية من التعامل مجددًا مع ايران.