اهتمت صحف عربية عدة بالأنباء التي ترددت عن اعتزام رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو تقديم استقالته من رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم. ورأى بعض الصحف أن قراراً كهذا سوف يسبب "زلزالاً سياسياً" في تركيا، وأشارت صحف أخرى إلى أن ذلك يعكس انقساما داخل أروقة الحزب الحاكم، خاصة بين أوغلو ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان. وكان أوغلو قد أعلن مؤخراً أنه سيتنحى عن منصبه كرئيس لحزب العدالة والتنمية وذلك خلال المؤتمر العام الطارئ للحزب المزمع عقده يوم 22 مايو/أيار المقبل. في السفير اللبنانية، يرى محمد نورالدين أن "الخلاف" بين أردوغان وأوغلو هو ما يدفع الأخير نحو الاستقالة، ويقول في مقاله: "ما هو مُجْمَعٌ عليه في الداخل التركي أن أردوغان يرى في داود أوغلو عقبة أمام تغيير النظام من برلماني إلى رئاسي وبأن داود أوغلو ينظر بتحفظ إلى هذا التعديل ولا يدفع باتجاهه". من جانبها، نشرت صحيفة عكاظ السعودية ما قالت إنها تفاصيل الخلاف بين قطبي حزب العدالة والتنمية، أردوغان وأوغلو. وقالت الصحيفة إن "ثمة من يعمل على إذكاء النزاع بين الرجلين وإشعال النار في حزب العدالة والتنمية"، وأضافت أن ما يجري بين أوغلو وأردوغان "صراع خفي بين المدير والمعلم". وفي الخليج الإماراتية، يتحدث مفتاح شعيب عن وجود "أزمة حادة" داخل حزب العدالة والتنمية، محذراً في الوقت ذاته من يؤدي ذلك إلى إضعاف سلطة الحزب. يقول شعيب : "قطع رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، الشك في وجود أزمة حادة داخل حزب العدالة والتنمية، بيقين استقالته من رئاسة الحزب، ليصعد إلى العلن الصراع الصامت بينه وبين الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو صراع قد يتطور إلى انقسامات داخل الحزب، تؤدي إلى إضعاف سلطته التي ظل يمارسها منفرداً منذ 14 عاماً". ويرى علي إسماعيل في صحيفة الثورة السورية أن حزب العدالة والتنمية التركي بات "متشرذماً"، حيث أنه أصبح منقسما إلى ثلاثة تيارات، الأول يتبع الرئيس أردوغان، والثاني يتبع الرئيس السابق عبد الله غل، والثالث يتبع داود أوغلو، "وهو الحلقة الأضعف لتكون المقصلة من نصيبه". ويتهم إسماعيل الحزب التركي الحاكم بـ"الانقلاب على نفسه والعمل خارج منظومة الأخلاق السياسية". ويقول موقع البوابة نيوز المصري إن إعلان أوغلو نيته الاستقالة من الحزب الحاكم سوف يُحدث "زلزالاً سياسياً" في البلاد. ونقل الموقع عن خبراء قولهم إنه في حال استقالة أوغلو من منصبه "لن يستطيع أي رئيس وزراء جديد أن يمارس سياسته المستقلة عن سياسة الرئيس أردوغان". وفي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، يقول ثائر عباس إن تنحي أوغلو عن رئاسة الحزب الحاكم سوف يعزز موقع رئيس الجمهورية أردوغان ويؤكد إحكام قبضته على البلاد. وفي صحيفة الوطن القطرية، يتخذ مازن حماد موقفاً منحازاً لأردوغان، قائلاً: "الرئيس التركي الذي لم تشهد هذه الحقبة قائداً مثله متوحداً مع الوطن ومنصهراً فيه، له أفضال علينا هو والسلاطين العثمانيون، وأفضال على تركيا ذاتها لا تعد ولا تحصى". وأضاف: "أو ليس أردوغان هو الذي قضى على العلمانية الفاجرة الملحدة التي أسسها سيئ الذكر كمال أتاتورك عام 1923 بتشجيع صهيوني، وأرسى بدلاً عنها قواعد سليمة لعودة تركيا إلى أحضان الحضارة الإسلامية، واسترداد هويتها المتدينة دون تطرف والمستنيرة دون استبداد؟". وعلى النقيض من ذلك، نقلت صحيفة الوفد المصرية عن يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قوله إن استقالة أوغلو "تؤكد فساد أردوغان وتفرده بالسلطة، حيث أصبح يتصرف وكأنه والي أو امبراطور عثماني وليس مجرد حاكم للبلاد". وأشار العزباوي إلي أن سياسات أردوغان "غير المنضبطة ستؤدي لمزيد من التوتر والتخبط في العملية السياسية والحياة الديمقراطية في تركيا".خلاف أردوغان وأوغلو
"زلزال سياسي"
- آخر تحديث :
التعليقات