أقدمت الأجهزة الأمنية في مدينة عدن اليمنية على ترحيل أكثر من 800 من أبناء المحافظات الشمالية، مما أثار لغطًا وانقسامًا في الشارع اليمني بين مؤيد ومعارض.
إيلاف من عدن: نفذت الأجهزة الأمنية في العاصمة اليمنية الموقتة عدن حملة أمنية على أبناء المحافظات الشمالية الذين يقطنون عدن، والذين لا يملكون وثائق ثبوتية أو تصاريح عمل. وقال مصدر أمني في عدن لـ (إيلاف) إن الأجهزة الأمنية احتجزت 840 من أبناء المحافظات الشمالية في مديريات دار سعد والشيخ عثمان والمنصورة.
وبحسب المصدر الأمني، تأتي هذه الحملة ضمن الخطة الشاملة التي تقوم بها الأجهزة في محافظة عدن لضبط الأمن في المدينة التي شهدت بعض الحوادث خلال الاشهر القليلة الماضية.
بين مؤيد ومعارض&
وأدى ترحيل المئات من أبناء المحافظات الشمالية من عدن الى ضجة اعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض للحملة الأمنية. في هذا السياق، ترصد (إيلاف) بعض ما تناوله الاعلام الاجتماعي حول ترحيل أبناء الشمال عن مدينة عدن:&
حملة مطلوبة&
أثنى الناشط السياسي الجنوبي علي الزامكي على الحملة الأمنية التي قامت بها شرطة عدن والمقاومة الجنوبية لترحيل أبناء الشمال من عدن قائلاً: "الحملة الأمنية بعدن استثنائية ومطلوبة، يا قيادات أمن عدن لا تنتظروا القتلة حتى يصفّوا رجالكم بل صفّوهم قبل أن يصفوكم".
&
وأضاف: "العفاشيون لبسوا الفوطة الجنوبية ومن يجبرهم على لبسها طالما أن نيتهم سليمة، لقد حولوا عدن الى مدينة غجرية تسودها الفوضى والتسول والعشوائية، ولا احد مستفيداً من تلك الفوضى سوى عفاش وأنصاره".
لِمَ التباكي؟
ويتفق الناشط في الحراك الجنوبي صالح باديان مع ما قاله الزامكي في تأييده للإجراءات الأمنية الاحترازية في عدن متسائلاً: "لماذا هذا التباكي على ترحيل مجموعة لا توجد لديهم وثائق، لماذا كل هذا الضجيج، أليس هم اول من رحلوا القيادات الجنوبية التي كانت تحكم في صنعاء، كنائب الرئيس السابق علي سالم البيض ؟، أليس هم من سجنوا ورحلوا رئيس الوزراء السابق خالد بحاح والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي؟، أليس هم من رحلوا الآلاف من الجنوبيين من وظائفهم وقاموا بإقصائهم&ورميهم في الشوارع، حتى اصبح الطيار الجنوبي يبيع الخضار، اين كنتم ايها المتباكون ايها المنافقون، فلتخرس كل الالسن".
إعلان تحذيري أولاً&
على النقيض، هاجم الكاتب السياسي كمال البعداني الحملة الأمنية التي شهدتها مدينة عدن قائلاً: "ما حصل اليوم في عدن خطير وخطير جدًا، إذ قامت مجاميع مسلحة تتبع السلطة الأمنية في عدن بحملة مداهمات ضد أبناء الشمال في منطقة المنصورة وحي ريمي والعديد من المناطق، ليس بسبب تورطهم بأعمال تخريبية وإنما بسبب انتمائهم للمناطق الشمالية، فلا يمكن أن تكون هناك خلايا تخريبية يقرب عددها من آل 1000، وهو عدد من تم اعتقالهم اليوم من الصباح وحتى المساء، وتم إغلاق مطاعم وورش ومحلات إطارات ومحلات تلفونات وغيرها، وتم إعطاء مهلة ثلاثة أيام لكل من يحمل بطاقة شخصية بعدها عليه مغادرة عدن".
وأضاف البعداني المنتمي للمحافظات الشمالية: "لم تعمل السعودية هذا العمل مع نصف مليون يمني دخلوا أراضيها بطريقة غير نظامية، بل طلبت منهم تصحيح أوضاعهم رغم الظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادهم... أي همجية هذه عند هؤلاء الناس ؟ فهل يعلمون أن عشرات الآلاف، بل أكثر من أبناء الجنوب يعيشون بسلام ويمارسون أعمالهم التجارية والحكومية بكل حرية في المناطق الشمالية دون اعتراض من أحد على مستوى ( السلطة ) أو المواطن أو تحميلهم أعمال الثنائي عيدروس وشلال، ومن يقف خلفهما في الداخل أو الخارج. فهم هنا في بلادهم ولهم الحق بالعيش في أي مكان.. السجون الآن مزدحمة بالمئات من أبناء الشمال في عدن، والذين تم نهب وسرقة محلاتهم، وهو الهدف الرئيسي من الحملة".
وناشد البعداني الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر قائلاً: "إذا لم يكن لكم سلطة على عدن، فما عليكم إلا اصدار إعلان تحذيري لمواطني الجمهورية اليمنية وخاصة من أبناء الشمال بعدم السفر الى عدن ومن يقيم فيها عليهم المغادرة باعتبارها تتبع دولة أخرى".
كارثة&
ونختم بالكاتب الجنوبي عبدالله ابوبكر بارحمة، الذي انتقد الاجراءات الأمنية ضد أبناء الشمال في عدن قائلاً:"أشعر بالخزي بسبب هذه الكارثة، وأنا الجنوبي الذي عاش في صنعاء اكثر من سبع سنوات ولم يسمع خلال هذه الفترة كلمة عنصرية أو مناطقية واحدة، ومعي كذلك الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية الذين&لا يزالون يتمتعون بالحرية في صنعاء".
التعليقات