للتوعية في مواجهة أي احتمال لانهيار سد الموصل، فقد ألقت طائرات عراقية ملايين المنشورات فوق المدينة الشمالية التي يحتلها تنظيم داعش لتوعية مواطنيها بخطط الطوارئ الموضوعة لأي تطور بالنسبة لوضع السد.. فيما رفضت منظمة عراقية تهديدات مستشار خامنئي للمتظاهرين العراقيين بتوجيه واستخدام المليشيات لقمعهم.&

إيلاف من لندن: قالت خلية الإعلام الحربي العراقية إن طائرات القوة الجوية العراقية ألقت ملايين المنشورات على مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) تتضمن توصيات توعوية للمواطنين عن خطط السلامة والأمان والوقاية، وخطط الطوارئ لسد الموصل من دون توضيحات أخرى، كما قالت في بيان صحافي اليوم اطلعت على نصه "إيلاف".

وكانت الحكومة العراقية قعت في مارس الماضي عقداً قيمته 273 مليون يورو مع شركة (تريفي) الايطالية لصيانة سد الموصل خلال فترة 18 شهرًا، فيما صادق مجلس الوزراء العراقي في الأول من مارس& على الإجراءات الاحتياطية المتخذة لصيانة سد الموصل. ومن جهته، وضع مجلس محافظة صلاح الدين خططًا لمواجهة احتمالات انهيار سد الموصل وطالب باستكمال بناء سد بادوش لدرء مخاطر انهيار السد وابعاد الخطر عن بغداد.

وفي مارس الماضي، استضافت الولايات المتحدة الأميركية والعراق اجتماعًا حضره دبلوماسيون كبار ومسؤولون من الأمم المتحدة لبحث احتمال انهيار سد الموصل، بعد ان حذرت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور من كارثة ذات أبعاد واسعة إذا انهار السد.

ولا يزال سد الموصل يعاني من عيوب بنيوية منذ إنشائه في الثمانينيات ويتوقع أن تغمر كميات كبيرة من المياه - إذا انهار السد - وادي نهر دجلة الذي يسكنه عدد كبير من السكان.

&وضم الاجتماع، الذي عقد في مقر الأمم المتحدة، سامانثا باور ونظيرها العراقي محمد علي الحكيم، وخبراء من سلاح المهندسين بالجيش الأميركي، ومسؤولين من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ودبلوماسيين كبارًا آخرين.

وقالت باور إن "الإفادات المقدمة عن سد الموصل اليوم مخيفة ورغم اتخاذ خطوات مهمة لمواجهة الانهيار المحتمل فلا يزال السد يواجه هذا الخطر".&

وأضافت: "هناك احتمال موجود في بعض الأماكن في حالة حدوث انهيار، لحدوث موجة فيضان بارتفاع يصل إلى 14 متراً يمكن أن تكتسح كل شيء في طريقها.. الناس والسيارات والذخائر التي لم تنفجر والنفايات والمواد الخطرة الأخرى، بل يمكن أن تعرض مراكز سكنية ضخمة للخطر".&

ودعت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الاستعداد لمحاولة منع ما قد يكون "كارثة إنسانية ذات أبعاد واسعة"، حيث ان حوالى 1.47 مليون عراقي تقريبًا يعيشون في المجرى الذي سيسلكه الفيضان.&

ويبلغ طول موقع السد 3.6 كيلومترات ويقع بالقرب من أراضٍ احتلها تنظيم داعش الذي كان سيطر على السد في أغسطس عام 2014، ما أثار المخاوف من احتمال تفجيره، ثم استعادت القوات العراقية السد بعد أسبوعين بدعم من غارات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
&
منظمة ترفض تهديدات مستشار خامنئي للمتظاهرين العراقيين

ورفضت منظمة عراقية تهديدات علي اكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي للمتظاهرين العراقيين بتوجيه واستخدام مليشيات الحشد الشعبي لقمعهم ومنع إرادة الشعب العراقي في التغيير واعتبرت ذلك تدخلاً سافرًا في الشأن العراقي وقهرًا لإرادة العراقيين وانتهاكًا لسيادتهم.

وقالت هيئة الدفاع عن حقوق الانسان في العراق في بيان صحافي اليوم، تسلمت "إيلاف" نصه، إن هذا التصريح يؤكد تدخلات النظام الإيراني في شؤون العراق الداخلية، وهي موجودة على ارض الواقع العراقي ومتغلغلة في جميع مفاصل الدولة ومتحكمة بكل قراراته السيادية.

وأشارت إلى أنّ المفاجأة الصادمة انها جاءت على لسان&علي اكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الأعلى، والتي تجاوزت كل الحدود واللياقة الدبلوماسية والاعراف الدولية في علاقات الدول، والتي لم يجرأ على مثلها حتى الإحتلال الأميركي تحسبًا لردود الفعل لدى العراقيين، وانما دأب عليها وبالاستمرار مسؤولو النظام وبشكل متكرر، فبعضهم صرح بأن بغداد عاصمة للامبراطورية الاسلامية الإيرانية وغيره الكثيرون واليوم ولايتي يعلن ما لم يجرأ على اعلانه رئيس الوزراء أو وزير الدفاع او الداخلية في العراق أو غيرهم من أن المليشيات هي التي أخرجت المتظاهرين من قبة البرلمان العراقي والمنطقة الخضراء وليس الجيش أو القوى الأمنية العراقية.. موضحة أن الكل يعرف أنها لم تفعل ذلك إيضًا، وانما خرج المتظاهرون من تلقاء انفسهم بعد تجمعهم بساحة الإحتفالات وداخل المنطقة الخضراء ولم تخرجهم المليشيات الطائفية المنفلتة أصلاً.

ووصفت تهديد ولايتي بإستخدام مليشيات الحشد الشعبي لضرب وإنهاء المظاهرات وتثبيت الحكومة العراقية والمحاصصة الطائفية بأنه (وقاحة)، فيما لم يرد عليها أي مسؤول قيادي في الحكومة العراقية استنكاراً أو شجباً أو رفضاً أو احتجاجاً لهذه التصريحات، كما لم يتم توجيه رسالة دبلوماسية تطلب من السفير الإيراني او حكومته تفسيراً أو رفضاً لهذه التصريحات.

وأوضحت هيئة الدفاع عن حقوق الانسان في العراق على ان الرد العملي على هذه التدخلات السافرة في السيادة العراقية جاءت على لسان الملايين من ابناء الشعب العراقي في تظاهراتهم الأخيرة، وهي تهتف بوضوح وتعطي رسالة اكثر وضوحًا إلى النظام الإيراني (برة برة)، وكانت آخر هذه التظاهرات بمدينة الديوانية الجنوبية الجمعة الماضي التي رددت نفس الهتافات الرافضة لحكام إيران وتدخلاتهم اللااخلاقية والعدائية للشعب العراقي وكرامته وسيادته.

وأشارت الهيئة إلى أنّ العراق يقف اليوم أمام مفصل تاريخي في تحديد المواقف بوضوح لأن التأريخ لايرحم والشعب لن يسامح تلك المواقف المتزلفة والمنافقة للسياسيين العراقيين تجاه ما يحدث، حرصاً على مصالحهم الضيقة والدنيوية الزائلة.. وطالبتهم بموقف واضح وصريح بالرفض التام لهذه التدخلات الإيرانية التي دمرت العراق وشعبه ولاتزال مستمرة في سياساتها واجندتها التي يخدمها وينفذها المتعاونون مع السلطات الإيرانية من الساسة العراقيين والمليشيات المسلحة الخارجة على القانون.

وكان ولايتي قال السبت الماضي إن مليشيات الحشد الشعبي لن يصعب عليها أن تتصدى لبعض الاطراف التي وصفها بغير المسؤولة وغير الواعية، والتي ادعى انها تثير الاضطرابات والقلاقل في الساحة العراقية، في إشارة إلى آلاف المتظاهرين العراقيين المطالبين بالاصلاح وبحكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة، والذين كانوا هتفوا ضد تدخل إيران في شؤون بلدهم الداخلية.