نظم تيار الغد السوري المعارض في مكتبه الرئيسي في القاهرة أمس ندوة حول الثورة السورية وسلميتها اضافة الى أنها كانت ندوة تعريفية عن التيار وآفاق الحل السياسي ، ودعا التيار اليها صحافيين واعلاميين وممثلي وكالات وفضائيات عربية ، وتحدث فيها أعضاء الأمانة العامة للتيار قاسم الخطيب وعلي العاصي ومحمد قنطار وعضو الهيئة العامة محمد شاكر .

وقال بيان للتيار، تلقت "ايلاف" نسخة منه، إن تيار الغد السوري يعمل على "حسم التجاذبات السورية وتوحيد السوريين في بوتقة واحدة، وهو تيار جامع ولد في مرحلة الحل السياسي ولديه رؤية متكاملة ومنظومة تبدأ من مقررات جنيف مرورا بالرؤية الاستراتيجية للحل الشامل في سوريا".

فيما أكد محمد قنطار لـ"ايلاف" أن أبرز النقاط التيطرحها الخطيب تمحورت أن الانظمة الشمولية بالمنطقة العربية انظمة ذات مرجعية واحدة وتنتمي لنفس المدرسة.

وأشار الى "أن حافظ الأسد بدأ حكمه في سوريا بانقلاب غير شرعي عام 1963، وتابع حكمه في سوريا مستخدما سياسة الحديد والنار متبنيا نهج ارهاب الدولة بكل أشكاله حيث قام بزج كل معارضيه بالسجون أو قام بتصفيتهم أو تهجيرهم وقام عبر تاريخه بالعديد من المذابح بحق الشعب السوري أبرزها مذبحة حماه بداية الثمانينيات من القرن الماضي والتي راح ضحيتها عشرات الالاف من السوريين بالاضافة لدمار مدينة بأكملها . كما سحق كل أشكال الحياة السياسية بدأت الثورة السورية 2011 من دون تخطيط مسبق فيما كانت الثورة السورية ذات طابع شعبي تتسم بالعفوية في كثير من جوانبها كما تبنت النهج السلمي ورفعت شعارات التحرر والديمقراطية".

كما تحدث الخطيب عن "انتهاكات النظام والتي رسخت بذاكرة السوريين ، وهي التي دفعت الى انتفاض كل المحافظات والمدن السورية والتي دفعت بدورها الى حمل السلاح في وجه هذا النظام وكان ابرزها .. قتل الطفل حمزة الخطيب تحت التعذيب وقتل قاشوش الثورة بحماه واقتلاع حنجرته في رمزية همجية لقتل الصوت الحر اضافة الى مذبحة البيضا بانياس ومذبحة ساعة الساعة الشهيرة بحمص".

وفي استرسال لما جرى على مدى السنوات السابقة أوضح الخطيب ، كما نقل قنطار ، أنه "بعدها تأسس الجيش السوري الحر من ضباط منشقين ومدنيين لحماية المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والديمقراطية من خلال اسقاط النظام".

العمل المسلح

قنطار أكد لـ"ايلاف" أن حديثه "انصب في محور العمل الثوري المسلح والموقف الاقليمي والدولي حيال الثورة".

وأبرز النقاط التي جاءت بحديثه جاءت لنفهم انتقال الثورة للعمل المسلح حيث قال إن علينا "ان نفهم الاستراتيجية التي اتبعها النظام في مواجهة الثورة منذ اليوم الاول وحتى الان والتي تتجلى في ثلاث نقاط رئيسية أعلنها رأس النظام واجهزته الامنية وكبار مسؤوليه: وتلخصت بشعار الاسد او نحرق البلد ومحاربة العصابات الارهابية والتكفيرية والمؤامرة الدولية لاسقاط محور المقاومة".

وقال أيضا "من هذه الشعارات الثلاثة التي اعلنها النظام نفهم انه لم يكن يعترف مطلقا بأية مطالب محقة للشعب السوري بالتغيير وانه لم يكن يرى كل تلك الملايين والحشود بالساحات والشوارع والتي كانت تهتف سلميا سوى انهم ادوات لمؤامرة او انهم ارهابيين ويجب القضاء عليهم".

ولفت قنطار أنه لطالما حاول النظام أن يثبت رواياته وأن يشرعن قتله للسوريين.

وأكد أنه "في الشهر الثامن من 2012 اعلن رأس النظام بشار الاسد انه سيستخدم كل الة الفتك الذي يملكها ضد الشعب السوري من خلال ما جاء بكلمته امام مجلس الشعب التي قال فيها : إن كل ارهابي سوري له عائلة ترعاه وله مجتمع صغير يحتضنه ويحميه هذا يجعلنا نقف امام ملايين الارهابيين المحليين وبالتالي نحن امام حالة فشل اجتماعي"، وأشار قنطار الى أنه "يعتبر هذا الخطاب اعلانا مباشرا انذاك بحرب مفتوحة على السوريين يشرعن النظام لنفسه فيها استخدام كل انواع الاسلحة وتدمير كل هذه الملايين "الارهابية".

كما لم ينس قنطار أن يتحدث عن تعدد أطراف النزاع في سوريا وتمدد التنظيمات الارهابية حيث أفاد أنه "انتقلت الثورة السورية من حالة صراع محلي بين شعب يطالب بحريته من ديكتاتور يحكمه، الى ازمة دولية وقضية مجتمع دولي لم يعد للسوريين الكثير من الحظوظ فيها لتقرير مصيرهم ، حيث لم يعد الحديث في الاوساط الدولية عن حقوق الشعب السوري المشروعة بالخلاص من هذا النظام وبناء الدولة الديمقراطية وانما اصبح الحديث عن مكافحة الارهاب وعن ضرورة ايجاد توافقات دولية تحقق مصالح الدول اللاعبة لانهاء الازمة في سوريا".

وحول المشهد السياسي العام اعتبر أننا "نرى تحركات عربية واقليمية جادة لانهاء معاناة السوريين ونرى بوادر دور ايجابي وفعال لمصر في القضية السورية وخصوصا بعد ترأس مصر لمجلس الامن ودعوتها لجلسة طارئة حول الوضع في سوريا ومن خلال ما جاء في بيان الجامعة العربية مؤخرا ، وما جاء على لسان سامح شكري وزير الخارجية المصرية في لقائه مع احمد الجربا رئيس التيار من تأكيده على دعم مصر للانتقال السياسي في سوريا ، بالاضافة لتحركات سعودية وعربية داعمة على أصعدة اخرى ، ومع ذلك نأمل ان نشهد قريبا مواقف عربية اكثر حسما وفاعلية حيال ما يجري في سوريا".

من جانبه تحدث علي العاصي عضو الأمانة العامة عن تيار الغد السوري واعطى لمحة عامة حوله وذكر اهدافه كما جاءت في الرؤية السياسية ووثائقه الرسمية، ونقل قنطار عن العاصي أنه تحدث عن ان الحياة السياسية السورية كانت في اوجها بعد الاستقلال لكن البعث قضى عليها كليا ... وأن الثورة السورية هيئت "المناخ من جديد للعمل السياسي لكن لم تلب اغلب القوى السياسية التي نشأت في ظل الثورة طموحات السوريين".

وشدد العاصي على أنه "من هنا تداعينا لانشاء كيان سياسي قادر على اختراق الواقع السياسي السوري من خلال طرح مشروع وطني شامل يرتكز على نقاط التوافق بين اغلب القوى الوطنية الديمقراطية ويشكل حامل حقيقي لاهداف الثورة السورية وطموحاتها في بناء الدولة الديمقراطية".

وأخيرا تحدث الدكتور محمد شاكر عن ثلاث نقاط رئيسية أجملها برؤية التيار لمستقبل سوريا ورؤية التيار للحل السياسي في سوريا ورؤية التيار لمسار المفاوضات في جينيف ومستقبلها واشكالياتها وما يتطلع اليه التيار من هذه المفاوضات وأكد شاكر على وجود رؤية متكاملة واسترتيجية واضحة للحل لدى التيار.

قنطار أراد أن يشير في ختام حديثه لـ"ايلاف" أنه من المعروف في سياسات الحروب عندما تسقط القلاع الحدودية فهذا يستدعي سقوط دراماتيكي لبقية المدن وصولا الى العواصم الذي يصبح موضوع سقوطها مسألة وقت ، ولذلك يجب على الدول العربية ان تتخذ كل التدابير اللازمة لمنع انهيار الوطن العربي.