بعد مرور يوم واحد على الذكرى الـ 50 لقيام الثورة الثقافية، قالت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الثلاثاء إن على الصين ان تتعلم دروس تلك الحقبة والا تدع تلك التجربة تتكرر مرة ثانية. وكانت الذكرى الـ 50 لقيام "الثورة الثقافية البروليتارية العظمى" حلت يوم امس الاثنين، ولكن لم تقم الحكومة الصينية اي احتفالات بالمناسبة كما خلا الاعلام الصيني من اي ذكر للمناسبة. ولكن صحيفة الشعب اليومية خصصت الثلاثاء مقالا حول الموضوع قالت فيه "علينا الا ننسى ابدا استخلاص العبر من الثورة الثقافية، ولا يمكننا ولن نسمح بتكرار خطأ كبير مثل الثورة الثقافية." وكان الزعيم الراحل ماو زيدونغ قد اشعل فتيل الثورة الثقافية عام 1966 باعتبارها حربا طبقية ضد "سالكي الطريق الرأسمالي" في الحزب، مما اغرق الصين في دوامة من الفوضى والعنف استمرت لاكثر من 10 سنوات ولم تنته الا بوفاته. وادت الفوضى التي صاحبت الثورة الثقافية الى ركود الاقتصاد واغلاق المدارس والمعاهد والجامعات. ويقدر بعض المؤرخين بأن نحو مليون ونصف المليون انسان ماتوا في العنف الذي استشرى آنذاك كما اضطهد الملايين. ولكن المناهج الدراسية المعمول بها في الصين وكتب التاريخ الصينية الرسمية تتجنب ذكر العنف الذي صاحب تلك الثورة وتتمسك بخط الحزب القائل إنها كانت خطأ كبيرا ومكلفا. وبالفعل، قالت "الشعب اليومية" في مقالها الثلاثاء إن ذلك التقييم الذي صدر عام 1981 - اي بعد وفاة ماو بـ 5 سنوات - "تقييم علمي وموثوق بما لا يدع مجالا للشك." يذكر ان الكثير من الصينيين ما زالوا يبجلون ماو، ويقف الآلاف في طوابير يوميا لزيارة ضريحه في بكين حيث يسجى جثمانه المحنط. وقالت الصحيفة في مقالها إن الصين لم تكن اقرب يوما مما هي الآن - ولم تكن اكثر ثقة - بادراك هدف "تجديد الشعب الصيني"، وإن على الصين "التوحد بشكل كامل" خلف قيادة الرئيس شي جينبينغ. وقالت في اشارة الى ان الصين ستواصل مسيرتها الاشتراكية "لن نتبع الطريق القديم المغلق والجامد، كما ولن نتبع طريق الشر الذي يؤدي الى تغيير علمنا."
- آخر تحديث :
التعليقات