إيلاف من لندن: نشرت وسائل إعلام تركية وروسية يوم الأربعاء، كل من وجهة نظر مواقف بلده الرسمية، تفاصيل السجال الذي جرى بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود تشاوش أوغلو في اجتماع مجموعة دعم سوريا في فيينا، حول الدعم التركي المحتمل لداعش.

وكان الخلاف بين وزيري خارجيتي تركيا وروسيا يتعلق بقنوات تزويد بعض فصائل المعارضة السورية التي تقول موسكو إنها (إرهابية) في سوريا الممتدة عبر الحدود التركية- السورية

وكانت وزارة الدفاع الروسية، نشرت في وقت سابق، صورًا زعمت أنها "لعمليات تهريب النفط من مناطق سيطرة داعش في سوريا إلى تركيا، مقابل توريدات الأسلحة والذخيرة للتنظيم".

تقديم استقالة&

ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) في روايتها لما جرى بين الوزيرين، تأكيد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، لنظيره الروسي، سيرغي لافروف، استعداده للاستقالة في حال إبرازه دليلاً واحدًا، حول مزاعم لبلاده تتهم أنقرة بمساعدة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقال جاويش أوغلو، مخاطبًا لافروف، "أنت دبلوماسي محنك، ومن أكثرنا خبرة، كان ينبغي عليك ألا تعتمد على مزاعم هزلية، وأنا أكرر ما قاله رئيس الجمهورية (رجب طيب أردوغان)، إذا كان لديكم دليل واحد حول مساعدة تركيا لداعش الإرهابي، فأنا مستعد للاستقالة".

وأضاف "لكن إذا لم تستطع إثبات ذلك، فأدعوك لقضاء ما تبقى من حياتك ضيفاً عندنا في أنطاليا (ولاية سياحية غرب تركيا)".

وقالت الوكالة إن لافروف هزّ برأسه مبديًا موافقته على ما قاله جاويش أوغلو، بحسب ما ظهر على الشاشات.

رد لافروف&

من جهتها، نقلت وسائل الاعلام الروسية عن لافروف تأكيده في رده على نظيره التركي أن هناك عددًا من الدلائل على وجود شبكة واسعة تشكلت على الجانب التركي من الحدود لتموين تنظيم "داعش" في سوريا.

&وأوضح أن الحديث يدور عن مقطع من الحدود طوله قرابة 90 كيلومترًا، يسيطر عليه في الجانب السوري إرهابيو "داعش"، وهو يحد جيبين خاضعين لسيطرة القوات الكردية. وأشار إلى أن أنقرة تقول دائمًا إنها لن تسمح للأكراد بتوحيد هذين الجيبين، ولذلك لا تسمح لهم بطرد "داعش" من هذه المنطقة.

ودعا لافروف أنقرة، بدلاً من نفي كافة الاتهامات قطعيًا، إلى تقديم الرد على وثيقة وزعتها روسيا قبل فترة في الأمم المتحدة بصورة غير رسمية، إذ تضمنت هذه الوثيقة حقائق حول شبكات تمويل الإرهابيين وتزويدهم بالأسلحة.

مزاعم

وتابع الوزير الروسي: "قال جيراننا الأتراك في مجلس الأمن إن كل هذه الحقائق مزاعم مختلقة، واليوم أكد وزير الخارجية التركي، عندما ذكرته بكل ذلك، أن أنقرة تنفي قطعيًا كل ما جاء في الوثيقة الروسية، لكن هذه الوثيقة تتضمن أسماء البلدات والمؤسسات التركية المتورطة في العمليات المشبوهة وحقائق كثيرة أخرى، ولذلك طالبته، بدلاً من النفي غير المدعم بالوثائق، أن يوضح الأتراك في مجلس الأمن لماذا يعتبرون كافة هذه الحقائق غير صحيحة. وإذا كانت هناك حقائق صحيحة، فعليهم أن يطلبوا المساعدة، إذا كانت أنقرة عاجزة عن الحد من مثل هذه التجاوزات بنفسها".&

مشاركون

يذكر أنه شارك في الاجتماع نحو 20 دولة، و4 منظمات دولية، وترأسه كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، فضلًا عن مشاركة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ووزراء خارجية كل من فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والسعودية، وقطر، ومصر، والأردن.

وكانت المعارضة السورية الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات، قد علّقت مشاركتها الرسمية في محادثات الجولة الماضية بجنيف خلال أبريل الماضي، نتيجة "تراجع الملف الإنساني، واستمرار خروقات النظام للهدنة، ومنع وصول المساعدات، وعدم التقدم في ملف إطلاق المعتقلين".
&