القدس: يقود الحاخام اليهودي يهودا غليك، ابرز قادة اليمين القومي المتطرف، الذي يدخل الكنيست ليحل محل النائب ووزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الذي استقال الجمعة من الكنيست ومن الحكومة، حركة تطالب بالسماح لليهود بالصلاة في باحة المسجد الاقصى.

وكان يهودا غليك (51 عامًا) على لائحة الانتظار في قائمة حزب الليكود اليميني للانتخابات، اي يحق له، بموجب القانون الاسرائيلي، في حال استقالة او وفاة نائب من حزب الليكود، الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ان يدخل الكنيست مكانه تلقائيا. وهي المرة الاولى التي يدخل فيها الكنيست. وقال للصحافة الاسرائيلية الجمعة "ساكون سفير الشعب الاسرائيلي في الكنيست".

ومن المتوقع ان يقسم غليك يمين الولاء للدولة الاثنين عند افتتاح الدورة الصيفية للكنيست. ويهودا غليك اكثر الشخصيات كرها لدى الفلسطينيين. ويدلي بتصريحات ومواقف تستفز الفلسطينيين والمصلين المسلمين في القدس، لا سيما لجهة دعوته الى السماح لليهود بالصلاة في باحة المسجد الاقصى.

وقد نجا من الموت في 29 اكتوبر 2014 في القدس بعدما اطلق عليه الفلسطيني معتز حجازي (32 عاما) اربع رصاصات اصابته بجروح. وقتلت الشرطة الاسرائيلة حجازي في اليوم التالي.

ولن يتمكن الحاخام غليك من زيارة باحة الاقصى بعد ان يصبح عضو كنيست، لان رئيس الوزراء الاسرائيلي اصدر قرارا في اكتوبر عام 2015 يمنع فيه اعضاء الكنيست ووزراء من دخول باحات المسجد الاقصى لتخفيف حدة التوتر التي شهدتها الاراضي الفلسطينية واسرائيل منذ ذلك الوقت.

وقال غليك "ساحترم القرار، لانني امثل هنا جماهير، بينما في السابق كنت اتصرف بشكل شخصي، واعتقد ان القرار عادل لان هناك اعضاء كنيست من العرب دخلوا جبل الهيكل للتحريض". ويسكن غليك في مستوطنة عنتيئيل في جبل الخليل في الضفة الغربية، وهو اب لثمانية اولاد.

ولد الحاخام يهودا غليك في الولايات المتحدة عام 1965، وهاجر الى دولة اسرائيل، وهو في سن الثامنة برفقه أبيه البروفسور شمعون غليك، مدير كلية الطب في جامعة بن غوريون. واستقرت العائلة في مدينة بئر السبع، حيث عمل الوالد مديرا لأحد الاقسام الداخلية في مستشفى سوروكا. وكان أحد مؤسسي كلية الطب بجامعة بن غوريون. 

وعمل غليك في وزارة الاستيعاب والهجرة. وتنقل ضمن عمله في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. وهو من مؤسسي جماعة "القيادة اليهودية" بقيادة عضو الكنيست موشيه فيجلين، والتي عملت داخل حزب الليكود. ومنذ عام 2008، شغل منصب رئيس "صندوق تراث الهيكل". ويحارب من اجل صلاة اليهود في الاقصى وزيادة المساحة المسموح لهم دخولها في الباحة.

بعد شفائه من محاولة الاغتيال، زار غليك في مارس الماضي باحة المسجد الاقصى في القدس، ليؤكد التزامه بالمضي في الدفاع عن حق اليهود بالصلاة في المكان. وقال لوكالة فرانس برس ان لديه انطباعا بانه "عاد الى المنزل". واعتقلت الشرطة الاسرائيلية في الماضي يهودا غليك مرات عدة في باحة المسجد الاقصى بين 2011 و2013. وتسمح السلطات الاسرائيلية لليهود بدخول باحة الاقصى في اوقات معينة، لكنها تمنعهم من الصلاة في المكان منعا لاثارة توتر مع الفلسطينيين.

ويقع المسجد الاقصى في القدس الشرقية، ويشكل نقطة توتر حاد بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ويضم المسجد وقبة الصخرة، وهو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. ويعتبر ايضا مكانا مقدسا لليهود الذين يطلقون عليه اسم جبل الهيكل.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، لدخول باحة الاقصى وممارسة شعائر دينية. ويجاهر اليهود المتطرفون بانهم ينوون بناء الهيكل مكان المسجد الاقصى.