الامم المتحدة: يعقد مجلس الامن الدولي جلسة طارئة حول سوريا الجمعة للبحث في ما اذا كان من الضروري إلقاء مساعدات انسانية من الجو للمناطق المحاصرة في هذا البلد، بعدما سمح نظام الرئيس بشار الاسد بدخول قوافل مساعدات انسانية الى مدينتين محاصرتين.

واعتبر السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين أن دخول هذه القوافل يمثل خطوة ايجابية تستدعي في الوقت الراهن تجميد مشروع القاء مساعدات من الجو على المناطق المحاصرة في سوريا.

لكنّ نظيريه البريطاني والفرنسي كان لهما رأي مخالف، اذ طلب الاول عقد هذه الجلسة الطارئة للبحث في فرص دخول قوافل المساعدات الانسانية الى المدن المحاصرة ولإصدار قرار يجيز القاء المساعدات من الجو تنفيذًا لما كانت الدول العشرون المنضوية في اطار المجموعة الدولية لدعم سوريا اتفقت عليه الشهر الفائت، في حين طالب السفير الفرنسي الامم المتحدة بالشروع في عمليات القاء المساعدات من الجو.

وقال السفير البريطاني ماثيو ريكروفت إن خطوة النظام السوري "أتت متأخرة كثيرًا، انها متأخرة جدًا"، مضيفًا "اعتقد ان علينا التمسك بما اقرته المجموعة الدولية لدعم سوريا الا وهو انه في ظل هذا السيناريو لا بد من القاء مساعدات انسانية من الجو".

بدوره، قال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر: "نرى جيدًا ان حرية الوصول (الى هذه المدن) ليست مؤمنة. في هذا الوضع، فإن فرنسا تطالب الامم المتحدة وبالاخص برنامج الاغذية العالمي بتنفيذ عمليات القاء مساعدات انسانية من الجو على كل المناطق المحتاجة اليها، وبالدرجة الاولى على داريا والمعضمية ومضايا، حيث يواجه السكان المدنيون، بمن فيهم الاطفال، خطر الموت جوعًا".

وكانت المجموعة الدولية لدعم سوريا حددت الاول من يونيو مهلة نهائية لادخال قوافل المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة تحت طائلة اصدار قرار اممي يجيز القاء المساعدات من الجو.

والاربعاء، دخلت اول قافلة مساعدات انسانية، بلا مواد غذائية، الى مدينة داريا القريبة من دمشق، والتي تحاصرها قوات النظام منذ العام 2012، وذلك تزامنًا مع انتهاء مهلة حددتها الامم المتحدة لبدء القاء المساعدات جوًا اذا تعذر دخولها برًا.

واتى ادخال المساعدات الى داريا بعد ساعات على اعلان موسكو هدنة لمدة 48 ساعة في هذه المدينة لافساح المجال امام ايصال القوافل الانسانية اليها، في خطوة اعتبرتها المعارضة السورية "غير كافية".

ولم يدخل اي نوع من المساعدات الى داريا منذ فرض الحصار عليها العام 2012 على الرغم من&مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي تمكنت من ايصال المساعدات في الفترة الاخيرة الى عدة مدن محاصرة، بعد موافقة الحكومة السورية تحت ضغط من المجتمع الدولي.

واوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك لوكالة فرانس برس أن القافلة لا تتضمن موادَّ غذائية، بل تقل ادوية وحليب اطفال.

ولم تتمكن الامم المتحدة في الاونة الاخيرة من ايصال المساعدات سوى& الى 160 الفًا من اصل مليون شخص ارادت الوصول اليهم برًا في شهر مايو، ما دفعها السبت على ضوء الوضع الانساني المتدهور في المناطق المحاصرة، الى اعلان عزمها على القاء المساعدات جوًا بدءًا من الاول من يونيو، بعد رفض الحكومة السورية طلبات عدة للدخول الى مناطق محاصرة.