إيلاف من باريس: افتتح أكراد سوريا مكتبًا تمثيليًا لهم في باريس يقع في شارع ريفولي بالدائرة الرابعة، بعد خطوة مماثلة في كل من روسيا وألمانيا والسويد، وهو مكتب يمثل منطقة الحكم الذاتي التي أعلنها أكراد سوريا في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد في شهر مارس، وأطلقوا عليها إسم "روج آفا" ومعناها "غرب"، ويطلقون عليها تسمية غرب كردستان.
يقول خالد عيسى، ممثل منطقة "روج آفا" في فرنسا لـ "إيلاف": "صحيحٌ بأن المنطقة هي ذات غالبية كردية لكن الأكراد لم يعلنوا لوحدهم حكمًا ذاتيًا بل هي خطوة أتت بالتنسيق مع شركائنا العرب في المنطقة والسريان، وبقية المكونات العرقية والدينية، وإن إفتتاح ممثلية لنا في فرنسا سيساهم في إعطاء المعلومات الكافية عن المنطقة والتجربة ستمكننا من إضفاء مزيد من التعاون في علاقاتنا مع باريس".
من قال أننا شكلنا دولة!
ونفى ممثل منطقة "روج آفا" في باريس أن يكون افتتاح ممثليات في الغرب هي خطوة للإستقلال أو إعلان دولة أحادية.
وتابع قائلاً "من قال أننا شكلنا دولة حتى نسعى إلى اعترافات دولية وضمن القانون الدولي إن الإعتراف هو للدول ونحن لم نعلن دولة حتى نطالب الدول كي تعترف بنا، والممثلية تم افتتاحها وفقًا للقانون الفرنسي، نريد فقط أن يتمتع الشعب الكردي وأن تحصل بقية مكونات الشعب السوري على حقوقها في إطار نظام ديمقراطي، ونحن نمتلك مشروعًا لسوريا الديمقراطية يندرج في إطار الدولة السورية ووحدتها، يعطي كافة المكونات حقوقها من ضمنها حقوق منطقة روج آفا، التي تم تحرير قسم كبير منها من العصابات الإرهابية ولا توجد فيها سوى سلطة الإدارة الذاتية الديمقراطية، ولكن ضمن إطار وحدة البلاد".
يمتلكون مقومات دولة&
منطقة "روج آفا" تضم 3.5 ملايين نسمة، وتملك كافة مقومات الدولة من جيش يتألف معظمه من وحدات حماية الشعب الكردية وإدارات محلية ينتشرون في مساحة تفوق ثلاث مرات مساحة لبنان، وتعبتر غنية بالموارد النفطية والمحاصيل الزراعية.&
سياسيًا، تم استبعاد الأكراد عن جولات مفاوضات السلام حول سوريا، التي رعتها الأمم المتحدة، رغم مطالبة روسيا بإشراكهم، ووصف الأكراد المفاوضات بأنها غير شرعية مع اقصاء ممثليهم، واتهموا المتفاوضين مع النظام السوري بالسعي لتقاسم السلطة والترويج لسياسة الإنفصال عبر استبعادهم.
وأضاف: "ليس لدى الإئتلاف السوري برنامج ديمقراطي بعكس الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تقدم برنامجًا لسوريا الديمقراطية في المستقبل حتى اننا نعتبر أن هناك نفسًا إنفصاليًا عبر تغييب ممثلي منطقة روج آفا، إذا هم" أي ممثلو الإئتلاف السوري" يعتبرون أنها منطقة غير سورية، ولا يعتبرون سكان هذه المنطقة كسوريين لأن بإقصائنا لا يعتبروننا شركاء في الوطن بعكس الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تتسمك بوحدة البلاد وتصر على مشاركة كافة مكونات الشعب السوري".
وانتقد عيسى، ممثلاً منطقة روج آفا في فرنسا، الإئتلاف السوري المعارض واتهم التيارات الشخصية النافذة فيه بالميول نحو نزعة شوفينية وطائفية، لا تمثل الأكراد ولا تلبي مطامح الشعب السوري بشكل عام ولا تدافع عن مصالحه العليا و "إن همها الأول تقاسم السلطة مع النظام السوري وليس لها برنامجٌ ديمقراطي".&
الإئتلاف لا يمثلنا&
وتتهم المعارضة وحدات حماية الشعب الكردية بالتواطؤ مع النظام السوري، وتركيا تعتبرهم إمتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية وتخوض معه معارك منذ أكثر من ثلاثين عامًا.&
يرد عيسى على اتهامات المعارضة بالقول: "إن أصحاب النياشين في الإئتلاف السوري كانوا جزءًا من نظام الفساد وآلية الديكتاتورية وبعد انسحابهم اتفقوا مع بعض الدول الإقليمية على تقاسم السلطة في سوريا، و هم ليسوا في مكان يخولهم أن يعطوا دروسًا للآخرين، فقد كانوا جزءًا من آلة الفساد والقمع وكانوا ينفذون سياسات عنصرية ضد الشعب الكردي وعندما كان رئيس وفد الرياض، في إشارة إلى رياض حجاب، مسؤولاً كبيرًا في سوريا كان مقاومو حزب الإتحاد الديمقراطي يقبعون في السجون ويقتلون، إذا لا يستطيعون ان يعطونا دروسًا لا في الديمقراطية ولا في الوطنية".&
أما عن تركيا، التي هددت مرارا الأكراد من مغبة الإقتراب عند حدودها مع سوريا، ولوحت باللجوء إلى عمل عسكري ضدهم، يقول عيسى: "لطالما كانت لتركيا مطامعُ في سوريا ولا تريد أن يكون هناك نظام ديمقراطي وللأسف أقول إن الحكومة التركية، لا الشعب التركي، هي حكومة عنصرية وطائفية تجاه كل عنصر غير تركي وكل من لا ينتمي إلى الإخوان المسلمين ولا تريد لسوريا أن تكون دولة ديمقراطية وقوية وتخشى من تجربتنا، أي المساواة بين الرجل والمرأة، وتخشى التعايش السلمي بين كل المكونات القومية، الأرمن والسريان والأكراد وهؤلاء تعرضوا لمجازر من قبل العنصريين الأتراك، والأتراك ينظرون لنا حتى الآن بنظرة عدائية، بينما نحن نريد علاقات حسن جوار مبنية على المصالح المتبادلة رغم مساندة تركيا للإرهابيين وإرسالهم إلى بلادنا لقتل أهلنا وتدميرها وحتى الآن إن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية لم تطلق طلقة واحدة إلى الحدود التركية".&
تستخدم الولايات المتحدة القوات الكردية في حربها البرية ضد تنظيم داعش في سوريا، ويشدد الأكراد على دورهم المحوري في هذه الحرب.
ويقول عيسى: "يصدف أحيانا أن روسيا والولايات المتحدة والنظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية يقاتلون الإرهاب في منطقة واحدة وقد التزمت قوات سوريا الديمقراطية بوقف إطلاق النار بينما العصابات الإرهابية التابعة للإئتلاف السوري وتركيا لم يلتزموا وحتى استخدموا الأسلحة الكيميائية".
يذكر أنه لم يصدر عن فرنسا أي تعليق رسمي حول افتتاح أكراد سوريا ممثلية لهم في باريس، فيما شددت الخارجية الفرنسية أن الإئتلاف السوري المعارض يبقى الممثل الشرعي الوحيد لسوريا وقد شارك في حفل إفتتاح الممثلية وزير الخارجية الأسبق برنار كوشنير وعدد من المثقفين الفرنسيين.
التعليقات