اتهم القيادي العراقي أسامة النجيفي جماعات مسلحة بتنفيذ عمليات خطف وإعدام جماعي ضد المدنيين في معركة الفلوجة .. فيما طالب متظاهرو التيار الصدري في بغداد ومحافظات جنوبية بتحقيق الاصلاح الشامل في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية وانهاء المحاصصة ومحاسبة ‏المفسدين واستكمال تشكيلة التكنوقراط الحكومية.

إيلاف من بغداد: حمّل رئيس ائتلاف متحدون للاصلاح اسامة النجيفي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي مسؤولية الحفاظ على حياة الناس ومحاسبة منفذي الانتهاكات ضد المدنيين .. مؤكدا حدوث انتهاكات من خلال عمليات خطف وإعدام جماعي خلال معركة الفلوجة الحالية .

وقال النجيفي في بيان صحافي "الجمعة" اطلعت على نصه "إيلاف" انه لا أحد يمكن أن ينكر أهمية معركة تحرير الفلوجة ودلالاتها العميقة في الانتصار لأهل المحاصرين وتأثيراتها على المعارك اللاحقة التي ينتظرها العراقيون جميعا لكسر ظهر الإرهاب وطرده من أرض العراق العظيم بل أن الواجب الوطني والأخلاقي يلزم الجميع بحشد الطاقات والامكانات كافة من أجل تحقيق الهدف الوطني المشرف.

حفظ الدماء

واشار الى ان أهمية معركة الفلوجة تكمن في إدارة صفحاتها بطريقة مهنية كفوءة وحفظ دماء المواطنين وأموالهم وخضوع أية حركة أو فعل لسيطرة القائد العام للقوات المسلحة بعيـدا عن أي تصرف أو انتهاك خارج السيطرة .. وقال "ان ما ينضح عن أرض الواقع يشير إلى حدوث انتهاكات غير مقبولة ويشير إلى عمليات خطف وإعدام جماعي لا تقره الشرائع أو القوانين أو أخلاق ومعايير المعارك الوطنية الشريفة .

وشدد النجيفي على ان هذه الانتهاكات تحدث وهي تسيء إلى الهدف الوطني وتطعن الهدف الأسمى وهو الحفاظ على حياة العراقيين وصون كرامتهم وأمنهم .. مشيرا الى انها ترتكب من قبل جماعات مسلحة تعمل خارج السيطرة وتعرض مصداقية وسيطرة القائد العام للقوات المسلحة إلى الاهتزاز والتساؤل.

وعبر النجيفي عن استيائه لانه "لم يجرِ تحقيق مع من قام بهذه الأفعال وكأن المعركة تسويغ لغض النظر عن انتهاكات مشينة ضد المواطنين العراقيين الأبرياء من أهل الفلوجة وتخومها ".وحمّل القائد العام للقوات المسلحة "مسؤولية إدارة المعركة والحفاظ على حياة الناس ومسؤولية محاسبة من وجد في معركة التحرير فرصة لإنزال العقوبات بالناس الأبرياء . وقال ان إدارة المعركة تقتضي السيطرة المطلقة على تفاصيلها كافة وبخاصة أن حياة المواطنين أهم من أي هدف آخر بل إنه يرتبط بنتائج المعارك القادمة في الموصل والحويجة وأية بقعة عراقية ما زال تنظيم داعش الإرهابي يحتلها.

وشدد رئيس ائتلاف متحدون على أن الواجب يقتضي دعم القوات الأمنية ومدها بعناصر تشحذ هممها في تحقيق النصر والضرب على أيدي العابثين هو دعم لهذه القوات وسجلها الوطني المشرف وأي فهم خارج هذا المنطق يؤدي إلى الاخلال بالواجب والتفريط بالمسؤولية.

واهاب النجيفي بنواب محافظة الأنبار وأعضاء مجلس محافظتها الى الحضور الفعلي والمساهمة في مراقبة كل ما يهم المواطن عن كثب واتخاذ الاجراءات التي تكفل حماية المواطنين من أي أذى وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم بدل معاناتهم التي لم تعد خافية على أحد.. واعتبر "ان معركة تحرير الفلوجة امتحان وطني ينبغي الخروج منه ونحن أقوى وأكثر اتحادا وبذلك نحقق النجاح المطلوب أما الاخلال بالمسؤولية وغض النظر عن الجماعات المسلحة المنفلتة فهو لا يقود إلا إلى الفشل".

وفي وقت سابق اليوم &دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق الشيد علي السيستاني المقاتلين في محافظة الانبار الى عدم التعرض للمدنيين وانما صيانة ارواحهم مُحرما التعرض لهم ولاموالهم والى اعراضهم وكذلك ايذاء عائلات المقاتلين مع تنظيم داعش واكد أهمية حماية النفس الانسانية وحرمة دمها وحياتها.

وتقف القوات العراقية حاليا على تخوم مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) استعدادا لدخولها وانتزاعها من ايدي تنظيم داعش حيث تعتبر المدينة مركزا دينيا مهما للسنة في العراق وتسمى "مدينة المساجد" نظرا لانتشار مئات المساجد فيها، وفيها برز أول اتباع المذهب الوهابي في العراق نظرا لوجودها على مفترق طرق مع السعودية والاردن.

لتنفيذ الاصلاحات وأنهاء المحاصصة

ودعا مئات المحتجين من أتباع التيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر خلال تظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد وفي محافظات جنوبية أخرى الجمعة بتحقيق الاصلاح الشامل في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية وانهاء المحاصصة .

وشدد المتظاهرون على ضرورة محاسبة ‏المفسدين ودعم ‏القوات الامنية واستكمال التصويت على حكومة &التكنوقراط ومحاسبة الفاسدين واسترجاع اموال الشعب التي نهبوها.

وقبل انطلاق التظاهرات دعا الصدر اتباعه الى رفع شعارات "نعم نعم للعراق" و"نعم نعم للحرية " و "كلا كلا للفساد" .. وقال في بيان وقعه باسم "خادم الشعب وراعي الاصلاح السيد مقتدى الصدر" قائلا "اعلن فنائي في الوطن وحب الوطن من الايمان .. فيا ايها المؤمنون في العراق العظيم ليكن صوتكم مسموعاً لمن خلف الجدر ولمن اخذ حقوقكم وقوتكم ولقمتكم بل وصوتكم نعم - نعم - للعراق وليكن صوتكم مسموعاً لمن هو خارج اسوار العراق اسمعوا حتى المحتل كلا- كلا- يا محتل . اعلى اعلى ليسمعكم كل العالم بان الشعب يريد اصلاح الحكومة".

ومن جهته اعتبر خطيب الجمعة الصدري في مسجد الكوفة (180 كم جنوب بغداد) أن من وصفهم لصوصا لم يسمهم يتواجدون الان في الخطوط الامامية لجبهات القتال هم من سمح لتنظيم داعش في احتلال بعض مناطق العراق.

وقال مهند الموسوي خلال خطبة صلاة الجمعة ان هؤلاء اللصوص الذين &"يظهرون في الإعلام متواجدون في الخطوط الأماميّة يتدارسون الخطط مع قادة الجيش والحشد وهم من قدّموا وما زالوا التسهيلات للإرهابيين لإبادة الشعب العراقي بالمفخخات والعبوات". وبشأن التظاهرات التي تشهدها البلاد اشار الى أن "حركة التحرير تصاعدت وأثمرت مع التظاهرات السلميّة" .. موضحا أنّ "مشروع الإصلاح الوطني بتظاهراته واحتجاجاته السلميّة هو حقّ يمارسه العراقيّون ولن ينتهي حتّى ينتهي الفساد والفاسدون إلى مصير أسلافهم من الطواغيت والمجرمين".&
&
غلق الطرق الرئيسة&

وقبيل ساعات من انطلاق تظاهرات الاحتجاج الاسبوعية فقد اغلقت القوات الامنية فجر اليوم معظم الجسور والطرق الرئيسة&المؤدية الى المنطقة الخضراء المحمية بوسط العاصمة.

واتخذت السلطات اجراءات امنية مشددة في محيط المنطقة الخضراء التي تضم مقار الرئاسات العراقية الثلاث والسفارات الاجنبية تتقدمها السفارتان الاميركية والبريطانية استباقا للتظاهرات حيث شهدت المناطق المحيطة بالمنطقة الخضراء انتشارا كثيفا للقوات الامنية معززة بالمدرعات والعجلات العسكرية &حيث اغلقت هذه القوات جميع الطرق المؤدية الى المنطقة ومن جميع الاتجاهات تحسبا لاي طارئ.

وكان متظاهرو التيار الصدري حاولوا الجمعة الماضي اقتحام المنطقة الخضراء لكن القوات الامنية المكلفة بحماية المنطقة تصدت لهم بشدة وفرقتهم مستخدمة القنابل والاطلاقات المسيلة للدموع ما اسفر عن حالات اختناق عدة بين المتظاهرين.
&