اعلن في بغداد اليوم أن عمليات تحرير مدينة الفلوجة الغربية تجري في ظروف صعبة، فيما وصف النجيفي الوضع في المدينة بالخطير ونقل عن السفير الاميركي في بغداد قوله إن واشنطن قلقة لحدوث انتهاكات خلال عمليات تحريرها.

إيلاف من بغداد: قال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، خلال مؤتمر صحافي الاحد، تابعته "إيلاف"، إن عمليات تحرير الفلوجة تتم في ظروف صعبة وباشتراك مع كل القوات من جيش وشرطة اتحادية. واشار الى انه قد تم الاتفاق أن تكون مهمة تحرير الفلوجة من عمليتين الاولى محيط المدينة والثانية مركز المدينة، وهذه من مهمات القوات الخاصة.

واعلن وجود اعداد كبيرة من الانتحاريين السعوديين مع عوائلهم بالفلوجة، موضحًا أن حوالى 3 آلاف مدني قد خرجوا من الفلوجة من اصل حوالى 60 الفًا يقطنونها حاليًا ضمن عمليات اجلاء النازحين عبر الممرات الآمنة، حيث كان حوالى 300 الف مواطن يسكنون المدينة قبل أن يسيطر عليها تنظيم داعش مطلع عام 2014 .

واشار الى توفير سيارات لنقل المدنيين من خطوط القتال الى مراكز الإيواء الرسمية في عامرية الفلوجة .. داعيًا الى منح النازحين الذين حكمهم داعش بالقوة استقبالاً أفضل وتقديم الدعم لهم، موضحًا أن عملية نقلهم جرت بسلالة رغم صعوبة المعركة ومشاكل الأرض.

وقال المهندس، وهو احد كبار قادة الحشد الشعبي: "لن يمنعنا أحد من الذهاب للموصل وسنتابع داعش حتى خارج العراق".. مشددًا بالقول "لم ولن نطلب أي دعم أو اسناد من التحالف الدولي، مشيرًا الى ان العمليات العسكرية قد حققت اهدافها امس، حيث تم تحرير مركز مدينة الصقلاوية، اضافة الى 27 قرية في المنطقة بالكامل.

وقد اقتحمت قوات مكافحة الإرهاب العراقية مدينة الفلوجة من الجهة الجنوبية بعد ساعات من تحرير ناحية الصقلاوية، والتي تعد خاصرة الفلوجة الغربية من قبل قوات الجيش العراقي أمس، ونجحت في السيطرة على منطقة النعيمية جنوبها، فيما لا يزال القتال محتدمًا عند منطقة الازركية، وذلك ضمن عمليات تحرير الفلوجة التي انطلقت في 23 من الشهر الماضي.

ومن جهته، قال قائد عمليات الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، إن قوات من جهاز مكافحة الارهاب والفرقه الاولى تحاصر حي جبيل وحي الشهداء جنوب الفلوجة بعد ساعة من حسم المعركة في النعيمية والسيطرة عليها.

واشنطن قلقة 

إلى ذلك، وصف رئيس ائتلاف متحدون للاصلاح اسامة النجيفي الوضع في مدينة الفلوجة بالخطير، ونقل عن السفير الاميركي في بغداد قوله إن واشنطن قلقة لحدوث انتهاكات في عمليات تحرير المدينة.

جاء ذلك خلال اجتماع للنجيفي مع السفير الاميركي ستيوارت جونز بحضور نواب واعضاء مجلس محافظة الانبار، جرت خلاله "مناقشة تفصيلية لمعركة تحرير الفلوجة، وما رافقها من خروقات وانتهاكات تؤثر على الهدف الوطني الكبير في التحرير والخلاص من تنظيم داعش الارهابي" .. حيث اكد النجيفي "أن المعركة شهدت نجاحات عسكرية لكن المسار السياسي لم يحقق النجاح المنشود، فحدوث الانتهاكات رافق صفحاتها، وهي انتهاكات خطيرة تمثلت في القتل والخطف والتغييب وتوجيه الاهانات غير المقبولة لمواطنين ظلموا مرتين مرة بسبب فشل الحكومة السابقة في الدفاع عن الفلوجة، واخرى بسبب الاتهام الظالم بأن كل من بقي في مدينته وداره هو من داعش"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي اليوم في بيان صحافي، اطلعت "إيلاف" على نصه.

واضاف أن الوضع خطير ويستلزم المعالجات الفورية سواء على الصعيد الامني أو الإنساني .. وقال "إن اهل المنطقة مصرون على ابعاد قوات الحشد الشعبي بسبب الخروقات والانتهاكات الحاصلة مع التأكيد على ان القوات العسكرية والشرطة والعشائرمع دعم التحالف الدولي قادرة على تحقيق النصر دون حدوث تعقيدات ومشاكل يمكن أن تؤثر على صفحات المعارك القادمة مع داعش في بقية مناطق العراق". وشدد على ان الفلوجة ليست مدينة ارهابية، وانما مدينة مختطفة من قبل الارهاب، لذلك فإن هدف حماية اهلها وابعادهم عن اخطار المعركة لابد ان يكون هدفًا ذا اولوية عالية .

وعبر النجيفي عن الاستياء من التقصير الحاصل في قضية التعامل مع النازحين والخدمات المقدمة لهم، داعيًا الى بذل اقصى الجهود واعادة النظر في الخطط من اجل توفير افضل رعاية لهم، وان يكون ملف النازحين بدءًا من التدقيق والتحقيق مع الاشخاص الذين يمكن ان يكونوا متورطين بالعمل مع داعش الى موضوع الخدمات المقدمة لهم من مسؤولية الحكومة المحلية في الانبار والشرطة المحلية.

ومن جهته، اكد السفير الاميركي قلق بلاده من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون ورفضها أي تجاوز عليهم، مشددًا على ضرورة معالجة الخروقات . ووعد ببذل الجهود مع المعنيين بالامر والمسؤولين عن القطعات العسكرية بمختلف مسمياتها. 

وأقر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امس بحصول انتهاكات ضد المدنيين في معركة الفلوجة معلنًا إصداره أمرًا بإيقاف متهمين بالتجاوز على مواطنين خلال العمليات العسكرية الجارية هناك لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش. وقال العبادي في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي إن "هناك أخطاء وأنا اعترف ولدينا مقاتلون شاركوا بمعارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد".. لافتًا إلى "أننا لا نقبل بأي تجاوز وأكدنا ان على الجهات الأمنية أن تراعي حقوق الإنسان وتحترم كرامتهم".

وأضاف العبادي أن "التجاوزات ليست منهجية، لكننا لن نسكت عنها ولن نتستر على أحد" .. وقال "إننا أصدرنا أمرًا بإيقاف بعض المتهمين بتهم قتل وتجاوز على المواطنين وسيقدمون للعدالة".

وكان تحالف القوى العراقية السنية حذر امس السبت من استمرار ما سمّاها "الانتهاكات" ضد أبناء الفلوجة.. وفيما أشار إلى أن ما يجري في المدينة يمثل اختبارًا وطنيًا حقيقيًا يحدد مصير المعارك المقبلة لاسيما معركة الموصل، حمل العبادي مسؤولية إدارة المعركة بما يضمن الحفاظ على وطنيتها.