حفلت صحف عربية بتحذيرات من الطائفية في المعركة التي تشنها القوات العراقية بمساعدة مليشيات الحشد الشعبي لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة ذات الغالبية السنية من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وفي هذا الإطار، تطرقت صحف إلى الدور الإيراني في معركة تحرير الفلوجة ودور مليشيات الحشد الشعبي.

وتحذر جريدة الرياض السعودية في افتتاحيتها من تحول العمليات العسكرية "للطبيعة الطائفية مع تصدر صور قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني المشهد وإلى جواره هادي العامري، وخروج شخصيات دينية عراقية بملابس عسكرية مثل عمار الحكيم وكذلك التصريحات التي أدلى بها نوري المالكي قرب الفلوجة وتلك المظاهر كفيلة بإخراج العملية من إطارها المعلن إلى إطار آخر".

وتقول جريدة الرياض "صحيح أن الحكومة راغبة في الاستفادة من نقاط تحرير الفلوجة في تعزيز موقعها الضعيف، لكن يجب أن تنتهي العملية بما يضمن استدامة الأمن في هذه المدينة التي عانت كثيراً منذ الاحتلال الأميركي، فنجاحها ولجم طيش الطائفيين القائمين على بعض فصائلها كفيل باستعادة رئيس الحكومة حيدر العبادي زمام المبادرة والعكس صحيح".

في السياق ذاته، يقول عبد الله العوضي في جريدة الاتحاد الإماراتية "داعش في سوريا يتعاون مع النظام في ممارسة هذه الإبادة النوعية الممنهجة، وكذلك مليشيات 'الحشد الشعبي' التي تساندها إيران الدولة بحرسها الثوري وكبار مستشاريها العسكريين".

عبد الإله الراشدي في جريدة الرأي اليوم اللندنية يعتقد بأهمية استمرار الحراك الشعبي والمظاهرات التي ستكون دعماً للجيش وليس العكس.

يقول الراشدي "التظاهرات ستكون دعما لدماء الجيش.. دعما لكل مهجّر.. دعما لكل مضطهد في السجون. علينا لا أن ننخدع بهؤلاء وليكن شعارنا دولة مدنية ليس للمليشيات فيها دور ولا لإيران وعلينا بمشروع الخلاص الذي أطلقته المرجعية العربية وخصوصاً أهم فقراته إبعاد إيران من اللعبة وتدويل قضية العراق وحل الحكومة والبرلمان".

من ناحية أخري، يكتب عباس الزين في الموقع الإلكتروني لقناة المنار اللبنانية، قائلا "ستستمر الضغوطات الإعلامية والسياسية على الجيش العراقي والحشد الشعبي كلما اقتربا من تحرير الاراضي العراقية بشكلٍ كامل، فالأمر مرتبط بتوجهات دولية تفرض على الإعلام المتواطئ معها التعامل بهذا الاتجاه مع كل تقدم يحرزه الجيش العراقي ضد تنظيم داعش في العراق فإبقاء العراق رهينة للمؤامرات الدولية يفرض عدم تحرر هذا البلد من المجموعات المسلحة".

ويضيف الزين "لا أهمية للجيش العراقي والحشد الشعبي تعلو فوق تحرير كامل الأراضي العراقية من الإرهاب وداعميه، مهما كثٌرت الاتهامات، وتعالت الأصوات المخالفة والطائفية".

مهاجماً الإعلام أيضاً، يقول علي شمخي في جرية الصباح الجديد العراقية "مثل هذه القنوات وخلال تغطيتها لمعارك تحرير الفلوجة... تعمدت تغييب روابط الدم والتاريخ والجغرافيا التي جمعت أبناء الأنبار والعمارة والناصرية وبغداد والنجف والموصل التي كانت نسغاً حياً في شريان الحياة على هذه الارض".

ويضيف أن هذه القنوات "فضلت مناصرة ودعم غرباء الوجه واللسان الذين قدموا من الشيشان واوزبكستان وتركمانستان وطاجكستان و(خرابستان) وروجت لهؤلاء على أنهم أهل البلد الذين يتصدون دفاعاً عن الفلوجة وطنهم الجديد أمام ابناء الحشد الشعبي القادمين من (كواكب) الوسط والشمال والجنوب العراقي!!".

"حين تتمعن في هذا الخطاب المريض الذي تعتمده مثل هذه القنوات في تغطيتها اليومية لأحداث العراق عامة وأحداث الفلوجة خاصة تدرك أن هذه المنابر هي منابر الكذب والتضليل بامتياز".

لينا الخطيب تحلل الوضع في جريدة الحياة اللندنية، وتقول "الجيش العراقي ليست لديه القدرة الكافية على مواجهة داعش لوحده، وأصبح يعتمد على مساعدة الميليشيات. ويرى السنة مباركة الحكومة لدور الميليشيات الشيعية في المعارك ضد داعش كبرهان على أنها تستمر بالتمييز ضدهم. هذا الاستياء هو بدوره سبب لاستمرار احتضان العشائر السنّية داعش في الفلوجة والموصل. حتى إذا هزم داعش، من المرجح أن يظل هذا الاستياء على حاله إن لم تعالج الحكومة دوافع احتضان الشعب للتنظيم أساساً".

وتختتم بالقول "الهجوم على الفلوجة قد يكون ملحاً عسكرياً ولكنه غير ناضج سياسياً، ومن المرجح أن يصب في نهاية المطاف في إضعاف شرعية حكومة العبادي بدلاً من مساندتها. فلا تمكن معالجة وباء الجماعات الإرهابية مثل داعش بصورة شاملة إلا من خلال وجود حكومات مركزية موثوق بها من الناس من مختلف الأطياف الاجتماعية والطائفية".