إيلاف من لندن: دعا التحالف القوى العراقية السنية&عقب اجتماع ناقش خلاله تداعيات ارتكاب مليشيات كتائب حزب الله ورساليون ومجموعات من الشرطة الاتحادية "مجزرة المحامدة" في بلدة الصقلاوية (10 كم شمال الفلوجة) بمحافظة الأنبار، والتي قتل فيها عشرات الاشخاص واختطاف 610 آخرين، وتغييبهم قسراً، إلى "تشكيل لجنة تحقيق محايدة للوقوف على حجم الاجرام الذي مارسه الموتورون في معارك الفلوجة" كما قال في بيان صحافي، اطلعت على نصه "إيلاف" الخميس.&

جهات استغلت عمليات التحرير للبطش بالنازحين

وحيا التحالف "الانتصارات الكبيرة التي حققها جيشنا الباسل والمتطوعون في معركة تحرير الفلوجة من رجس تنظيم داعش الارهابي، ولا شك فإن التضحيات السخية والدماء الطاهرة التي سالت في ساحة المعارك ستبقى قناديل مضيئة في سماء العراق كنبراس على مدى التلاحم الوطني، ولن ينساها ابناء الفلوجة والأنبار ما دار الزمان".&

وأشار إلى أنّه يذكر "بخير المواقف الانسانية النبيلة والمنضبطة لعدد من فصائل المتطوعين، والتي قدمت انموذجًا للروح الوطنية والبسالة الحقة غير الملوثة بغرض ما، وفي المقابل فإنه لأمر محزن فعلاً أن هناك جهات حاولت تشويه الانتصارات والتضحيات وسعت بكل جهدها الشيطاني لتجعل من معركة تحرير الفلوجة ساحة لتنفيس عقدها الانتقامية الطائفية، والتي بدأت عبر تصريحات تستهدف الفلوجة واهلها حتى قبل بدء المعارك ثم استغلت عمليات التحرير للبطش بمن ائتمنهم على حياته من المواطنين المدنيين الذين لجأوا إلى الممرات الامنة وكانوا يحسنون الظن بمن قال انه جاء لتحريرهم من الارهاب".&

وشدد على أن هذه الجهات لاتقل وحشية عن الارهابيين، حيث وجد النازحون أن "الموت والتعذيب والحط من الكرامة تنتظرهم على يد هؤلاء الاوغاد الذين استغلوا شعار مكافحة الارهاب ليمارسوا تحتها كل حقدهم بما فيه دفن المواطنين وهم احياء او وضعهم تحت سرف الدبابات وغيرها من طرق القتل".

وأوضح التحالف أن "من بين هذه الجهات كتائب حزب الله ورساليون وبالتواطوء مع بعض مجموعات الشرطة الاتحادية.. انه سلوك الغدر والخيانة واستغلال الدولة ومؤسساتها وتشويه صورة البطولة والفداء التي قدمها المقاتلون على اختلاف تشكيلاتهم. وأشار إلى أنّه بالاضافة إلى أعمال القتل والتعذيب والتنكيل الموثق، فإن آخر جريمة اقترفها هؤلاء هو اختفاء 610 مواطنين، واكثرهم من قبيلة المحامدة، وتغييبهم قسرًا وهو عدد قابل للزيادة.

دعوة لسحب الحشد الشعبي من الأنبار

ودان تحالف القوى العراقية "هذا السلوك الاجرامي".. مطالبًا بسحب فصائل الحشد الشعبي من الأنبار كلها "لكي لا نبقي ذريعة لمن يريد تسميم الاجواء بين ابناء الوطن الواحد، فقد سبق وحرر ابناء الأنبار بالتعاون مع قواتنا المسلحة مدنًا مهمة مثل الرمادي والرطبة وهيت وغيرها من دون الحاجة إلى الحشد الشعبي".&

واكد التحالف انه مع احتفاظه بحقه في تقديم شكوى قضائية ضد الفصائل التي مارست القتل المنهجي، فإنه يحمل القائد العام للقوات المسلحة مسؤولية الحفاظ على حياة المدنيين، وأن يكون من مسؤوليته تقديم المعلومات عن مصير المغيبين.. داعيًا اياه إلى الاعتماد على المتطوعين من ابناء عشائر الأنبار كبديل عن فصائل الحشد الشعبي و"تشكيل لجنة تحقيق محايدة للوقوف على حجم الاجرام الذي مارسه الموتورون في معارك الفلوجة".

الجبوري: انتهاكات بشعة

ومن جهته، اكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري تعرض بعض النازحين من مناطق القتال في الفلوجة إلى انتهاكات بشعة.

وقال الجبوري خلال اجتماع، يرافقه وفد نيابي وحكومي بالقيادات الامنية والحكومة المحلية ووجهاء ناحية عامرية الفلوجة، انهم جاؤوا للوقوف على الاحتياجات الامنية والخدمية والانسانية لمواطني المنطقة.. داعيًا إلى احتواء الابرياء والمدنيين الذين كانوا أسرى لدى التنظيم ،&مستنكرًا ما تعرض له بعض النازحين من "انتهاكات بشعة"، بحسب قوله.

واضاف قائلاً "لا نريد ايصال رسائل سلبية لاهالي المناطق التي لم تحرر لحد الآن".. موضحًا أن هناك اجراءات سريعة ستتخذ لتدقيق اسماء جميع الاشخاص وفرز المتهم من عدمه من خلال لجان حكومية وامنية ومتابعة برلمانية.

وأضاف مؤكدًا "اننا لن نسمح بعودة الارهاب ولن نسمح بالظلم ايضاً بحق البريء وسنعمل على كشف الجهات التي قامت بتعذيب النازحين وستتم محاسبتهم، وهذا واجب الدولة التي تحترم القانون وتحترم شعبها".

وكان الجبوري وصل اليوم إلى ناحية العامرية جنوب مدينة الفلوجة لتفقد أحوال النازحين والاطلاع على الانتهاكات التي طالت المعتقلين المفرج عنهم.

وكان &الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد عبر امس عن القلق من حصول اختطافات جماعية لنازحين من مناطق الصقلاوية والكرمة قرب الفلوجة، داعيًا لتشكيل لجنة تقص للحقائق في الانتهاكات، مشدداً على اطلاق المختطفين والمعتقلين. &

&ومن جهتها، قالت الامم المتحدة انها تملك تقارير "محزنة وذات مصداقية" عن تعرض عراقيين فارين من مدينة الفلوجة إلى "انتهاكات"، فيما أشارت إلى أن لديها بعض المزاعم عن حالات إعدام.

وأشار مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في بيان إلى أن هناك تقارير "محزنة للغاية وذات مصداقية عن تعرض رجال وصبية عراقيين لانتهاكات على أيدي الجماعات المسلحة التي تعمل مع قوات الأمن العراقية بعد الفرار من الفلوجة" لافتًا إلى أن المنظمة الدولية لديها "بعض المزاعم عن حالات إعدام".&

وأوضح أن "شهودًا وصفوا كيف تعتقل الجماعات المسلحة التي تدعم قوات الأمن العراقية الذكور لإخضاعهم لفحص أمني الذي يتحول في بعض الحالات الى انتهاكات جسدية وأشكال أخرى من الانتهاكات لانتزاع اعترافات قسرًا على ما يبدو".

وتقوم حاليا القوات العراقية التي بدأت عملياتها العسكرية في الفلوجة في 23 من الشهر الماضي باستعادة احياء عند مداخل المدينة (60 كم غرب بغداد) استعداداً لدخولها وانتزاعها من ايدي تنظيم داعش، الذي يحتلها منذ مطلع عام 2014 ، حيث تعتبر المدينة مركزاً دينياً مهماً للسنة في العراق وتسمى "مدينة المساجد"، نظراً لانتشار مئات المساجد فيها، وفيها برز أول اتباع المذهب الوهابي في العراق نظراً لوجودها على مفترق طرق مع السعودية والاردن.