العدّ العكسي لدورة كأس أوروبا في كرة القدم بدأ. ساعات قليلة تفصلنا عن افتتاح أولى المباريات، والتحضيرات في أوجها في فرنسا. هي البطولة الخامسة عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وستستمرّ من 10 يونيو الجاري وحتّى 10 يوليو. للمرّة الأولى في هذه البطولة يشارك 24 منتخبًا، بعدما أقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم زيادة عدد المنتخبات المشاركة.

باريس: زحمة سير كثيفة، حركة لا تتوقّف، شوارع العاصمة تزيّنت بالأزرق والأحمر والأبيض، وحلم الفريق الفرنسي بدأ. المحال تبتكر أفكارًا لجذب المشجعين الوافدين من كلّ بلدان العالم.&

بيتزا بألوان علم البلد الذي تشجّعون، شوكولاته على شكل خريطة فرنسا، حلويات مزيّنة بأعلام وألوان وكرات بيضاء وسوداء، هذا ما نراه على الواجهات في باريس.&

اليوم، الساعة الثامنة مساءً بتوقيت غرينيتش، يدخل اللاعبون إلى المدرج المبهر Stade de France، يغنّون نشيد وطنهم، وتبدأ المباريات. المباراة الأولى تجمع المنتخب المضيف بالمنتخب الفرنسي. يخشى الفرنسيون اللعب على أرضهم، لا ينسون أداء البرازيل في وجه الألمان في كأس العالم الماضي في ريو دي جنيرو.

تتوزّع المباريات على كلّ الأراضي الفرنسية، بين باريس ولانس وليون ومارسيليا وبوردو وتولوز، وسوف يتنقّل بين هذه المدن المشجعون لمشاهدة الحدث المنتظر.

منطقة المشجعين
أبرز التحضيرات في العاصمة هي للـFanZone أو منطقة المشجعين، التي افتتحت أمس، في حفل ضخم للسفير الموسيقي لدورة كأس أوروبا 2016، دايفيد غيتا، الذي لحّن النشيد الرسمي لهذا الحدث الأوروبي.&

شارك في الافتتاح عدد لافت من الفنانين، مثل ويل أي يام، لوان، كندجي وغيرهم. سيجمع هذا المكان أكثر من تسعين ألف شخص خلال المباريات أمام شاشة عملاقة هي الأكبر على الإطلاق بحجم 420 مترًا مربّعًا. نشاطات مختلفة تتحضّر طيلة هذا الشهر، ألعاب رياضية وحفلات موسيقية ورقص وغناء.

تقع منطقة المعجبين أمام برج إيفل الشهير، وسوف تتمّ إضاءة البرج مساء كلّ يوم بألوان العلم، الذي يحصل على أكبر عدد من الهاشتاغ على موقع تويتر، مثلًا: #FRA لفرنسا، #ENG لإنكلترا...إضافة إلى ذلك سيتمتع كلّ حاضر بخدمة واي-فاي مجانية، لكي يتمكّن من نشر الصور والتعليقات على كلّ مواقع التواصل الإجتماعي.

تأثير الإضرابات
لا شكّ أن الوضع في فرنسا ليس في أفضل أحواله حاليًا. إذ لم يمضِ أسبوع بعد على فيضانات نهر السين، ولا تزال مناطق عدّة من البلاد تشهد تظاهرات وإضرابات متكرّرة رفضًا لقانون العمل الجديد.&

خوف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة مانويل فالس هو بشكل خاص من هذه الإضرابات التي تطال بشكل خاص حركة القطارات والباصات والملاحة الجوية أيضًا. خوف ينعكس على الواقع، فالجهات المنظمة للإضرابات تستغلّ مباريات كأس أوروبا لابتزاز الحكومة. والأكيد أن تعطيل حركة النقل مؤذ للغاية، خاصة أن المباريات منتشرة على كلّ الأراضي الفرنسية، وعلى المشجعين الانتقال من منطقة إلى أخرى لمشاهدة المباريات.&

أمس كان تحرك عمال النظافة في المنطقة الباريسية شعرة تقصم ظهر البعير. فهؤلاء يمتنعون منذ أيّام عن جمع النفايات من دوائر عدة في العاصمة باريس. وترجّح أوساط فرنسية أن تعلن الحكومة وعودًا وتطمينات تفاديًا لأي احتجاجات قد تحصل خلال هذا الشهر.

تخوّف أمني
من الناحية الأمنية، لا يغيب الخوف أيضًا، ففرنسا لا تزال تعيش حالة الطوارئ منذ هجمات 13 نوفمبر. ومنذ ثلاثة أيّام اعتقلت أوكرانيا رجلًا فرنسيًا كان يخطّط لهجمات خلال بطولة كأس أوروبا. محافظ الشرطة في باريس كان قد طلب من الحكومة تشديدًا أمنيًا إضافيًا، حتى إنه دعا إلى إقفال منطقة المشجعين، إلّا أن الحكومة قرّرت إبقاءها، وأخذ التدابير اللازمة.

&

تخوّف آخر مصدره المشجّعون أنفسهم، فبعضهم من بلدان معينة معروفون بعنفهم وسرعة غضبهم، وقد سبق أن وقع قتلى وجرحى خلال مباريات في دورات سابقة من كأس أوروبا. ومساء أمس حصل اشتباك بين فرنسيين ومشجعين للفريق الإنكليزي أوقع عددًا من الجرحى. رغم كلّ ذلك، المباريات ستبدأ اليوم، والحماسة لن تغيب عن البطولة. يبقى أن نرى في ملعب أي من المنتخبات ستكون الكرة هذه السنة.


&