كوالالمبور: اعلنت ماليزيا الثلاثاء ان دول رابطة جنوب شرق اسيا (اسيان) سحبت بيانها شديد اللهجة الذي اعرب فيه عن مخاوف بشان التطورات الاخيرة في بحر الصين الجنوبي، مضيفة ان البيان سيخضع "لتعديلات عاجلة". 

وصرح المتحدث باسم الخارجية الماليزية "اضطررنا الى سحب البيان الذي اصدره وزراء خارجية اسيان (..) و

قال وزراء خارجية دول رابطة جنوب شرق اسيا (اسيان) في بيان شديد اللهجة اصدروه في اجتماعهم في بكين الثلاثاء ان لدى دولهم "مخاوف جدية" بشأن الاحداث الاخيرة التي شهدها بحر الصين الجنوبي.

وفي صفعة دبلوماسية نادرة للصين توجه اليها على اراضيها، وجهت رابطة اسيان انتقادا قويا للصين بسبب تصرفاتها في مياه بحر الصين الجنوبي. 
وجاء في البيان الذي لم يذكر الصين بالاسم "اعربنا عن مخاوفنا الجدية بشان التطورات الاخيرة والجارية التي قوضت الثقة وزادت من التوترات وربما تقوض السلام والامن والاستقرار في بحر الصين الجنوبي". 

وتدعي الصين احقيتها في كامل مياه بحر الصين الجنوبي الذي يمر عبره قسم كبير من البضائع العالمية. واكدت الصين تمسكها بالسيادة على هذه المياه ببناء جزر اصطناعية فيها تشمل مدرجات جوية على عدد من الجزر يصلح بعضها للاستخدام العسكري. 

وتطالب كل من الفيليبين وتايوان وبروناي وماليزيا وفيتنام كذلك باحقيتها في اجزاء من البحر الذي يعتقد انه يحتوي على مخزونات كبيرة من النفط والغاز. 

وتحدث بيان الاسيان عن ان الوزراء اجروا "حديثا صريحا مع وزير خارجية الصين وانغ يي"، وان الحديث كان مباشرا حول اخطار برنامج بناء الجزر. 
وقال "لقد اكدنا اهمية عدم العسكرة وضبط النفس في جميع الاعمال التي تجري بما في ذلك استصلاح الاراضي والتي يمكن ان تثير التوترات في بحر الصين الجنوبي". 

واضاف "وقد اكدنا على اهمية الحفاظ على السلام والامن والاستقرار والسلامة وحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي وفوقه، بما ينطبق مع مبادئ القانون الدولي المعرف بها بما فيها ميثاق الامم المتحدة 1982 حول قانون البحار". 

وياتي البيان شديد اللهجة في الوقت الذي تستعد فيه المنطقة لحكم تصدره محكمة لاهاي بشأن مطالبة الفلبين باحقيتها في بحر الصين الجنوبي. ولا تعترف الصين بهذا التحكيم وردت بغضب على جهود الفلبين القانونية حول جزيرة سكاربورو شوال التي تسيطر عليها بكين قبالة جزيرة لوزون الفلبينية. 

وجاء في البيان "لقد اعربنا عن التزام اسيان بالحفاظ على السلام والامن والاستقرار ونشره في المنطقة والحل السلمي للنزاعات". وقال ان ذلك يشمل "الاحترام الكامل للعمليات القانونية والدبلوماسية دون اللجوء الى التهديد او استخدام القوة طبقا لمبادئ القانون الدولي المعرف بها ومن بينها ميثاق الامم المتحدة حول قانون البحار وميثاق الامم المتحدة". 

وانتقد المجتمع الدولي الصين بسبب اساليبها القوية في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي. ودعت واشنطن بكين مرارا الى ضبط النفس في المنطقة، وارسلت سفنا حربية الى مياه هذين البحرين لتعزيز "حرية الملاحة" فيهما. الا ان الصين التي تدعي احقيتها في جميع مياه بحر الصين الجنوبي على اساس خط حدودي موجود في خرائط صينية تعود الى اربعينات القرن الماضي، اكدت انها لن تتزحزح عن موقفها. وصرح وزير خارجيتها يانغ جيشي الشهر الماضي ان موقف بلاده بشان البحر "ينسجم مع القانون الدولي" مؤكدا ان موقف بلاده "لن يتغير". 

وصرح محلل في شؤون المنطقة ان بيان الثلاثاء يدعم مانيلا. وقال ريتشارد جافاد حيدريان الاستاذ المساعد في الشؤون الدولية والعلوم السياسية في جامعة دي لا سال في مانيلا "من الواضح ان مساعي الصين على اساس مبدأ فرق تسد في المنطقة، واخراج قضية بحر الصين الجنوبي من اجندة اجتمع اسيان-الصين لم تفلح". 

واضاف في تصريحه لوكالة فرانس برس انه بالنظر الى ذلك فان البيان "مؤشر مشجع للتوافق على دعم الفلبين". وتوقع حيدريان ان تصدر المحكمة الدولية في لاهاي حكما في صالح الفيليبين، وقال ان ذلك "سيزيد الضغوط الدبلوماسية على الصين ويساعد الفلبين وغيرها من الدول التي تطالب باحقيتها في بحر الصين الجنوبي ليكون لها قوة تفاوضية اكبر في الاتفاقات الثنائية".