تؤكد التقارير العالمية أن الأطفال فى العراق يعانون المشاكل الكبرى، ويقعون تحت العمالة القاهرة، وتهضم حقوقهم بأكبر المستويات، فقد عدمت هذه البراءة كل حقوقها لتجدها في شوارع العراق تتسول تحت المزابل.

إيلاف من لندن: بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال، أطلقت هيئة رعاية الطفولة بالتعاون مع (اليونسيف)، تقييمًا لأسوأ أشكال عمالة الأطفال في العراق، الذي نفذته اليونسيف مع مؤسسات تعنى بالأطفال، كمؤسسة الأمل العراقية، وشمل خمس محافظات (بغداد، كركوك، البصرة، ذي قار، والنجف)، بهدف فهم أفضل لوضع الأطفال المنخرطين في العمل، وقياس حجم المخاطر التي يتعرضون لها.

يشكل الاطفال والشباب غالبية سكان العراق، وقد تعرضت البلاد لتحديات ومخاطر كثيرة، القت بظلالها على كثير من فئات المجتمع، وباتت هذه التحديات تشكل خطرا محدقا بنمو الاطفال، وتمكينهم من الحصول على التعليم الجيد، الذي يعد عاملا رئيسا واساسيا من عوامل تنمية المجتمع، وكان من نتائج هذه التحديات أن اصبحت عائقًا، وعطلت عاملا قويا من عوامل نهضة الاقتصاد الوطني.

تعتبر صيانة حقوق الطفل واحترام كرامته ضرورية جدا انسجاما مع الاليات الدولية، ولزوم خلق بيئة قانونية تتبنى معايير حقوق الانسان وتعمل على تعزيزها وترجمتها في سياساتها وبرامجها المختلفة من اجل خلق مستقبل واعد للطفولة في البلاد.

من أهم المشاكل الأساسية الفقر المدقع للغالبية العظمى من الشعب العراقي رغم الخيرات العظيمة التي تتمتع بها حفنة قليلة من أحزاب السلطة، وكانت البطالة تمثل عاملا أساسيا يضغط على الأطفال، علما أنه لا يتوافر أي ضمان إجتماعي حتى في المجال التعليمي، حيث طغت الأمية وانتشر الجهل وساد التدني الحضاري إلى أعلى المستويات، فبات العراق في أدنى الدول عالميًا من حيث الأداء والخدمات واحترام الأطفال واحتياجاتهم.

ما تم تنفيذه في خمس محافظات عراقية (بغداد، البصرة، ذي قار، النجف الاشرف، كركوك) من دراسة المشكلة من قبل اليونسكو ومؤسسات عراقية كالأمل وغيرها مــن شأنه أن يسهم في فهم افضل لوضع الاطفال المنخرطين في العمل وقياس حجم المخاطر التي يتعرضون لها وفقا لمعايير ومؤشرات مبنية على اسس علمية مدروسة يمكنها ان تقدم تصورا واضحا عن العوامل والمسببات التي تؤدي بالاسرة الى دفع ابنائها الى الانخراط في الاعمال والمهن التي تمثل اسوأ اشكال عمالة الاطفال، كما صنفتها اتفاقية حقوق الطفل، واسوأ اشكال عمالة الاطفال، فضلا عن اتفاقيتي منظمة العمل الدولية.

ولا بد من البيانات والمعلومات الدقيقة من أجل تقييم حجم المشكلات والمؤثرات التي تخلفها هذه الظواهر على حياة الاطفال واسرهم من أجل تطور عملية التقييم لتكون مسحًا ميدانيا شاملا يتسع في رقعته الجغرافية في تصور اكثر دقة، بعد أن يقوم فريق العمل في ورشة عمل بمشاركة عدد كبير من الخبراء والمتخصصين والاكاديميين وخبراء من منظمة اليونيسيف لاجل خلق اجواء للنقاش الجدي حول ما تم التوصل اليه ومناقشة اهم التحديات والنتائج التي وردت في التقييم وتحديد العناصر الاساسية لوضع خطة عمل استراتيجية لمعالجة عمالة الاطفال، وخاصة اسوأ اشكالها بالتعاون مع منظمة اليونسيف والمنظمات والجهات الاخرى ذات العلاقة.

لمواجهة هذه التحديات والتخفيف من وطأة التداعيات، ينبغي العمل على تدارك الاخطار والتاثيرات الاجتماعية والنفسية التي تخلفها، وينبغي وضع اليد على الاولويات اعتمادا على اعادة التاهيل للاطفال والشباب وان يكون التركيز علــى معالجة الاسباب الجذرية الناجمة من عوامل عديدة، من بينها الفقر الذي يعد واحدا من اهم الاسباب لانخراط الاطفال في ميادين العمل المختلفة، اضافة الى الافتقار الى التعليم، ومحدودية الفرص الاجتماعية والاقتصادية، وذلك للحيلولة دون استغلال الاطفال، والعمل على تعزيز التدابير اللازمة لحمايتهم، وتوفير بدائل مناسبة لهم، واعادة دمجهم في المجتمع، عبر التعليم الجيد، والتدريب على المهارات، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن برامج التوعية، وتعتمد فعالية هذه الاجراءات بالدرجة الاساس على تلبية مستلزمات ومتطلبات استمراريتها واستدامتها، فضلا عن مواصلة التصدي للاسباب الكامنة وراء انخراط الاطفال في عمالة الاطفال باسوأ اشكالها.



تحدثت برجت كندي مسؤولة قسم حماية الطفولة في اليونسيف مكتب العراق الأهمية مشددة على كتابة التقييم وجمع المعلومات، وأكدت انه يجب التركيز على التوصيات لاحتواء هذه الظاهرة المأساوية جدا ثم علاجها.

وأشار البعض الى الخطوات الجريئة التي قامت بها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية مع هيئة رعاية الطفولة بالعمل على تسليط الضوء على ظاهرة أسوأ أشكال عمالة الأطفال، والخطوة الجريئة الثانية بتكليف منظمة غير حكومية، وهي جمعية الامل العراقية للقيام بذلك. وبالرغم من كل التحديات الصعبة التي واجهت فريق العمل الميداني، فقد تم إنجازه بحرفية عالية، وتضمن التقييم جملة من التوصيات لرسم سياسة حكومية تقوم باشراك جميع الأطراف لحماية الطفولة من الاستغلال والمخاطر.

وقدمت الباحثة الهام مكي عرضًا لمخرجات التقييم لأسوأ أشكال عمالة الأطفال، وتصور عام حول المنهجية والتحديات والنتائج والتوصيات، وأشارت الى انه نوع من التقارير السريعة الذي يتبنى المنهج الكيفي، وان العينة قد تناولت خمسة أشكال لعمالة الأطفال، وهي (الأطفال العاملون في معامل الطابوق في بغداد، والباعة المتجولون في البصرة، والأطفال العاملون في المقابر في النجف، واستغلال الأطفال في الدعارة، والأطفال المتسولون في شوارع العراق).