اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي منتقديه لإدارة الحرب بعدم النظر لمتطلبات المعركة من منطلق المصلحة العليا للبلاد وانما من خلال مصالحهم الذاتية.. مؤكدًا أن القوات العراقية تتقدم في مناطق جنوب مدينة الموصل تمهيدا للمعركة الكبرى بتحرير المدينة من تنظيم داعش، واعدًا بأن يكون العام الحالي القضاء عليه تمامًا في العراق.

إيلاف من بغداد: قال سعد الحديثي، المتحدث الرسمي بإسم رئيس الوزراء حيدر العبادي، في ايجاز صحافي اليوم تابعته "إيلاف"، إن رؤية القائد العام للقوات المسلحة التي اعتمدها في ادارة الحرب ضد الارهاب كانت عاملاً اساسيًا في تحقيق الانتصارات المتتالية ضد داعش من خلال حرصه على توفير كل اسباب النصر في هذه الحرب ابتداءً من حرصه على وحدة العراقيين وسعيه لتغليب المصلحة الوطنية العليا على كل مصلحة اخرى.

واشار الى انه كثيرا ما وجهت الانتقادات لادارة العبادي للحرب من هذا الطرف او ذاك وتعرضت القرارات التي اتخذها للتشكيك من هذه الجهة او تلك، لان هذه الاطراف او الجهات لم تكن تنظر الى متطلبات المعركة من منطلق المصلحة العليا للبلاد بل من خلال مصالحها الذاتية فضلاً عن ان السياسة التي اتبعتها الحكومة العراقية في تحشيد كل الطاقات الوطنية وتعبئة كل الامكانات العراقية والاستفادة من كل اشكال الدعم الخارجي المقدم للعراق على اسس احترام السيادة العراقية والتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية وعبر قنواتها الرسمية، بالاضافة الى البرنامج الذي اعتمده العبادي في اعادة بناء القوات المسلحة واعادة هيكلة العديد من تشكيلاتها وترصين أدائها لتجاوز حالة الانكسار الذي تعرضت له بعد اجتياح داعش للعديد من المدن العراقية واحتلاله 40% من مساحة العراق واعادة ثقة المؤسسة العسكرية بنفسها وثقة العراقيين من جميع الاطياف بها.

واكد ان هذه الثقة التي تزعزعت في وقت ما وكانت سبباً رئيسياً في سقوط المدن بيد الارهاب، فها هي القوات المسلحة تعود لتصبح موضع فخر واعتزاز لكل العراقيين وملاذًا يلوذ به الجميع لمواجهة الاخطار والتصدي للتحديات الخارجية والداخلية. وقال انه ما كان لهذا الامر ان يحدث لولا البرنامج الاصلاحي المتكامل الذي وضعه القائد العام للقوات المسلحة والذي باشر بتطبيقه فور تسلمه مهام منصبه واعطاه الاولوية في مسار الاصلاحات الشاملة من خلال محاربة الفساد وسد منافذه واغلاق مساربه واصلاح المؤسسة العسكرية والامنية وبناء قدراتها والارتقاء بأدائها وتوفير اللوازم اللوجستية والتجهيزية والتسليحية والتدريبية للقوات العراقية رغم الازمة المالية بما يوازي حجم التحدي الذي يمثله الارهاب واختيار قيادات تتسم بالكفاءة والشجاعة والنزاهة لتقلد المناصب وادارة المفاصل المهمة في القوات المسلحة والاجهزة الامنية.

القوات تتقدم&

واكد الحديثي ان القوات العراقية تتقدم الان في مناطق جنوب الموصل وتحررها من سيطرة تنظيم استعدادًا للمنازلة الكبرى لتحرير المدينة، مشددًا على أن هذا العام سيشهد نهاية التنظيم في العراق.&

واضاف قائلاً: "نصر جديد تحققه القوات العراقية الباسلة يضاف الى سلسلة انتصاراتها المتتالية التي حققتها ضد الارهاب في حزام بغداد وديالى وصلاح الدين والرمادي وكبيسة وهيت والرطبة، وها هو النصر الاستراتيجي يتحقق، وأي نصر، انه نصر الفلوجة بكل ما تحمله هذه المدينة من رمزية كبيرة ومكانة اعتبارية كونها اولى المدن التي احتلها داعش الارهابي، وهي المدينة الاقرب الى بغداد من بين المدن التي وقعت تحت سيطرة الارهاب".

واضاف أن هذا النصر يشكل علامة فارقة في سلسلة انتصارات قواتنا المسلحة لطرد الارهابيين من مدن العراق واعادتها الى حضن الوطن والى اهلها الاصلاء، ويمثل تحولاً مفصليًا في مسار حرب العراق ضد داعش، كيف لا وقد جسدت معركة الفلوجة وحدة العراقيين ووقوفهم صفاً واحدًا بوجه من يريد بهم شرّا وببلادهم .

النصر النهائي

وشدد المتحدث الرسمي العراقي على ان نصر الفلوجة هو بوابة للنصر النهائي والناجز على الارهاب، فتكبيرات النصر التي تتعالى الآن في الفلوجة يتردد صداها في مدينة الموصل، حيث بدأت طلائع قواتنا بالتقدم في جنوب الموصل ايذانًا ببدء المنازلة الكبرى ضد الارهاب في نينوى.&

وقال: "لقد جاء نصر الفلوجة ليضيف زخمًا كبيرًا للقوات العراقية للتقدم نحو مدينة الموصل العزيزة على كل العراقيين، ويشكل حافزاً مهماً لتحرير هذه المدينة من قبضة الارهاب الذي سام اهلها الاحرار سوء العذاب، حيث ترنو اعينهم صوب ابنائهم واخوتهم في القوات المسلحة كي يعينوهم على التحرر واستعادة الموصل لوجهها البهي. وسيكون هذا العام باذن الله عام النصر الأكبر بتحرير مدينة الموصل من اسر الارهاب كما سبق للقائد العام للقوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي ان تعهد بأن يكون عام 2016 عامًا للنصر النهائي على داعش".

سلامة المدنيين&

واشار الحديثي الى انه حرصًا على سلامة المدنيين وتوفير المتطلبات الاغاثية والانسانية واعادة الاستقرار الى مدينة الفلوجة، فقد صادق القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي على توصيات خلية الازمات المدنية بتنفيذ خطة اغاثية فورية لتقديم الاحتياجات الايوائية والغذائية والطبية للنازحين في مراكز الايواء والاغاثة وتوجيه كل الوزارات بمد يد العون والدعم للنازحين وبالتنسيق مع جهود المنظمات الدولية بهذا الصدد.

وحيا المسؤول العراقي في الختام الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل العراق ومن اجل امن وحرية وكرامة العراقيين، وقال انه يحق لذويهم ان يفخروا بأبنائهم ويفاخروا ببطولاتهم ويعتزوا بمآثرهم وتضحياتهم والتي هي محط فخر واعتزاز وعرفان بالجميل للجميع وحق لكل العراقيين أن يرفعوا هاماتهم عاليًا فهم يواجهون الارهاب الاعمى الذي يهدد الجميع ويحققون الانتصارات المتتالية عليه وحق للجميع أن يعتزوا ويفخروا بقدرات القوات المسلحة العراقية وكل التشكيلات الساندة لها وأدائها البطولي المشرف وتضحياتهم التي سيتباهى بها العراقيون وتذكرها الاجيال المقبلة.

وكان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي اعلن امس بدء المرحلة الثانية لعمليات تحرير نينوى وكبرى مدنها الموصل. وقال العبيدي: "بدأنا عند الساعة الخامسة من فجر اليوم (السبت) المرحلة الثانية لتحرير نينوى".. مضيفاً أن "العمليه تهدف إلى تحرير القيارة وجعلها مرتكزاً نحو الموصل".

وتضم القيارة مطاراً عسكرياً مهماً تسعى القوات الأمنية إلى السيطرة عليه لتقصير المسافة واستخدامه كمرتكز لعمليات استعادة الموصل. وجاءت العملية بعد ساعات قليلة من إعلان العبادي استعادة السيطرة على القسم الأكبر من مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش الذي لم يعد يسيطر سوى على بؤر صغيرة فيها.

وقالت قيادة العمليات المشتركة إن "جحافل القوات المسلحة باشرت الآن التقدم في هذه الساعات باتجاه شمال صلاح الدين وجنوب الموصل". واوضحت ان العملية يشنها "جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة وقطعات قيادة عمليات صلاح الدين وقطعات قيادة عمليات تحرير نينوى والحشد العشائري وكتائب الهندسة العسكرية وطيران بمشاركة القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي". وكان داعش احتل الموصل ثاني اكثر مدن العراق عددًا في السكان، بعد العاصمة بغداد في العاشر من يونيو عام 2014.
&