حفلت الصحف البريطانية بنسختيها الورقية والإلكترونية بتغطية الاستفتاء التاريخي حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وقد جاءت نتيجة الاستفتاء، فيما يبدو، مفاجئة للصحف التي تحدثت عن توقعات بتقدم طفيف للمعسكر المؤيد للخروج. كما عكست العناوين الرئيسية حالة الانقسام الحاد بين الناخبين. وتصدر عنوان "زعماء الأحزاب يتواصلون مع أمة منقسمة عقب استفتاء محتدم" الصفحة الأولى للغارديان. وتصدر عنوان "أمة منقسة" الصفحة الأولى لصحيفة "آي". ونشر الموقع الالكتروني لصحيفة الغارديان مقالا للصحفي باتريك وينتور بعنوان "بريطانيا صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي...ماذا سيحدث لاحقا؟" وقالت الصحيفة إنه قرار بريطانيا إنهاء علاقة الحب والكراهية مع الاتحاد الأوروبي التي استمرت لـ43 عاما تمثل نقطة تحول في تاريخها. وتوقع المقال أن تستمر تبعات هذا القرار سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا لأكثر من عقد. وذكرت الصحيفة بأن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أكد على أنه سيلتزم بتعليمات الشعب البريطاني. وأشارت إلى أن كاميرون أمامه البقاء في منصبه حتى عام 2019 أو الإعلان أنه سيظل حتى انتخابات زعامة حزب المحافظين في فصل الخريف. عادت منطقة الشرق الأوسط لتأخذ حيزا في التغطية الإخبارية بعدما ظهرت بالكاد في صحف الخميس. ونشرت فاينانشال تايمز تقريرا حول العمليات العسكرية في العراق ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، مؤكدة على أن المعركة من أجل استعادة الموصل ستمثل الاختبار الأصعب للجيش. واستهلت الصحيفة بالإشارة إلى أن الجيش العراقي كان على وشك الانهيار قبل عامين، "لكن بعد رفع العلم الوطني وسط الفلوجة، يبدو أن القوات العراقية تحقق مكاسب في مواجهة التنظيم الجهادي الأسوأ سمعة في العالم". لكن الصحيفة لفتت إلى أن عيوبا جعلت الجيش ينكسر قبل عامين لا تزال مستمرة، "فالفساد مستشر والدعم الوجستي ضعيف". وتطرق التقرير إلى انتقادات للاعتماد على فصائل "الحشد الشعبي" في العمليات العسكرية، مستشهدا باتهامات وجهتها منظمات حقوقية ومسؤولون سنة لتلك الفصائل تتعلق بارتكاب عمليات قتل وخطف وتعذيب. وقالت إن ذلك قد يعيق قدرة الجيش العراقي على العمل في مناطق سنية، وينذر بتفاقم التوتر العرقي. نشرت فاينانشال تايمز تقريرا لمراسلتها في طهران نجمة بوزورغمهر تحت عنوان "إيران تبعث برسائل دبلوماسية مختلطة عقب الاتفاق النووي". وتقول المراسلة إنه لدى الإعلان عن الاتفاق النووي الإيراني، كانت ثمة آمال بأن يدفع ذلك طهران إلى تخفيف حدة التوتر مع الدول العربي وأن تستخدم نفوذها لحل أزمات إقليمية. لكن بعد ستة أشهر من توقيع الاتفاق، بعثت الجمهورية الإسلامية بإشارات متضاربة تظهر خلافات بين القوى المعتدلة والمتشددة، وفقا للتقرير. وأشارت المراسلة إلى أن إعلان وزير الخارجية محمد ظريف الأسبوع الحالي تعين حسين جابري أنصاري مساعدا للشؤون العربية والأفريقية أثار تكهنات بأن المعتدلين حققوا مكسبا ما. لكن هذه الآمال تبددت بعد يوم واحد، وفقا للتقرير، وذلك بعد بيان صادر عن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني حذر فيه البحرين من أن قرارها سحب الجنسية عن رجل الدين الشيعي عيسي قاسم قد "يشعل النار في البحرين والمنطقة برمتها". كما تحدث التقرير عن أن التنافس بين إيران والسعودية قد فاقم الصراعات في سوريا والعراق واليمن.
- آخر تحديث :
التعليقات