تحدث العلماء الأميركيون من قوات "المارينز" عن خرق علمي في مجال تقنية الطوربيدات والغواصات السريعة، التي تنطلق داخل فقاعات هوائية تقلل احتكاكها بالماء، ويمكن لها أن تقطع المحيط الأطلسي بساعة واحدة.

برلين: تعتبر مشكلة السرعة من أهم نقاط ضعف الطوربيد منذ اختراعه ابان الحرب العالمية الأولى على أيدي البريطانيين. وهذا هو العامل الأساسي في نجاح البوارج الحربية في المناورة والتخلص من ملاحقة الطوربيد، الذي يعتبر أهم سلاح بحري على الإطلاق منذ اختراع الغواصة.

وتبلغ سرعة الطوربيدات التقليدية نحو 130 كم/ ساعة فقط، ويعتبر الاحتكاك بالماء التحدي الأساسي الذي يواجه صناعة الطوربيدات، إلا أن القوة البحرية الألمانية تحدثت قبل سنوات عن طوربيد جديد تبلغ سرعته 800 كم/ ساعة وينطلق في الماء داخل فقاعة هوائية تقلل احتكاكه بالماء. أعلنت بعدها روسيا، ولحقتها الصين بعد سنوات، عن نجاحات مماثلة باستخدام نفس التقنية، لكن البشرية لم تشاهد مثل هذه الصواريخ الطوربيدية بعد.

وأعلنت مختبرات "بين Pen للأبحاث التطبيقية"، التي تدعمها قوات المارينز الأميركية، انها بصدد إنتاج طوربيدات وغواصات تفوق بسرعتها سرعة الصوت. ويبدو ان ما &المركز إليه الآن يحقق حلماً عسكرياً أعلنته المارينز في العام 2001، ويقضي بانتاج سلاح عسكري تحت مائي ينطلق في الماء بسرعة 5800 كم في الساعة. أي ما يؤهل هذا السلاح، سواء كان طوربيداً أم غواصة، لقطع المحيط الأطلسي بستين دقيقة.

التجوّف الخارق

من ناحية المبدأ، وسواء كانت التقنية تقلد سمكة الباراكودا التي تسير داخل فقاعة هوائية تنفخها من فمها، أو تقلد جلود سمك القرش، فإنها تعتمد ما يسمى في الفيزياء مبدأ "التجوّف الخارق" (Super Cavitation). والتقنية تعني انطلاق "وسادة هوائية" من بخار الماء من مقدمة الطوربيد، حال بلوغه سرعة 180 كم/ساعة، وتغلفه بالكامل، وتقلل بالتالي احتكاكه بالتيارات المائية.&

والفرق الحالي، عن الانجازات السابقة، هو ان مختبرات "بين" نجحت في جعل فقاعة الهواء مستقرة ولا تتحرك، وتوصلوا من ثم إلى بلوغ مثل هذه السرعة الخارقة. فالفقاعة "السابقة" نابضة ومتحركة وتسمح بالتالي بشيء من الاحتكاك مع الماء، كما أنها تتحرك ببطء في الماء بسبب نبضها، بمعنى أنها كانت دائماً أبطأ من الطوربيد الذي بداخلها.

وكتب الباحث مايكل جي. موني في مجلة (International Journal of Multiphase Flow) ان هذا الانجاز يفتح آفاقاً خيالية في عالم السرعة تحت الماء. وأضاف ان منح الفقاعة الهوائية ثباتاً أكبر، من خلال تقنية التجوف الخارق، قلل الضجيج الصادر عن حركة الطوربيد داخل الماء، وهذا عامل عسكري مهم أثناء المناورات الحربية.&

غواصات خارقة&

وتوقع موني أن تؤهل هذه التقنية علماء المارينز لبناء غواصات تتحرك تحت الماء بسرعة تفوق سرعة الصوت. المهم أيضاً أن تقنية التجوف الخارق التي استخدمها الروس في إنتاج طوربيدهم السريع "شاكوال" (370 كم/ساعة) لم عالج مشكلة المسافة، وبقي الطوربيد فاعلاً في مسافة 15 كم. في حين ان تقنية الفقاعة الهوائية تضمن انطلاق الطوربيد لآلاف الكيلومترات. وبلغ صاروخ باراكودا الألماني (إنتاج شركة ديل ب ج ت ديفنس) سرعة 800كم/ ساعة، وتم عرضه في معرض سنغافورة للأسلحة في العام 2005، إلا انه بقي في مرحلة إنتاج" النموذج الأول"، كما انه لم يتجاوز مشكلة مداه القصير.

واستلهمت شركة "ديل" تصميم الصاروخ المائي وتقنيته من سمكة "باراكودا" العدوانية التي تنتمي إلى صنف سمك الكركي السهمية. وتنتشر هذه الأسماك في المحيط الأطلس وقرب سواحل اليابان واستراليا، إضافة إلى مناطق أخرى. وما يميزها أنها تختلف من ناحية الحجم كثيراً ويبلغ طولها 30-100 سم عند سواحل اليابان، في حين انه يرتفع إلى 3 أمتار عند السواحل الاسترالية. والمعتقد أن العديد من الهجمات التي تنسب إلى سمك القرش في هذه المناطق سببها هجمات الباراكودا ذات الأسنان المدببة كالخناجر. وهناك 18 نوعاً من الباراكودا السهمية الشكل، وذات الرأس المدبب، الذي يعتقد أنه سر سرعتها مقارنة ببقية الأسماك.
&