بعد تعذّر التوافق الإقليمي والدولي حول موضوع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، يزور وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت لبنان قريبًا وتركّز زيارته على ضرورة التوافق الداخلي حول موضوع الرئاسة.

إيلاف من بيروت: يستعد وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت لزيارة لبنان في 11 و12 يوليو الحالي، وستركز زيارته على ضرورة حصول توافق داخلي حول الملف الرئاسي اللبناني، بعد تعذّر التوافق الاقليمي والدولي عليه.

تعقيبًا على الزيارة يؤكد النائب نضال طعمة في حديثه لـ "إيلاف" أن لبنان يبقى من الدول الصديقة لفرنسا، ويبقى ملف اللاجئين السوريين على مدار البحث بين لبنان وفرنسا، وكذلك انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل دور المؤسسات اللبنانية وكذلك موضوع استخراج النفط اللبناني، ويبقى الأهم بالنسبة للنائب طعمة موضوع المبادرة الإيرانية في شأن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان والإفراج عن هذا الملف، ضمن شروط معينة أهمها بقاء بشار الأسد في الحكم، وانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وقائد جيش وحاكم مصرف لبنان، ووصلت هذه المبادرة إلى فرنسا عبر أميركا، وقام وزير الخارجية السعودي بمؤتمر صحافي في هذا الخصوص، وأكد أن حزب الله لا يزال يعرقل هذه الانتخابات كما أن الأسد يجب أن يذهب بالحرب أو بالسلم، وبالتالي تم إجهاض هذه المبادرة، ووزير الخارجية الفرنسية اليوم لدى زيارته لبنان، سيؤكد للبنانيين الذين كانوا يخشون من تلك المبادرة، أن فرنسا حريصة على الوفاق في لبنان، وليست طرفًا في النزاع.

دور فرنسي جدي

وردًا على سؤال هل هناك دور فرنسي جدي اليوم لحلحلة قضايا لبنان الشائكة وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية؟ يجيب طعمة أن فرنسا تحاول دائمًا، وتُصد من إيران أكثر من مرة، علمًا أن فرنسا تبقى حريصة على أمن لبنان وسياسته، وكذلك الأميركيون أعطوها الضوء الأخضر في هذا الشأن، وتحاول فرنسا الوصول إلى اتفاق مع مختلف الأفرقاء اللبنانيين، رغم أن من يعرقل انتخاب رئيس للبنان تبقى إيران، شئنا أم أبينا.

محاربة "الإرهاب"

ولدى سؤاله بأن "الإرهاب" اليوم يجمع فرنسا ولبنان ضده هل ينجحان في سعيهما لمحاربته؟ يعتبر طعمة أن محاربة "الإرهاب" تتطلب محاربة الفقر بالدرجة الأولى في المنطقة، والتخلف أيضًا، والفكر الذي يتغلغل في أذهان الشباب، نتيجة الفقر والتخلف، ويجب عقد إجتماع دولي وعربي لمحاربة هذا "الإرهاب"، المتنقل والذي أصبح خطرًا، والأهم في لبنان، بحسب طعمة أن نبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية من خلال إيجاد رأس للمؤسسات الدستورية، كي تستطيع لعب دورها في هذا المجال.

ويضيف طعمة:"يبقى أن فرنسا حريصة على لبنان، وحريصة أيضًا على النازحين السوريين ودعمهم كي يبقوا هنا. ولدى فرنسا مصالح تريد الحفاظ عليها، ولكن هذا لا يعني أن لبنان لا أهمية له لدى فرنسا."

توطين النازحين

بالحديث عن النازحين السوريين هل تبقى الزيارات الخارجية إلى لبنان من أجل تشريع التوطين كما يشاع؟ يؤكد طعمة أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدث عن الموضوع ثم عاد ونفى الأمر، ولبنان لا يحتمل توطين السوريين ولا غيرهم، ونحن حريصون على أوضاع السوريين من الناحية الإنسانية، ولا أحد في لبنان يقبل بالتوطين.

بعد تعذر التوافق الإقليمي والدولي حول الملف الرئاسي في لبنان، هل تنجح فرنسا في حل هذا الملف؟ يرى طعمة أن فرنسا تحاول لكن القصة موجودة عند إيران التي تحاول جاهدة المساومة.

تدخل غير مقبول

أما النائب مروان فارس فيعتبر في حديثه لـ "إيلاف" أن زيارة إيرولت إلى لبنان قد لا يكون ضمن أجندتها حلّ جذري لموضوع رئاسة الجمهورية اللبنانيّة، لأن القضية لبنانية بحت.

ويعتبر فارس أن الزيارات الخارجية يجب ألا تشكل تدخلاً في السياسات الداخلية للبنان، ويجب وضع حد لكل تدخل، وإذا كانت زيارة إيرولت إلى لبنان بهدف الصداقة التي تربط بين البلدين فليكن، إنما التدخل الخارجي غير مقبول في لبنان.