دبي: سجل المؤشر العام لثقة المستهلك في الأداء الاقتصادي في الإمارات العربية المتحدة خلال النصف الأول لعام 2016 نحو 142 نقطة ، وبذلك تكون دبي قد تفوقت على ست دول عالمية وهي نيويورك ولندن وميلان وبانكوك وطوكيو وباريس. عاكساً استمرار التفاؤل بين أوساط المستهلكين بمختلف خصائصهم الديموغرافية والاجتماعية إزاء الأوضاع الاقتصادية، وقدرتها على التكيّف مع التحديات الاقتصادية وامتصاص الضغوط مستفيداً مما يتمتع به من مقومات.

ويقيس المؤشر انطباعات وتصورات المستهلكين بالمنطقة بخصوص اقتصاد البلد وموقفهم المالي الشخصي والرغبة الشرائية في السوق المحلي لإمارة دبي. 

وكشف المؤشر عن تفاؤل بنسبة 82 بالمائة بالنمو الاقتصادي بشكل عام، حيث أن هناك ثقة لدى المستهلكين بارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وفرص الحصول على وظيفة.. بينما حلت نيويورك في المرتبة الثانية بواقع تفاؤل 64 في المائة بوضعها الاقتصادي.. ثم لندن بنسبة 48 في المائة. 

وفيما يتعلق بفرص العمل الحالية.. أكد 79 في المائة من المستهلكين تفاؤلهم بفرص العمل الحالية بدبي على أنها ممتازة وجيدة وهي الأعلى نسيبا مقارنة بـ نيوورك التي نالت على 71 في المائة من نسبة رضا المستهلكين بفرص العمل في بلدهم.. ثم لندن بواقع 56 في المائة.. بينما كانت طوكيو الأدنى في مستويات التفاؤل لدى المستهلكين من حيث الوضع الاقتصادي وفرص العمل الحالية حيث بلغت 29 في المائة و 34 في المائة على التوالي خلال النصف الأول من العام الجاري. 

ورأى نحو 86 في المائة من المستهلكين في دبي أن وضعهم المادي الشخصي جيد في النصف الثاني من 2016.. فيما كان مستهلكو نيوورك في المرتبة الثانية بواقع 64 في المائة.. ثم باريس بنسبة 53 في المائة.. وكانت التصورات السلبية الأعلى من نصيب المستهلكين في طوكيو للحالة المالية الشخصية الراهنة.. تلتها كل من بانكوك وميلان. 

وقال محمد راشد علي لوتاه المدير التنفيذي لقطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك في الدائرة: "توضح النتائج التي حازت عليها دبي في مؤشر ثقة المستهلك استمرارية نمو الثقة وإيجابية التفاؤل لدى المستهلك إزاء الوضع الاقتصادي العام بالإمارة.. حيث رأى ما لا يقل عن 79 في المائة من المستهلكين أن الوقت الراهن ممتاز أو جيد لشراء الأشياء التي يحتاجونها.. بينما جاءت نيويورك في المرتبة الثانية بنسبة 68% وكانت لندن في المرتبة الثالثة بنسبة 47 في المائة. 

وأشار لوتاه إلى مساعي "اقتصادية دبي" المستمرة لتطوير المؤشر والتطرق إلى كافة احتياجات المستهلكين والدوافع والنتائج المترتبة على إنفاقهم.. وكذلك المعطيات الاقتصادية والتوقعات المستقبلية. 
وأعرب عن أمله في أن يستفيد التجار وأصحاب العلامات التجارية والمستثمرون من هذه التقارير في العمل على تعزيز ثقة المستهلكين وتحسين توقعاتهم المستقبلية من خلال البحث في مكامن الضعف والقوة لديهم والعمل على حلها بشكل جذري.. مشيرا إلى العمل على تتبع ثقة المستهلكين وتقييم انطباعاتهم إلى جانب التوقعات المستقبلية على مدار الأشهر ال12 المقبلة. 

أسباب النجاح

وعزا لوتاه الأسباب الرئيسية لذلك التصور الإيجابي تجاه الوضع الاقتصادي الحالي في دبي إلى الزيادة في الإيجارات وارتفاع أسعار العقارات وازدهار السياحة.. حيث تظهر هذه العوامل الدور الفعال الذي تبنته حكومة دبي الرشيدة في خلق وتطوير سياسة التنمية المستدامة وتنافسية الاعمال الاقتصادية في إمارة دبي. 

وقال المدير التنفيذي لقطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك في الدائرة: إنه على الرغم من أن 79 في المائة من المستهلكين في دبي قاموا بتقييم فرص العمل الحالية على أنها ممتازة وجيدة.. إلا أن الأمن الوظيفي يعتبر أحد المخاوف الرئيسية في المؤشر للنصف الأول من العام 2016 وهو الحال كذلك في بقية المدن الست العالمية التي شهدت تفاوتاً في درجات المخاوف.. فيما توزعت المخاوف الأخرى بنسب متراوحة على سائر تلك الدول واختلفت من حيث الوضع الراهن وغلاء المعيشة والإيجارات وغيرها من التحديات. 

ويستند مؤشر ثقة المستهلك إلى الإجابة عن 3 أسئلة حول تصورات فرص العمل المحلية والظروف المادية الشخصية وسواء كان ذلك الوقت المناسب لشراء الأشياء التي يحتاجها الناس والتي يرغبون في شرائها.. وكل هذه العوامل خلال فترة زمنية قدرها 12 شهرا مقبلة.. ومقياس الإجابات لجميع الأسئلة الثلاثة هو: ممتاز أو جيد وليس جيد جداً وسيء.