"سيدتان نعم، وهذا مهم جداً أننا لدينا مناقشات بناءة، وسنقوم بالمهمة لتقديم أفضل النتائج الممكنة لشعبينا في المملكة المتحدة وألمانيا"، هكذا أجابت تيريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية الصحافيين عن انطباعها عن أول لقاء لها مع المستشارة الألمانية أنجيلا&ميركل.

وردت المستشارة الألمانية على كلام ضيفتها، التي استقبلتها بحرس شرف، خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في برلين الأربعاء، بالقول: "بالضبط. يمكنني ان أشارك السيدة ماي في كلامها، واوافق على كل ما قالته".&

وتعد هذه هي أول زيارة رسمية خارجية تقوم بها تيريزا ماي، التي خلفت ديفيد كاميرون قبل أسبوع في رئاسة الحكومة البريطانية. وستقوم غدًا الخميس بزيارة مماثلة لفرنسا لمحادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

الخروج

وشكلت نتيجة استفتاء الثالث والعشرين من يونيو الماضي الموضوع الرئيس للمحادثات بين ميركل وماي، وكانت نتيجة الاستفتاء كشفت عن تأييد غالبية البريطانيين لخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.

كما تطرقت المحادثات إلى تطورات الأوضاع في تركيا، بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل والإرهاب وحركة اللاجئين إلى أوروبا.

وكان شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أكد ظهر اليوم، أن اللقاء لن يتضمن إجراء "مفاوضات" حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

الهجرة

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، قالت رئيسة الوزراء البريطانية إنها ترغب في خفض عدد المهاجرين، الذين يتدفقون على بريطانيا كل عام، إلى "عشرات الآلاف."

وقالت ماي إن الحكومة البريطانية سعت دائمًا لخفض مستوى الهجرة إلى بريطانيا لمستويات "قابلة للاستمرار". وأضافت "أعتقد أن المستويات القابلة للاستمرار ستقدر بعشرات الآلاف."

وتابعت ماي إنها ترغب في العمل "بشكل بناء" مع ألمانيا وغيرها من الشركاء الأوروبيين لتأمين "خروج معقول ومنظم" لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقالت أيضًا إن بلادها ستحترم التزامات العضوية لحين إتمام إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي. ووعدت رئيسة الحكومة البريطانية ببناء أوثق علاقة اقتصادية محتملة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.&

الخروج يعني الخروج&

وكررت ماي مواقفها السابقة التي أكدت فيها: "الخروج يعني الخروج من الاتحاد الأوروبي ـ Brexit يعني Brexit" لكنها قالت: "أريد أن أكون واضحة اليوم أننا لا ولن نتخلى عن أصدقائنا الأوروبيين".

وقالت: "سوف تظل بريطانيا دولة تتطلع دائمًا نحو الخارج، وسوف تظل ألمانيا شريكاً مهماً وصديقاً لنا".

ويشار إلى أن رئيسة الوزراء الجديدة تعمل لإنشاء موقف تفاوضي متميز لبريطانيا قبل مضي فترة العامين قبيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتعهدت ماي بأنها&لن تفعل المادة 50&من معاهدة لشبونة&&وأهدافنا واضحة من هذه المسألة".

ومن جانبها، قالت المستشارة الألمانية إنه بينما من المهم أن تأخذ بريطانيا وقتًا، وإنشاء مواقف تفاوضية واضحة، فإنه بالمقابل يتعين أن تبدأ محادثات جوهرية ورسمية حول الخروج.

مصالحنا

وقالت ميركل خلال المؤتمر الصحفي: "بالنسبة لي، فإنني أرى أنه يتوجب على الحكومة البريطانية الجديدة- بعد أيام من الاستفتاء وبعد أيام قليلة من تشكيلها- &أن تفكر في ما ستكون عليه مصالحنا".

وأضافت "وأعتقد أن من مصلحتنا جميعًا أن تحدد بريطانيا وضعها التفاوضي بشكل دقيق".

وأكدت المستشارة الألمانية أيضًا على أن المفاوضات الرسمية مع بريطانيا ستكون ممكنة فور أن تقرر بريطانيا تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، &مضيفة أن المعاهدات الأوروبية واضحة في هذا الشأن.

وقالت ميركل: "بغض النظر عن قرار الشعب في المملكة المتحدة في مغادرة الاتحاد الأوروبي، فإننا نرتبط برباط وثيق من الصداقة".

وأعربت المستشارة الألمانية في الختام، عن أملها في أن تتم المفاوضات بروح من "التعاون" الوثيق، وقالت: "نحن سوف ندافع عن مصالحنا، ولكننا سنفعل ذلك بروح من الصداقة وأساسًا لكثير من القناعات المشتركة".