حذر وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيري من وقوع المزيد من الهجمات التي تشنها جماعات صغيرة متشددة و"ذئاب منفردة"، خلال الفترة المقبلة.

ويأتي تحذير دي مايتسيري بعد يومين من إصابة خمسة أشخاص في هجوم شنه مهاجر أفغاني، يبلغ من العمر 17 عاما، على ركاب قطار جنوبي ألمانيا قبل أن تقتله الشرطة.

ووصل المهاجم من أفغانستان إلى ألمانيا عام 2015.

وظهر مقطع فيديو قال فيه إنه ينتمي لما يعرف باسم تنظيم "الدولة الإسلامية".

هل كان حقا هجوم لتنظيم الدولة؟

وقال وزير الداخلية إن دعاية تنظيم الدولة هي من حرضت المراهق الأفغاني على ارتكاب ما فعله، لكن لا يوجد دليل حتى الآن يؤكد صدور أوامر من التنظيم له بتنفيذ الهجوم.

وقال شهود عيان إن المهاجم محمد رياض، هتف "الله أكبر" ثلاث مرات أثناء الهجوم.

كما عثرت الشرطة في غرفته على علم أسود مصنوع يدويا يشبه علم تنظيم الدولة.

ولم يكن المهاجر الأفغاني معروفا لدى المخابرات الألمانية كما لم يثبت بعد وجود علاقة قوية بينه وبين التنظيم.

وأكد وزير الداخلية الألماني على أن الحكومة تقوم بكل ما تستطيع لمنع وقوع مثل هذه الهجمات، لكن لا توجد ضمانات حول عدم وقوعها.

ووصف دي مايتسيري هجوم الاثنين الماضي بأنه "ربما يمثل نصف المسافة بين التصرف غير المسؤول والإرهاب".

وأضاف "علينا أن نتوقع هجمات لجماعات صغيرة أو ذئاب منفردة متشددة في ألمانيا".

من تعرضوا للهجوم؟

من بين الخمسة الذين أصيبوا في الهجوم،عائلة آسيوية من هونغ كونغ تتكون من أب وأم وابنه وصديقها. ووصفت حالة اثنين منهما بالخطيرة.

ولا توجد أية مؤشرات حول استهداف المهاجم للعائلة الصينية بشكل خاص.

هل كان منفذ الهجوم من أفغانستان فعلا؟

انتقل منفذ الهجوم محمد رياض من مركز للاجئين في أكسنفورت جنوبي فرانكفورت، إلى منزل عائلة ألمانية مضيفة في فورتسبورغ.

واتصف بأنه شاب هادئ وكان يعمل في مخبز ولم تظهر عليه أية علامات تطرف.

لكن بعض الأسئلة تفرض نفسها الآن حول موطنه الأصلي وهل جاء من أفغانستان فعلا.

وعثرت السلطات على وثيقة باكستانية في غرفته، بحسب تقارير صحفية.

ومن المعروف أن فرص حصول اللاجئين الأفغان على حق اللجوء في ألمانيا أكثر من فرص المهاجرين من باكستان.

وهو ما يدفع الكثير من الباكستانيين للتظاهر بأنهم قدموا من أفغانستان وليس من باكستان.

ويكشف مقطع الفيديو الذي صوره قبل الهجوم الكثير من الأدلة حول أصوله.

واستخدم لغة الباشتو التي تشير إلى أنه عاش لبعض الوقت في باكستان، وهو ما ظهر في بعض كلماته.

فمثلا عندما تحدث عن سوريا، قال "الشام" وهي الكلمة الدارجة في باكستان، في حين أنهم في أفغانستان يطلقون عليها سوريا.