نددت الجامعة العربية الاثنين بالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدولها، وذلك في ختام قمة اختصرت بيوم واحد في نواكشوط، ووصفها الرئيس الموريتاني بـ"الناجحة".
نواكشوط: افتتحت القمة عند الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينيتش، بحضور سبعة من قادة الدول الـ22، وهم أميرا قطر والكويت، ورؤساء اليمن والسودان وجزر القمر وجيبوتي، إلى جانب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الذي ترأس بلاده المنظمة لعام واحد.
غاب عن القمة الرئيس المصري والعاهل السعودي، على خلفية انقسامات وازمات مستمرة في المنطقة العربية. كما حضر رئيس تشاد ادريس ديبي بصفته الرئيس المباشر للاتحاد الافريقي ومجموعة الساحل. وكان اعلن في وقت سابق عن مشاركة العاهل السعودي الملك سلمان، ولكن تاكد لاحقًا انه لن يحضر "لاسباب صحية".
افتتاح اعمال القمة العربية في نواكشوط |
كما ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يحضر بسبب "اجندة داخلية مثقلة بالمواعيد"، بحسب مصدر في الجامعة العربية التي تضم 22 دولة باستثناء سوريا، التي ظل مقعدها شاغرًا، بسبب تعليق عضويتها.
وتمثل كل من ليبيا ولبنان، اللذين ليس لهما رئيس، برئيسي الوزراء. وادى كل ذلك الى مشاركة "متوسطة" مقارنة بالقمم العربية السابقة، وفق مختصين.
في بيانها الختامي، أدانت قمة نواكشوط التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، في إشارة إلى الخلافات القائمة بين طهران والسعودية، التي شهدت تصعيدًا، بعدما أعدمت الرياض في يناير الشيخ الشيعي نمر باقر النمر، إضافة إلى التدخلات التركية في كردستان العراق.
وثيقة سرية حول تشكيل قوة عربية
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحافي لاختتام أعمال القمة، أن العرب أظهروا قدرتهم على التعامل مع المشاكل المشتركة من دون خلافات، معتبرًا أن قمة نواكشوط تشكل دفعة جديدة في مسيرة "العمل العربي المشترك".
وأضاف أن القمة شهدت اجماعًا على إيجاد "حلول سياسية" لملفات سوريا واليمن وليبيا والعراق، لوضع حد لـ"الكوارث" القائمة في تلك البلدان.
ومذكرًا بالتزام القادة العرب في الاتحاد في مواجهة الإرهاب، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مسألة تشكيل قوة عربية في هذا الخصوص كانت على جدول الأعمال.
وأشار إلى أن وثيقة صدرت من اجتماع رؤساء الاركان العرب تم التوافق عليها، وهي سرية للغاية، في ما يتعلق بالمشاورات حول القوة، والأمانة العامة للجامعة العربية ستضافر جهدها للتوصل إلى اتفاق نهائي حول تلك المسألة.
تم الإعلان عن إنشاء هذه القوة في خنام القمة الماضية في مارس 2015 في شرم الشيخ في مصر، ولكن مذاك الحين لم يتم التوصل إلى أي اتفاق.
وخلال كلمة له أمام القمة، ذكر رئيس الوزراء الليبي المعين فايز السراج بأن بلاده الغارقة في الفوضى، تقاتل "تنظيم الدولة الاسلامية" وحضّ المجتمع الدولي على التعاون مع حكومته "لوقف تدفق الاسلحة على ليبيا"، رافضًا في الوقت عينه "أي تدخل اجنبي" في بلاده.
الخطاب الديني
وكان رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل دعا في خطابه خلال افتتاح القمة الى وضع "استراتيجية عربية لمكافحة الارهاب". ودعا الى اعادة توجيه الخطاب الديني الذي يستغله المتطرفون لتحقيق غاياتهم في بث الرعب والقتل والدمار.
في الاتجاه نفسه، ندد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في كلمته بـ "العنف الاعمى للارهابيين" و بـ"التدخلات الخارجية التي تغذي عدم الاستقرار في العالم العربي". واعتبر ان حالة عدم الاستقرار ستتواصل في المنطقة طالما لم تتم تسوية القضية الفلسطينية منددًا بسياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين ومواصلة "سياستها الاستيطانية".
ودعا الى مفاوضات بين الطرفين بضمانات من المجتمع الدولي وآجال محددة لاقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للاستمرار عاصمتها القدس الشرقية المحتلة. كما دعا الى حلول سياسية للنزاعات في سوريا وليبيا واليمن لتمكين العالم العربي من الاهتمام بالتنمية المستدامة في ظل الاستقرار.
قوة مشتركة
واشاد الرئيس التشادي من جهته بمبدأ تشكيل قوة عربية مشتركة كما هي الحال في الاتحاد الافريقي، ما من شأنه أن يدعم التعاون بين المنظمتين العربية والافريقية. وكان اعلن العمل لتشكيل هذه القوة اثر القمة العربية الاخيرة في شرم الشيخ، لكن الدول الاعضاء في الجامعة فشلت في الاتفاق حولها حتى الآن.
وتضمن إعلان نواكشوط أيضًا قضايا تتعلق بالنظام الاقتصادي والاجتماعي، مثل استراتيجيات للموارد المائية، وأزمة الإسكان، ومكافحة الفقر.
وغادر معظم القادة العرب موريتانيا الاثنين، في انتظار موعد القمة المقبلة خلال عام في اليمن. وهي المرة الاولى التي تستضيف فيها موريتانيا قمة لجامعة الدول العربية منذ انضمامها للجامعة في 1973.
التعليقات