إيلاف من بيروت: عرض برنامج "تقرير ميونخ" الذي تقدمه القناة الأولى في التلفزيون الألماني مقابلتين مصورتين مع أكرد تعرضوا للضرب والتعذيب في قنصليتين تركيتين في ألمانيا. وإذ نفت السفارة التركية ببرلين "استخدام العنف" ضد مواطنيها، وأولت حالة أخرى على انها "دفاع عن النفس"، قالت وزارة الخارجية الألمانية للبرنامج انها ستهتم الموضوع وتحقق في شأنه.
صب الزيت
عُرض البرنامج مساء الأربعاء الماضي، وقال مقدم البرنامج منذ البداية إنهم لا يريدون صب الزيت على النار في العلاقة بين البلدين، لكن ما يحصل من ضرب وإهانات في القنصليات التركية في ألمانيا لا يمكن السكوت عنه.
وعرض البرنامج الكردي الشاب كرم داش (18 سنة) وعائلته الذي يعيش في مدينة بيلفيلد. وذكر داش، وهو ابن لاجيء تركي-كردي، انه أنهى الدراسة الاعدادية ويريد الانضمام إلى الشرطة الألمانية. ولما كان الانضمام إلى القوات المسلحة في ألمانيا يتطلب التخلي عن الجنسية التركية، فقد راجع القنصلية التركية في هانوفر مرات عدة كي يلغي جنسيته التركية. وكان ينتظر كل مرة فترات طويله ثم يعود إلى البيت من دون نتيجة. ومعروف أن القانون الألماني يتيح للتركي الاحتفاظ بالجنسيتين.
يقول داش إنهم جعلوه ينتظر في القنصلية، في آخر زيارة، عدة ساعات من دون أن يهتم أحد لأمره.&
ضرب بالفخذ على الوجه
عندما شكا داش إهماله بهذه الصورة لأحد موظفي السفارة، أمسك الموظف برقبته وضغط رأسه إلى الأسفل ثم وجه إليه ضرب بالفخذ على وجه. ويضيف انه تلقى رفسات اضافية عدة بعد أن سقط على الأرض وصار ينزف من أنفه وفمه. ثم جاء رجل أمن ووضع القيود في يديه وقال له: "أي حركة أخرى وسأكسر ذراعك".
يؤكد داش أمام الكاميرا أنه لم يهن أحدًا، وشكا فقط اهمال طلبه طوال أشهر. وأضاف انه هرع إلى الطبيب بعد اطلاق سراحه من القنصلية، وان الطبيب أثبت في تقريره وجود كدمات في الفخذ والوجه والبطن والفك.&
على أي حال، عبر الشاب عن قراره نسيان الموضوع بأكمله وعدم الرجوع إلى القنصلية خشية على حياته.
وفتحت النيابة العامة في بيلفيلد التحقيق حول الموضوع، بحسب "تقرير ميونخ"، وفاتح البرنامج السفارة التركية ببرلين في الموضوع، كما عرض البرنامج رد السفارة على الشاشة، ويتضمن الرد: "لم يحدث تعد بالأيدي... والشاب خرج من القنصلية بعدما تمت تهدئته".
دفاع عن النفس
رافق الكردي الألماني علي ك. أخاه الشاب إلى القنصلية التركية في مدينة ايسن بهدف دفع البدل النقدي عن الخدمة العسكرية في تركيا، بحسب القوانين التركية.
طلب الموظف من أخيه رسومًا تبلغ 2000 يورو، ولما احتج أخوه بالقول أن المبلغ الرسمي هو 1000 يورو، وانه يعتبر مضاعفة المبلغ "محاولة رشوة"، اقتادوه مع أخيه إلى غرفة أخرى، ثم دخل عليهما 5 أو 6 رجال أمن هاجموا أخاه بالضرب من كل جهة، فخاف أن يفقد الاثنان حياتهما بسبب الضرب.&
يضيف أن رجال الأمن ضربوا أخاه وهو ساقط على الأرض، وصعقوه أكثر من مرة بصاعق كهربائي.
ولاينوي علي ك. وأخاه مراجعة القنصلية من جديد رغم انهم قالوا لأخيه، انه يستطيع نيل الوثيقة التي يريدها مستقبلًا، ولكن فقط عندما يحضر بمفرده.
يقول برنامج "تقرير ميونخ" إنهم عرضوا هذه الحالة أيضًا على السفارة التركية وكان الرد (عرض أيضًا على الشاشة) يتهم الأخوين بأنهما هاجما رجال القنصلية، وعلى أن الحالة كانت دفاعًا عن النفس.
التعليقات