يعتبر بعض المعارضين السوريين& أن الطائفية عادت الى الظهور مجددًا عبر تسمية "معركة حلب الكبرى" باسم الضابط السوري "ابراهيم اليوسف"،&فيما اعتبر معارضون آخرون أن التسمية&هو أمر خاص بالمقاتلين على الأرض، وهم وحدهم من يقررونها.

إيلاف من لندن: عادت الطائفية&الى الظهور مجددًا في سوريا بعدما تمت تسمية "معركة حلب الكبرى" من قبل المعارضين السوريين العسكريين باسم الضابط السوري "ابراهيم اليوسف"، الذي قتل في نهاية السبعينات ضباطاً علويين، فيما اعتبر معارضون آخرون أن التسمية&هو أمر خاص بالمقاتلين.

ويسأل المعارض السوري لؤي حسين على&صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك":&"من يريد بشكل حقيقي تغيير بشار الأسد ونظامه هل يواجهه بأصحاب غزوة "إبراهيم اليوسف"؟، هل يتصور أحد أنه توجد دولة لديها الحد الأدنى من الاحترام تقبل بأن تتم تنحية بشار الأسد وتمكين سارقي الثورة من الجهاديين وموظفي خارجيات ومخابرات بعض دول الإقليم؟".
ويعتبر أن "من يريد بحق أن ينهي هذا النظام ويستبدل رئيسه،& فعليه الانكفاء بوضوح عن هؤلاء الحثالات، أي كل القيادات التي تقبل بهذه التسمية لغزوتها الملحمية،&عليه أن يعلن البراء منهم ومن نهجهم"،&ويقول: "من يريد حياة آمنة وسالمة وكريمة وحرة لجميع السوريين فعليه أن يتخلى عن هؤلاء لأن كل ما يفعلونه هو خدمة النظام بشكل مباشر وكأنه هو من يدفع لهم أجورهم".

ويضيف:&"من ينشئ تفرقة بين السوريين فهو يخدم النظام، ومن يقتل مدنيين يخدم النظام، ومن يشتم أياً من الطوائف يخدم النظام، ومن يدعي أنه يدافع عن&السنة&دون السوريين يخدم النظام"،&ويسأل: "لمَ العجب، ألم يكونوا هؤلاء من أوفى الخدم عند النظام لسنوات طويلة؟".

لن نقبل

وكان لؤي حسين قد تعرض لهجوم عنيف&على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن كتب في بوست سابق على "فيسبوك":&"غزوة إبراهيم اليوسف!!! إيراهيم اليوسف؟؟؟ ذاك القاتل، أهذه ثورة سورية، أم عصابة قتلة من حثالات السنة؟".

ويضيف: "ما السوري بموضوع إبراهيم اليوسف؟ ومَن هو السوري العاقل الذي سيتضامن مع هذه الثورة&التي ترفع اسم مجرم طائفي فخرا لها في معاركها الملحمية؟".

ويلفت الى أن "هناك عددًا من قادة المعارضة ومثقفيها يعتبرون التسمية خاطئة، ولكن حاملها ورافعها ثائر، متغاضين عن هذا النهج الطائفي لأنهم مجرد طائفيين يختبئون بجلباب الثورة.
ومن وجهة نظر حسين أن غزوة إبراهيم اليوسف&تقول نحن مجرد حثالات من السنة هدفنا قتل العلويين لمجرد أنهم علويون، مثلما فعل مثلنا الأعلى إبراهيم اليوسف عام ١٩٧٩ قبل مجزرة حماة".
ويؤكد: "سأبقى أقول إن هؤلاء ومن يؤيدونهم ليسوا سوى مجرد حثالات الأرض السورية، وعلينا ألا نكون معهم أبداً مهما كان موقفنا من النظام الذي أثبت أنه أفضل منهم في الممارسة الطائفية. بل علينا مواجهتهم بكل ما نستطيع في نفس الوقت الذي نواجه فيه النظام"، وينتهي الى القول "إن كنّا نرفض النظام فلا يعني أبدا أن نقبل بمن هم أسوأ منه".

تهليل&

ويخالفه الرأي الكاتب السوري حكم البابا& الذي هلل لهذه التسمية قائلاً: "الحق لا يضيع بمرور السنين ولا يموت بالتقادم.، لقد انتصرت يا ابراهيم اليوسف بعد 37 سنة من إطلاقك الطلقة الأولى ضد الاحتلال العلوي هنا، وعرف السوريون أنك كنت أشجع وأبعد نظراً منهم".

ويشدد في بوست آخر الى أن من يحدد التسمية هم المقاتلون أنفسهم: “أن هذا الجيش السوري جيش النظام هو بقايا جيش الشرق الأقلوي الذي أنشأته فرنسا، وأدخل إليه أكرم الحوراني في عهد الاستقلال العنصر العلوي بكثرة لدواعٍ انتخابية، وصُفي ضباطه السنة بعد 8 مارس 1963، وأدخل إليه معلمو المدارس من الأقليات ليحلوا بدلاً منهم، وبدأ صلاح جديد بعلونته منذ عام 1966، ودربه حافظ الأسد على الهرب والانسحاب الكيفي في يونيو 1967، ثم صنع له الانتصارات التلفزيونية في اكتوبر 1973، ودربه على القتل في لبنان وحماه وحلب وجسر الشغور وتدمر بدءاً من عام 1978، وتحول بعدها إلى جيش علوي خالص استخدمه بشار الأسد في قتل السوريين وتدمير سوريا منذ عام 2011 ولايزال، وهو نفسه الذي هزم في حلب في 6 اغسطس 2016& في اشارة منه الى انتصار المعارضين على النظام في معركة حلب أمس".

اخوان سوريا

الناطق السابق باسم جماعة الاخوان المسلمين زهير سالم والمعارض السوري الذي شهد عدة أحداث، تساءل في بوست له قام الناشطون على فيسبوك بتصويره وتناقله وتداوله، "لماذا أدخل نفسي في مداخل ضيقة ؟".

وترحم على ابراهيم اليوسف، ولكنه اعتبر ان ما فعله& اليوسف في اواخر السبعينات قبل مذبحة حماة كان خطيئة كبرى ومن عدة مفاهيم شرعية&وانسانية ووطنية، وكانت تبعاتها على البلاد وشعبها خطيرة جدا”، وأشار الى أنه لم تكن لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا أية علاقة بتلك العملية التي نفذها اليوسف، وأكد سالم أن المطلعين على قرار الطليعة يشددون على أن قائد التنظيم آنذاك عبد الستار الزعيم كان غير موافق على تلك العملية أيضًا، وشدد أن هذا ليس لنختلف على الماضي بل لنؤسس للمستقبل، وان الله لا يقبل الا ما كان خالصًا وسدادًا وحسن النوايا لايكفي".

سيرة ذاتية

ولد النقيب ابراهيم اليوسف أحد ضباط الجيش السوري&عام 1950 في قرية تادف من ريف حلب، درس في مدارس الرقة، قبل أن يلتقي في المرحلة الثانوية بـ عدنان عقلة، الذي سيصبح لاحقاً زعيم الطليعة المقاتلة&الفرع المسلح لجماعة الإخوان المسلمين في سبعينات القرن الماضي، خلفاً لمروان حديد.

دخل ابراهيم اليوسف إلى الكلية الحربية وشارك في حرب تشرين، ويروى أنه تعرض في أكثر من مرة لممارسات طائفية من قبل رؤسائه، كونه كان ملتزماً دينياً ويؤدي&الصلاة، ما أثار لديه رغبة الانتقام، خاصة بعد أن نقل من قطعته العسكرية في الجبهة السورية إلى مدرسة المدفعية بحلب على خلفية محاكمة حزبية تعرض لها.

التقى ابراهيم اليوسف مجدداً بصديقه عدنان عقلة الذي كان قد بات عضواً في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، فعرض عليه الانضمام لجماعة مروان حديد، فوافق ابراهيم وبات أحد المنظمين لجماعة سرية الطليعة المقاتلة ليقوم بأحد أكبر العمليات في سوريا آنذاك.

نهاية اليوسف

وفي 16 يونيو 1979 كان النقيب ابراهيم اليوسف مناوباً، فجمع طلاب مدرسة المدفعية من العلويين في المطعم وفتح النار عليهم، مردياً 80 منهم وجرح آخرين، ولاذ بالفرار، وعاش ابراهيم اليوسف هاجس الاعتقال طوال عام من فترة ملاحقته، حتى استطاع الأمن السوري قتله في 2 يونيو 1980 في منطقة الميسّر بحلب.

واستنكر آنذاك تنظيم الإخوان المسلمين العملية، معتبرين أنها تصرف فردي ولا علاقة للتنظيم بها، وذهب بعض من كتب عن تلك المرحلة من تاريخ سوريا إلى أن هذه العملية كانت سبباً رئيساً في ما عاشته سوريا بعد ذلك، بينما يعتقد كثيرون أن نظام الأسد الأب كان بدأ بشن حملة أمنية ضخمة استهدفت المدن السورية قبل العملية بسنوات، حيث كانت قصص الاعتقالات والتعذيب عدا عن الملاحقات الأمنية، المستندة الى تقييمات طائفية بحتة، أصبحت كابوساً. وليصدر القانون 49 الصادر في عام 1980، والذي يقضي بإعدام أي منتسب لجماعة الإخوان، وصولاً إلى مجزرة حماة التي قام بتنفيذها الأسد الأب.