نصر المجالي: تزامنا مع تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن احتمال تنفيذ عمل عسكري روسي ـ أميركي مشترك في سوريا، صدر كلام عن العاهل الأردني يصب في الاتجاه&ذاته، فضلا عن استشراف لمرحلة ما "بعد داعش".&

وفي تصريحات نشرت في عمان اليوم الاثنين، أعرب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن أمله في أن يساعد التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في وقف الأعمال العدائية في سوريا، واستئناف المحادثات في جنيف، للوصول إلى الحل السياسي الشامل.&

يذكر أن العسكريين الروس والأميركيين ينسقون عملياتهم العسكرية في سوريا عبر مركز القيادة المركزية الأميركية في العاصمة الأردنية، كما أنهم يجرون مشاورات مكثفة حول التصدي لخروقات نظام وقف إطلاق النار في سوريا في جنيف.

وحذر الملك عبدالله الثاني من أنه "في غياب هذا الحل، سيتأجج الصراع الطائفي على مستوى الإقليم، وستبقى العصابات المتطرفة والإجرامية تهدد الأمن والاستقرار العالميين".&

واضاف في تصريحات نشرتها صحيفة (الدستور) قائلا: إن ما نشاهده في سوريا من عنف وتدمير يدفع ثمنه الإنسان السوري. ويهدد استمرار هذه الأزمة استقرار المنطقة ووحدة سوريا.&

حل سياسي&

وأكد العاهل الهاشمي أن الحل الوحيد هو حل سياسي شامل، تتمثل فيه جميع مكونات الشعب السوري وتتوافق عليه جميع الأطراف، ينهي المعاناة، ويحافظ على وحدة الأراضي السورية، ويطلق إصلاحات واسعة تضمن التعددية والديمقراطية والمصالحة وعودة اللاجئين إلى بلدهم.&

وردا على سؤال ما إذا كان الوضع ميدانيًا بالنسبة إلى الحرب على الإرهاب يقترب فعلاً من مرحلة "ما بعد داعش"، قال الملك عبدالله الثاني: منذ اليوم الأول لظهور عصابة داعش وأشكالها من العصابات الإرهابية، شددنا على أن جهود مواجهتها ستكون حربا أمنية وفكرية.&

طويلة الأمد

ونوه بأن&هذه "الحرب طويلة الأمد وميادينها تتطلب استمرار التعاون والتنسيق، في إطار استراتيجية شمولية، للقضاء على هذه العصابات والوقاية من عودة ظهورها مستقبلا".

وأضاف: أن الحرب على الخوارج هي حربنا كعرب ومسلمين بالدرجة الأولى، فهم يسعون إلى تشويه ديننا الحنيف، وزرع الكراهية والفتن في مجتمعاتنا.

وقال العاهل الأردني: هناك تقدم ميداني ملموس في تطويق داعش وهذه الجهود العسكرية مستمرة، ويجب أن يوازيها مسار سياسي تنموي في المناطق التي عانت فظائع داعش، ولابد في جميع الأحوال من منظومة فكرية سياسية اجتماعية متكاملة تحمي وتحصّن مجتمعاتنا كافة من الغلو والتطرف، ولعلّ ذلك هو التحدي الأكبر في زمننا.

تصريحات شويغو

يشار إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو صرح الإثنين بأن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من إيجاد صيغة ستسمح للبدء بعمل عسكري ضد الجماعات المتشددة يسمح بإعادة السلام إلى حلب السورية.

وقال شويغو إن روسيا دخلت مرحلة نشطة من المفاوضات مع الشركاء الأميركيين في جنيف وعمان، كما أننا على اتصال دائم مع واشنطن".

وأضاف وزير الدفاع الروسي في مقابلة مع قناة (روسيا-24) بثت يوم الاثنين "نقترب خطوة بخطوة من خطة - وأنا أتحدث هنا عن حلب فقط- ستسمح لنا حقا بالبدء في القتال معا لإحلال السلام بحيث يمكن للسكان العودة لديارهم في هذه المنطقة المضطربة".

واشتد القتال من أجل السيطرة على حلب في الأسابيع الأخيرة وحققت جماعات المعارضة بعض المكاسب في قتالها ضد القوات الحكومية السورية.

ورأى مراقبون أن تصريحات شويغو مفاجئة لأن كلا من روسيا والولايات المتحدة تدعم طرفا مختلفا في الصراع في حين تشاركان في المحادثات لمحاولة إيجاد حل سياسي.
&