نصر المجالي: قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من إيجاد صيغة ستسمح للبدء بعمل عسكري ضد الجماعات المتشددة يسمح بإعادة السلام إلى حلب السورية.

وقال شويغو إن روسيا دخلت مرحلة نشطة من المفاوضات مع الشركاء الأميركيين في جنيف وعمان، كما أننا على اتصال دائم مع واشنطن".

وأضاف وزير الدفاع الروسي في مقابلة مع قناة (روسيا-24) بثت يوم الاثنين "نقترب خطوة بخطوة من خطة - وأنا أتحدث هنا عن حلب فقط- ستسمح لنا حقا بالبدء في القتال معا لإحلال السلام بحيث يمكن للسكان العودة لديارهم في هذه المنطقة المضطربة".

واشتد القتال من أجل السيطرة على حلب في الأسابيع الأخيرة وحققت جماعات المعارضة بعض المكاسب في قتالها ضد القوات الحكومية السورية.

تصريحات مفاجئة&

ورأى مراقبون أن تصريحات شويغو مفاجئة لأن كلا من روسيا والولايات المتحدة تدعم طرفا مختلفا في الصراع في حين تشاركان في المحادثات لمحاولة إيجاد حل سياسي.

يذكر أن العسكريين الروس والأميركيين ينسقون عملياتهم العسكرية في سوريا عبر مركز القيادة المركزية الأميركية في العاصمة الأردنية، كما أنهم يجرون مشاورات مكثفة حول التصدي لخروقات نظام وقف إطلاق النار في سوريا في جنيف.

وتابع الوزير الروسي قائلا: "ونحن نقترب خطوة بعد أخرى من صيغة - وأنا أتحدث هناك فقط عن حلب - ستسمح لنا بأن نبدأ النضال معا من أجل استعادة السلام على هذه الأرض، لكي يتمكن الناس من العودة إلى بيوتهم".

لا حصار

ودحض شويغو مزاعم تقول إن العملية الروسية-السورية الجارية في حلب عبارة عن حصار.

وقال: "هناك قوافل إنسانية تدخل حلب باستمرار. ونحن نعمل باستمرار على إصلاح محطات ضخ المياه وأنابيب الصرف الصحي". وأشار إلى نشر مستشفيات ميدانية في كل معبر في حلب، وعمليات مستمرة لنقل المرضى.

وأردف قائلا: "إنهم&يقولون: إنه حصار! إنه حصار من أي جهة؟ من الخارج لا يوجد أي حصار، ونحن فتحنا كافة الأبواب ونقول: اخرجوا".

وذكر شويغو، أن قرابة 700 ألف مدني ما زالوا داخل حلب، حسب وزارة الدفاع الروسية. واتهم الإرهابيين بزرع الألغام في الممرات التي فتحتها القوات السورية لخروج المدنيين من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة. وتابع أن هناك أنباء عن إعدام 40 شخصا على أيدي الإرهابيين مؤخرا في شرق حلب.

لماذا يقاتلون؟

وشكك شويغو في أن يكون مقاتلو المعارضة في حلب يسترشدون بمبادئ دينية أو سياسية معينة، واعتبر أن العديد منهم لا يعرفون من أجل ماذا يقاتلون. وتابع أن جزءا كبيرا من مقاتلي الفصائل المسلحة يعجزون عن ذكر ولو 5 مدن سورية، ولا يهتمون بالأهداف التي تضعها تلك الفصائل نصب عيونها.

كما أشار شويغو إلى أن عمليات المصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا مستمرة. وذكّر بأن الرئيسين الروسي والأميركي قد اتفقا على صيغة تسمح بعقد اتفاقات منفصلة مع مختلف الفصائل المستعدة لوقف إطلاق النار، ولا تلزمها شروط تلك الاتفاقات بإلقاء السلاح.

تقارير&

وتابع أن وزارة الدفاع الروسية تتلقى يوميا تقارير عن بلدات سورية جديدة تتحرر أو تنضم إلى الهدنة. وأوضح الوزير أن كافة المقترحات التي تدرسها روسيا والولايات المتحدة معا، تستهدف الحفاظ على سلامة الأراضي السورية وهزيمة الإرهاب والبدء في المفاوضات.

وصف شويغو التعاون بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا بأنه منظم بشكل جيد ويتعلق بالمواضيع العملية.

وذكر بأن الجانب الروسي قد طلب من الشركاء الأميركيين تزويدها بإحداثيات المعارضة المعتدلة أو إحداثيات مواقع تنظيمي "داعش" و"النصرة" من أجل الحيلولة دون ضرب "المعتدلين". وتابع أن العسكريين الروس لم يحصلوا على مثل هذه الإحداثيات حتى الآن.

مخطط الناتو

وكشف شويغو عن مخطط أعده حلف الناتو لتوجيه ضربة صاروخية مكثفة إلى سوريا في أعقاب أزمة استخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية في أغسطس 2013.

وتابع أن الناتو استعد لتوجيه الضربة في غضون 24 ساعة، بـ624 صاروخا مجنحا، ناهيك عن أسلحة أخرى.

&وتساءل عن عواقب مثل هذه الضربة، لولا نجاح الرئيس الروسي في إقناع واشنطن بقبول فكرة إتلاف الترسانة الكيميائية السورية. وأكد أن مثل هذه الضربة لو وجهت، لكانت عملية إعادة إعمار هيكلة السلطة في سوريا صعبة للغاية.