لا تزال تطورات الوضع الميداني في مدينة حلب السورية تستحوذ على اهتمام كثير من الصحف العربية في ظل الالتباس بشأن مدى نجاح مجموعات من المعارضة المسلحة في فك الحصار الذي كان يفرضه الجيش الحكومي على الأحياء الشرقية للمدينة.

وانقسمت آراء الصحف في ذلك، فمنها من رَحّب بكسر الحصار ومنها من أشاد بـ"التقدم الكبير" الذي حققه الجيش السوري في حلب.

"انتصار"

قالت صحيفة (الراية) القطرية في افتتاحيتها "نجحت حلب بصمودها وبعزيمة رجالها أن تكسر قيد الحصار الظالم عنها وتتنسم عبير الحرية، فما قامت به المعارضة المسلحة يوم أمس كان انتصاراً مدوياً ضد الإجرام والظلم والطغيان".

وأضافت "ما تحقق أمس في حلب من فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات النظام على الأحياء الشرقية من حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، يعد بداية تغير في مجرى العمليات العسكرية ويُظهر أن إرادة الصمود أقوى من الغارات الإجرامية ومن القصف المحموم ومن الغازات السامة والقنابل العنقودية وبراميل الموت".

كذلك رحّب وائل الحساوي في صحيفة (الرأي) الكويتية بفك الحصار، وتحدث عما سمّاه "فشل المخطط السوري - الإيراني - الروسي في تفريغ مدينة حلب من سكانها عن طريق التجويع والقصف بالطائرات وجميع أنواع الأسلحة الفتاكة".

وفي موقع (زمان الوصل) الالكتروني الموالي للمعارضة السورية، تساءل عدنان عبد الرزاق عن "مصير السوريين وثورتهم فيما لو نجحت روسيا ونظام الأسد بحصار حلب"، مجيبا في الوقت ذاته أن ذلك "كان سيليه تمدد في إدلب أو إبادة من فيها عن بُعد، لأن أغلب الظن أن الثورة كانت ستسير في طريق الموت".

"إنجازات"

بالمقابل، أشادت صحيفة (الوطن) العمانية في افتتاحيتها بما سمّته "تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في مطاردة فلول الإرهاب خاصة في مدينة حلب".

كذلك رحب محمد صالح في صحيفة (السفير) اللبنانية بما وصفه بـ"التقدم الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري في حلب"، مضيفا أنه "بات من الواضح أن الفصائل المسلحة الرئيسية في حلب، وبعد فترة قصيرة جداً من التخبط، كانت تواجه فيها خطر الانهيار الكامل، قد تلقت أوامر بالتحرك لإفشال عمليات خروج المدنيين من المعابر الإنسانية، والعمل على تحويل ما يحصل في حلب إلى حدث إعلامي وسياسي كبير يهدف إلى منع تحول التقدم الميداني العسكري إلى رصيد سياسي".

وعلى نفس المنوال، أشادت عائدة عم علي في صحيفة (الثورة) السورية بما وصفته بـ"إنجازات" الجيش الحكومي في حلب، قائلة: "التطورات الميدانية والانتصارات المتلاحقة وما يصاحبها من انهيار وتهاو في قلاع المسلحين وإحكام السيطرة على أحياء شرقي حلب وصمودها أسقط جميع المشاريع والتحالفات التي تستهدف تقسيم المنطقة".

معركة "هامة"

وعن أهمية معركة حلب، يقول عبد الله المجالي في صحيفة (السبيل) الأردنية إن المعركة "هامة ومفصلية للنظام (الذي) كان يهدف من ورائها امتلاك أوراق ضغط كبيرة، والخروج بصيد استراتيجي ثمين. أما بالنسبة للثوار فهي معركة هامة جدا، فخروج حلب من أيديهم يعني انكشاف ظهورهم حتى الحدود التركية، ويعني قطع خطوط الإمداد الرئيسية لهم، ما يعني أنهم سيتقهقرون".

وعن الوضع الإنساني في المدينة، تقول صحيفة (عكاظ) السعودية في افتتاحيتها "اكتوى أكثر من 200 ألف سوري أعزل في حلب، بنيران الحصار الذي فرضه النظام السوري والمقاتلات الروسية عليهم، وتضييق الخناق على الأبرياء بقطع المساعدات الطبية والإمدادات الغذائية والإنسانية عن الأسر التي تطارد سراب الخبز الجاف".

وأضافت "اليوم وبعد أن تمكنت المعارضة من فك الحصار يجب على المجتمع الدولي أن يحول دون وقوع عمليات انتقامية من جانب النظام ضد المدنيين".