اهتمت صحف عربية بالصراع الدائر في حلب بين قوات الجيش السوري وقوات المعارضة. وأشاد كُتاب بما اعتبروه "انجازات" للقوات الحكومية، بينما توقع آخرون "انتصارات" للمعارضة.

كما تناولت صحف مصرية الخلاف حول خطبة الجمعة، بعدما قرر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة كتابة خطبة موحدة يتم توزيعها على أئمة المساجد، وهو ما لقي معارضة من الأزهر.

معارك حلب

يقول محرز العلي في صحيفة (الثورة) السورية إن "انجازات جيشنا الباسل في حربه على الإرهاب ولا سيما في حلب والتي أصابت الإرهابيين بانهيار وجر أذيال الهزيمة في العديد من المناطق دفعت المتآمرين إلى الإسراع بإعطاء الأوامر لقنوات الفتنة وسفك الدم لرفع معنويات الإرهابيين عبر تلفيق الأخبار الكاذبة".

على المنوال نفسه، يطرح خليل حرب في السفير اللبنانية أن "(الطوق الحلبي) لا يخدم الصندوق الانتخابي للإدارة الديموقراطية في واشنطن".

ويعلِّق الكاتب على سير المعارك قائلاً "(انتصارات) النهار، يمحوها الليل. ما بدأ كإنجاز ميداني بخرق جزئي لمعسكر 'كلية المدفعية' الممتد على مساحة أربعة كيلومترات مربعة، في الخاصرة الجنوبية للريف الحلبي، انتهى بتقهقر المهاجمين تحت وطأة رصاص ومدفعية الجيش و 'قوات التدخل' في حزب الله".

من جانبها، تقول (الشروق) التونسية في افتتاحيتها "حلب الشامخة، الصامدة، المنتصرة... عبارات ثلاث تصلح لاختزال الانتصار السوري في الحرب الكونية التي يخوضها الجيش العربي السوري والشعب السوري والقيادة السورية ضد جحافل الإرهابيين المتقاطرين من أكثر من 100 دولة؛ جحافل فتحت أمامها خزائن دول، وفتحت أمامها حدود دول، وزوّدت بأعتى وأقسى أنواع الأسلحة يتقدمها سلاح الحقد على ما هو عربي".

لكن (الشرق) القطرية تتبنى رأيا آخر، حيث تقول في افتتاحيتها "يبدو أن العمليات العسكرية التي قام بها الثوار في حلب، وكان آخرها تحرير الكلية المدفعية، والتي كانت حصنا منيعا لقوات النظام، ستجعل المتابعين للشأن السوري على موعد مع انتصارات قوية ومحققة".

أما (الوطن) القطرية فتحذر في افتتاحيتها من تدهور الأوضاع الإنسانية في المدينة، قائلة "ناقوس الخطر يقرع الآن بضرورة تحرك إقليمي ودولي عاجل يعيد الأمور إلى نصابها، بما يمكن مدنيي حلب من الخروج الآمن، ومن وصول الإغاثة (غذاء ودواء) إلى آلاف المحاصرين من المدنيين، ووسطهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء".

خطبة الجمعة

تناولت صحف مصرية الخلاف حول خطبة الجمعة، بعدما قرر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة كتابة خطبة موحدة يتم توزيعها على أئمة المساجد.

يقول عبد العليم محمد في (الأهرام) إنه "يمكن تفهم الضرورات والدوافع التي تحدو بوزارة الأوقاف نحو تجربة 'الخطبة الموحدة' وتعميمها في المساجد والزوايا".

لكنه يرى أن "تعميم نموذج الخطبة الموحدة ينطوي على تبسيط مفرط لطبيعة المشكلات المعقدة التي تتعلق بالتطرف والإرهاب... ويتجاهل الطريق الصحيح لإعداد الدعاة والخطباء واختلاف طبيعة المشكلات التي يفترض أن يتعرض لها خطباء المساجد".

من جهته، يحلل مجدي سرحان في (الوفد) الدوافع وراء قرار وزير الأوقاف، مشيرا إلى "إدراكه حساسية مسؤولياته على المساجد التي نعلم أن هناك فئة من المشايخ 'المسيسين' يسيئون استخدام منابرها لخدمة أهوائهم السياسية".

ويتوقع الكاتب أن يتراجع جمعة عن قراره "بعد أن أصبح وحيدا في معركته، لا تسانده الدولة ولا الرأي العام".

وفي صحيفة (الشروق)، يأسف فهمي هويدي "للمنظر المسيء والمخزي" حيث "يُشهر على الملأ التجاذب بين وزارة الأوقاف والأزهر".

ويشيد هويدي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنه "أحسن التصرف بالموقف الذي انحاز إليه وحسم به التنازع الحاصل لصالح مشيخة الأزهر".