بوغوتا: خاضت حركة التمرد "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) كفاحا مسلحا استمر اكثر من نصف قرن حتى الاعلان الاربعاء عن اتفاق سلام تم التفاوض حوله منذ حوالى اربع سنوات.

في ما يلي المراحل الخمس الاساسية التي مرت بها حركة التمرد الماركسية:

التأسيس

يعتبر السابع والعشرون من مايو 1964 تاريخ ولادة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" لانه اليوم الذي شهد اول معركة لمجموعة من الفلاحين بقيادة بيدرو انطونيو مارين الذي عرف باسمه الحركي مانويل مارولاندا فيليز او "تيروفيخو"، بعد هجوم للجيش على ماركيتاليا البلدة الواقعة في وسط كولومبيا التي كانت تعتبرها حكومة الرئيس حينذاك غييرمو ليون فالنسيا "جمهورية مستقلة" تميل الى الشيوعية.


ثلاث عمليات سلام وثلاثة اخفاقات

اول محاولة حوار للسلام بين الحكومة و"فارك" بدأت في 28 مارس 1984 برئاسة بيليساريو بيتانكور من اجل هدنة ثنائية. هذه المفاوضات اخفقت في 1987 مثل الجولات التي تلت في 1991 في عهد سيزار غافيريا و1999 في عهد اندريس باسترانا. وهذه العملية الاخيرة استمرت حتى 2002 وتعرف باسم "حوارات كاغان" المنطقة المنزوعة السلاح التي تبلغ مساحتها 42 الف كيلومتر مربع في جنوب البلاد حيث تجمع المقاتلون خلال المحادثات.

تسعينات القرن العشرين

تحمل تسعينات القرن الماضي ذكرى استراتيجية "فارك" التي تشمل عمليات خطف مدنيين للحصول على فديات وهجمات على القرى وعلى قواعد عسكرية ومراكز للشرطة. ومن اشهر هذه العمليات السيطرة على بلدة ميتو في الامازون في 1998، الذي اسفر عن سقوط 37 قتيلا واحتجاز 61 شرطيا، وكذلك مجزرة بوخايا في 2002 التي قتل فيها 79 شخصا.

لكن القضية التي كان لها اكبر اثر مدو في الخارج كانت على الارجح خطف المرشحة السابقة للرئاسة انغريد بيتانكور في 2002. وخطف هذه السيدة الفرنسية الكولومبية شكل رمزا لمأساة الكولومبين المحتجزين لدى المتمردين بعضهم لعشر سنوات.

الالفية الجديدة

اطلقت الولايات المتحدة وحكومة اندريس باسترانا في العام 2000 "خطة كولومبيا لمكافحة تهريب المخدرات" التي وسعت بعد ذلك لتشمل المتمردين. بذلك بدأ عقد من هجوم شرس على "فارك" في عهد الرئيس الفارو اوريبي (2002-2010) الذي اقسم على دحر المتمردين عسكريا، وفي 2008 وبعد موت "تيروفيخو" لاسباب طبيعية كما يبدو، قتل الجيش لويس ادغار ديفيا الملقب راول رييس المسؤول الدولي لفارك في عملية جرت في الاكوادور بالقرب من الحدود.

تواصل ضرب حركة التمرد في عهد الرئيس خوان مانويل سانتوس: في 2010 قتل خورغي بريسينيو الملقب "مونو خوخوي" في قصف، ثم في 2011 سقط غييرمو سينز الملقب الفونسو كانو خليفة "تيروفيخو".

على طريق انهاء المواجهة

في 18 اكتوبر 2012 وبمبادرة من دوس سانتوس وزعيم "فارك" الجديد رودريغو لوندونيو الملقب تيموليون خيمينز "تيموشينكو"، بدأت في اوسلو عملية سلام جديدة. وقد دشنت رسميا في نوفمبر في هافانا بحضور كوبا والنروج كدولتين ضامنتين، وتشيلي وفنزويلي كدولتين مواكبتين للمفاوضات.

بعد اربع سنوات وفي 24 اغسطس 2016، اعلن متمردو "فارك" والحكومة التوصل الى اتفاقات سلام. وستعرض هذه الوثائق على الكولومبيين ليصوتوا عليها في استفتاء مقرر في الثاني من اكتوبر.