جوبا: بدأ ممثلو مجلس الامن الدولي الجمعة زيارة لعاصمة جنوب السودان تستمر يومين في محاولة لاقناع الرئيس سلفا كير بالموافقة على نشر قوة اقليمية تحت طائلة التعرض لعقوبات.

ووصل ممثلو الدول ال15 الاعضاء في المجلس بعد ظهر الجمعة على ان يلتقوا كير خلال نهاية الاسبوع، اضافة الى النازحين السودانيين الجنوبيين الذين فروا من المعارك ولجأوا الى مخيمات في جوبا ومدينة وو (وسط شمال).

وفور وصولها، تبنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامنتا باور لهجة حازمة مشددة على ضرورة نشر قوة اضافية من اربعة الاف جندي افريقي ومنددة ب"الخطاب السلبي" لجوبا حيال الامم المتحدة، في اشارة ضمنية الى تصريحات ادلى بها العديد من الوزراء في الاسابيع الاخيرة.

واكدت باور التي تتراس الوفد الاممي مع نظيرها السنغالي فودي سيك ان القوة التي اجاز مجلس الامن نشرها في 12 اب/اغسطس مكلفة مهمة "حماية"، مع اقرارها بان تسميتها الاولى "لواء تدخل" قد تكون تركت صدى سيئا لدى حكومة جوبا.

لكن مهمة مجلس الامن لن تكون سهلة كون الحكومة السودانية الجنوبية ترفض انتشار القوة الاقليمية معتبرة ان هذا الامر ينتهك سيادتها الوطنية.

وينص قرار الامم المتحدة على ضرورة ان يتولى الجنود الامميون الاضافيون تأمين جوبا ومطارها والدفاع عن انفسهم "بفاعلية ضد اي شخص يعد او يشن هجوما".

وفي حال تمسكت حكومة كير برفضها، توعد المجلس بفرض حظر على الاسلحة. وصرحت باور في هذا الصدد "من السابق لاوانه تحديد ما اذا كانت درجة تعاون (جوبا) كافية او لا".

- "خطاب سلبي" -

بين الثامن والحادي عشر من تموز/يوليو، شهدت جوبا معارك بالاسلحة الثقيلة بين قوات سلفا كير وانصار الزعيم السابق للمتمردين رياك مشار خلفت مئات القتلى وشكلت تهديدا لاتفاق السلام الهش الذي وقع في اب/اغسطس 2015 في محاولة لانهاء حرب اهلية مدمرة اندلعت نهاية 2013.

وتعرضت القوة الاممية في جنوب السودان التي تضم اكثر من 13 الف جندي لانتقادات شديدة لعجزها عن حماية المدنيين في تموز/يوليو، وبينهم نساء وفتيات تعرضن للاغتصاب قرب قاعدة للامم المتحدة.

وفاقمت مواجهات تموز/يوليو وضعا انسانيا هو اصلا كارثي. فقد فر 2,5 مليون سوداني جنوبي بسبب الحرب مع حاجة نحو خمسة ملايين الى مساعدات انسانية.

ونددت السفيرة الاميركية بمنع القوة الاممية من التحرك في الاسابيع الاخيرة.

وقالت باور ان "المجتمع الدولي محبط جدا للقيود المفروضة على طواقم الامم المتحدة"، منددة ب"خطاب سلبي بازاء الامم المتحدة لا يساعد ويجعل من الامم المتحدة هدفا". 

وخلال مواجهات تموز/يوليو، تعرض احد مواقع المنظمة الاممية لاطلاق نار من اسلحة رشاشة وسقوط قذائف مدفعية.

وغرق جنوب السودان الذي اعلن استقلاله العام 2011، في حرب اهلية في كانون الاول/ديسمبر 2013 مع اندلاع معارك داخل الجيش الوطني غذتها الانقسامات السياسية والاتنية بين سلفا كير المنتمي الى قبيلة الدنكا ورياك مشار المتحدر من قبيلة النوير.

واسفر هذا النزاع عن عشرات الاف القتلى وارتكبت خلاله فظائع بينها مجازر ذات طابع اتني.

وفي غمرة المواجهات الاخيرة اضطر مشار الى الفرار من جوبا ولجأ الى الخرطوم. وسرعان ما اقصي من حكومة الوحدة الوطنية وخلفه حليفه السابق تبان دنغ غاي في منصب نائب الرئيس.

والجمعة، قال دبلوماسي في الوفد الاممي لم يشأ كشف هويته ان "احد اهداف (الزيارة) هو التاكد من ان جميع الاطراف تخلوا فعلا عن الوهم القائل ان هناك حلا عسكريا. انها قضية يمكن طرحها انطلاقا من بطء تنفيذ اتفاق السلام".