كيف يمكن توظيف تسليم قيادي في داعش نفسه لاستخبارات الجيش اللبناني، بعدما سبق الأمر توقيف أمير داعش في مخيم عين الحلوة في صيدا؟.

بيروت: سلّم القيادي في داعش هشام شهاب خضر قدور، وهو مسؤول في ما يسمى بفتح الاسلام، سلّم نفسه لاستخبارات الجيش اللبناني، وهو خال هيثم الشعبي القيادي في جبهة النصرة.
كيف يمكن توظيف ذلك لمصلحة أمن لبنان؟

تعقيبًا على الأمر يؤكد النائب خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف" أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية يقومون بجهد كبير للحفاظ على الإستقرار في لبنان، وعوامل عدة تساهم في نجاح ذلك، ومنها الدعم الخارجي من تسليح الجيش والمعلومات الإستخباراتية والتقنية، مع قرار دولي بالحفاظ على الإستقرار في لبنان، وكذلك مهنية القوى الأمنية اللبنانية، حيث تتعاطى بمهنية كبيرة نظرًا للإمكانات المحدودة التي تملكها، وهناك جيوش كبيرة غربية لا تستطيع القيام بانجازات القوى الأمنية والجيش اللبناني، فالجهد الذي يقوم به الجيش اللبناني يجعل من يدخل من عناصر متطرفة إلى الساحة اللبنانية لمحاولة زعزعة الإستقرار، إما ان يتم إلقاء القبض عليها أم أنها تصل إلى حالة تشعر بنفسها محاصرة وتستسلم للقوى الأمنية، وتبقى من أهم الإنجازات التي يحققها الجيش اللبناني اليوم، لأن لبنان وضعه الداخلي يبقى هشًا جدًا، نظرًا لقرب الساحة اللبنانية من السورية، ولولا جهود القوى الأمنية لكان الوضع في لبنان مختلف تمامًا.

تدخلات داعش

ولدى سؤاله تم سابقًا توقيف أمير داعش في مخيم عين الحلوة هل أصبحت تدخلات داعش في نهايتها من خلال كل تلك التوقيفات؟ يجيب زهرمان أن نهاية داعش لا يزال باكرًا الحديث عنها، وهناك عوامل كثيرة لظهور داعش ليست فقط لبنانية، والقوى الأمنية تقوم بجهد كبير يبقى جزءًا من الحل، الحل كي نقضي على ظاهرة داعش يكون له أبعاد كثيرة، فالبعد الأول يكون أمنيًا، والأبعاد الأخرى لها علاقة بمسببات التي تؤدي إلى نمو هذا الفكر، ومنها ذهاب حزب الله إلى سوريا للقتال إلى جانب النظام السوري، تحت عناوين مذهبية، هذا ما يجعل الفكر التطرفي ينمو.

لأن التطرف يقابله تطرف والإعتدال يقابله اعتدال، إضافة إلى مسببات أخرى لها علاقة بالمنطقة، يجب تكاتف جهود الجميع لمعالجتها، بالتوازي مع الحلول الأمنية.

حرص الغرب

وردًا على سؤال كيف يساهم حرص الغرب على استقرار لبنان على القضاء على بعض الخلايا النائمة للإرهاب في لبنان؟ يلفت زهرمان إلى أن ذلك يكون من خلال دعم الغرب للمؤسسات الأمنية اللبنانية، لأن هناك قرار بعدم تعرض الساحة اللبنانية للإهتزاز الأمني، ولكن من منطلقات مصلحة تلك الدول وليس غيرة فقط على أمن لبنان، فمصلحتهم أن يبقى لبنان مستقرًا.

ويبقى الغرب مرّكزًا على البعد الأمني لكن البعد الإجتماعي هو مقصر به، ولبنان يدفع الكثير نتيجة لاستضافته للنازحين وإذا لم تتم مساندته دوليًا قد نصل إلى نوع من الإنفجار الإجتماعي ما سيؤدي إلى اهتزاز الإستقرار الأمني.

الإعتدال بوجه التطرّف

كيف يساهم الإعتدال اليوم بالوقوف بوجه التطرّف في لبنان؟ يجيب زهرمان أن تيار المستقبل كفريق سياسي، يقوم بكل جهده للوقوف بوجه التطرف، لكن هناك مسؤولية أمام الطرف الآخر وهو يتعامل بلغة الفوقية والتهديد معنا، ما يجعل منسوب التطرف يزيد.

ويلفت زهرمان إلى أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لا يألو جهدًا في تدعيم حركة الإعتدال في لبنان ولكن جزء من المسؤولية يقع على الفريق الآخر.

المستقبل والرئاسة

وردًا على سؤال كيف يساهم انتخاب رئيس للبنان بالقضاء على الإرهاب بالبلد، وكيف تساهمون كتيار مستقبل بتفعيل الإنتخابات الرئاسية في لبنان؟ يجيب زهرمان أن الحريري لم يوفر جهدًا في سبيل الخروج من الفراغ الرئاسي، وقد خسر من رصيده الشعبي من خلال المبادرات التي قدمها، وعندما رشح الوزير سليمان فرنجية تحت عنوان انقاذ الوضع اللبناني، خسر من شعبيته، وقرارته كانت وطنية، رغم الخسارة الشعبية، من هنا قدم تيار المستقبل الكثير من المبادرات، والفريق الآخر لا يزال متمترسًا على مواقفه، وقد أدّينا كتيار مستقبل "قسطنا للعلى" وأكثر من اللازم، أما دور انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لمنع التطرف فهو يبقى أساسيًا، والإنتخابات الرئاسية تدعم المؤسسات في لبنان، ويعود انتظام عمل الحكومة ومجلس النواب، وهذا يجعل سياسة التصدي للمخاطر في لبنان تكون أنجح وأفضل.