نصر المجالي: على نحو سريع، أغلقت وزارة الخارجية البريطانية ملف التسجيل السري لمسؤول في السفارة الإسرائيلية، قال إنه يريد التخلص من أحد وزراء الدولة لديها، وأعلنت أن المملكة المتحدة لديها علاقة قوية مع إسرائيل وأصبحت القضية منتهية.

وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية في بيان، اليوم الأحد، إن السفير الإسرائيلي اعتذر ويتضح أن تلك التعليقات لا تمثل وجهة نظر السفارة أو حكومة إسرائيل.

اعتذر السفير الإسرائيلى لدى المملكة المتحدة بعدما سُجل سرًّا مقطع فيديو لمسؤول كبير في سفارته يقول فيه إنه يريد "الخلاص من" سير آلان دنكن وزير الدولة لشؤون أوروبا والأميركيتين في وزارة الخارجية البريطانية.

وأدلى المسؤول السياسي في السفارة الإسرائيلية، شاي ماسوت، بتعليقاته في مقطع فيديو التقط له في مطعم بالعاصمة البريطانية، لندن، وحصلت عليه صحيفة "ميل أون صنداي".

وقال ماسوت، حسب ما جاء في الفيديو، لأحد الصحافيين إن سير آلان يثير "كثيرًا من المشاكل". وقال السفير الإسرائيلي، مارك ريجيف، إن ما ورد في الفيديو لا يعبّر عن وجهة نظر السفارة أو الحكومة الإسرائيلية.

تسجل سري

وحسب تقرير لـ(بي بي سي)، فقد ضمّت المحادثة المصورة ماسوت وماريا ستيتسولو، مساعدة وزير الدولة للتعليم البريطاني روبرت هالفون، المدير السابق لجمعية "أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين"، إلى جانب صحفي متخف.

وسُجل الفيديو في أكتوبر عام 2016 في إطار تحقيق أجرته قناة "الجزيرة" الفضائية.

وورد في الفيديو أن ماسوت سأل ستيتسولو قائلا: "هل يمكنني أن أعطيَكِ أسماءً لنواب في مجلس العموم أود الخلاص منهم؟"

وأجابت ستيتسولو أن جميع النواب "يحاولون إخفاء شيء ما"، فرد ماسوت قائلا: "لدي بعض النواب"، وأضاف: "إنها تعرف النواب الذين أود الخلاص منهم" قبل أن يحدد اسم "نائب وزير الخارجية."

وفي التسجيل، تم وصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بـ"الأبله"، كما ووُصف الوزير آلان دنكن سميث، أحد المعارضين لإسرائيل، بأنه مثيرٌ للمشاكل أكثر من وزير الخارجية، بوريس جونسون، الذي يعد شخصية "في الغالب جيدة"، وفقًا لتعليقات ماسوت في جزء من نص المحادثة.

وورد في النص "أنه (جونسون) لا يأبه لشيء. إنه أبله لكنه أصبح وزيرًا للشؤون الخارجية دون أي مسؤوليات. وإذا وقعت مشكلة حقيقية فلن تكون مسؤوليته... ستكون مسؤولية آلان دنكن."

غير مقبولة

وقال كريسبن بلانت، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، إن "النشاط الواضح لدبلوماسي من دولة أجنبية" كان "رسميًا شائنًا ويستلزم فتح تحقيق بشأنه".

وقال لورد ستيوارت بولاك، مدير مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين: "نحن ندين جملة وتفصيلاً أي محاولة لتقويض سير آلان أو أي وزير أو أي نائب في&البرلمان."

وقالت ستيتسولو للصحيفة البريطانية إن محادثتها مع ماسوت كانت "على السبيل المزاح والثرثرة".

بيان السفارة

وقالت السفارة الإسرائيلية، في بيان رسمي، إنها "ترفض التعليقات المتعلقة بالوزير دنكن، التي تعد مرفوضة تمامًا."

وأضاف البيان أن "التعليقات صادرةٌ عن موظف صغير في السفارة وليس دبلوماسياً، وستنتهي فترة عمله في السفارة قريبًا."

وتابع أن "السفير ريجيف تحدث، الجمعة، مع الوزير دنكن، وقدم اعتذاره على التعليقات، وأكد بوضوح أن السفارة تعتبر التعليقات غير مقبولة تمامًا."