الرباط: أعطى نظام النقل الصحي الجوي الاستعجالي، عبر المروحيات، نتائج إيجابية، في المغرب، بعد أن مكن، منذ إحداثه، سنة 2013، من إنقاذ حياة عشرات المرضى والمصابين، بعدد من المناطق المعزولة وصعبة الولوج، ممن تستدعي حالتهم الصحية الحرجة تدخلاً طبياً استعجالياً.

عناوين في الأخبار

لا يكاد يمر يوم، منذ إحداث نظام النقل الصحي الجوي الاستعجالي، من دون أن تنقل وسائل الإعلام المغربية خبراً عن تدخل بواسطة إحدى المروحيات الطبية لنقل مصاب أو مريض في وضعية حرجة من منطقة وعرة أو نائية، على مدى خريطة المغرب، إلى أقرب مستشفى متخصص. ومن بين هذه العناوين، مثلاً، المعبرة عن طبيعة وأهمية التدخلات المنجزة، نقرأ: "نقل مصاب في فاجعة احتراق حافلة بمدخل أغادير على متن مروحية إلى المستشفى بمراكش"؛ و"نقل مصاب في حادثة سير بالعيون بواسطة المروحية الطبية إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش"؛ و"المروحية الطبية تنقذ رجلاً في حالة صحية حرجة بجماعة(قرية) زاوية أحنصال المحاصرة بالثلوج في إقليم أزيلال"؛ و"المروحية الطبية تنقل طفلاً تعرض لصدمة على مستوى الرأس والوجه من وزان إلى المستشفى الجهوي بتطوان"؛ و"نقل ثماني حالات مستعجلة من مدينة طرفاية عبر المروحية الطبية الى مستشفى مولاي الحسن بالمهدي بالعيون"؛ و"المروحية الطبية تنقل سيدة على وشك الولادة إلى المركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بن المهدي بالعيون"؛ و"المروحية الطبية تنقل شاباً بعد سقوطه من الطابق الثالث بالداخلة"؛ و"مروحية طبية تنقذ مسناً مريضاً حاصرته الثلوج بأزيلال"؛ و"المروحية الطبية تنقذ طفلاً في حالة صحية حرجة بجماعة آيت أومديس المحاصرة بالثلوج"؛ و"المروحية الطبية تنقد طفلاً يعاني من مضاعفات عملية ختان تقليدية وتنقله إلى مراكش"؛ و"نقل سيدة تعاني من نزيف بواسطة المروحية الطبية من العيون إلى مراكش"؛ و"المروحية الطبية تنقذ سيدة حامل على وشك الولادة بإقليم الحوز"؛ و"مروحية الإسعاف الطبي تتدخل لإنقاذ طفل ظل فاقداً للوعي لـ7 ساعات بإقليم أزيلال"؛ و"إسعاف مريضة بالقلب بواسطة مروحية من العيون إلى مراكش"؛ و"نقل رضيعة تعاني من ضيق حاد في التنفس بواسطة مروحية طبية من المستشفى الميداني بالقباب إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس".

مخطط وطني

يتراوح التدخل الاستعجالي بواسطة المروحيات الطبية بين الإسعاف ونقل النساء الحوامل والمرضى في وضعية حرجة والمصابين في وضعية الخطر في حوادث السير، وغيرها.

وقال أحمد بوداق، مدير مديرية المستشفيات والعلاجات المتنقلة بوزارة الصحة، لـ"إيلاف المغرب"، إن نظام النقل الصحي الجوي الاستعجالي، للتكفل بالمرضى والمصابين، في وضعية حرجة، بالمناطق المعزولة وصعبة الولوج،انطلق مباشرة بعد تقديم المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية الذي قدمه الحسين الوردي، وزير الصحة، أمام العاهل المغربي الملك محمد السادس، في 5 مارس 2013.

وأشار بوداق إلى أن نظام النقل الصحي الجوي الاستعجالي انطلق، في بداية الأمر، بمروحية واحدة على مستوى جهة مراكش، غير أن تدخلاتها كانت تشمل جهات أخرى، قبل أن تنضاف مروحية ثانية، في 2014، على مستوى الجهة الشرقية؛ ثم ثالثة ورابعة، في 2016، على مستوى جهتي طنجة الحسيمة تطوان والعيون السّاقية الحمْراء، بشكل يضمن الوصول إلى المناطق النائية وفك العزلة وتجاوز معطى وعورة الولوج، للتكفل بالمرضى والمصابين، ونقلهم إلى المستشفيات المعنية بالتدخل الاستعجالي لإنقاذ من هم في وضعية صحية حرجة.

تقييم إيجابي

عن تقييمه لنظام النقل الصحي الجوي الاستعجالي، بعد نحو أربع سنوات على إطلاقه، تحدث بوداق عن "تقييم إيجابي"، مشدداً، في هذا السياق، على أن التوفر على إمكانية التدخل الاستعجالي لإنقاذ حياة بشرية واحدة يبقى شيئاً محموداً. وتحدث بوداق، في سياق استعراضه لحصيلة التدخلات المسجلة، عن ما يفوق 400 حالة خطيرة تم التعامل معها، تمثل حالات وفاة وشيكة، بينها 48 حالة لنساء حوامل، وهي حالات (أي النساء الحوامل) يكون التدخل بخصوصها مضاعفاً، من جهة أن التعامل يتم خلالها مع السيدة الحامل وجنينها.

طريقة الاشتغال

تحدث بوداق عن طريقة الاشتغال، فقال إنها تتم من خلال مصلحة المساعدة الطبية، حيث يتم ضبط عملية التدخل من خلال رقم وطني مجاني (141)، موضوع رهن إشارة المواطنين، حيث يتم استقبال النداء عبر المصلحة المختصة، التي تضم موظفين وأطباء يحددون نوعية وخطورة الحالة وطبيعة التدخل وإن كان يستدعي سيارة إسعاف أو مروحية طبية. وعند تحديد نوعية التدخل يتم تنظيم الاستقبال داخل المستشفى المعني، حسب الحالة والموقع.

تدخل مجاني

أوضح بوداق أن التدخلات الطبية الاستعجالية، التي تتم، سواء عبر سيارات الإسعاف أو المروحيات، هي مجانية، منذ إجراء المكالمة حتى عملية التدخل لنقل المريض أو المصاب.

كما أشار بوداق إلى أن إطلاق خدمة النقل الصحي الجوي الاستعجالي يتم من خلال مروحيات عملت وزارة الصحة على شراء خدمتها عبر كراء محدد في الزمن، من شركة خاصة، في عقدة تتجدد كل ثلاث سنوات، من خلال إعلان طلب عروض، وفق الإجراءات المعمول بها.

24 على 24

تحدث بوداق عن عمل طواقم المروحيات، فقال إنه يتكون من أربعة طواقم تشتغل على مدار اليوم، مكونة من طبيب وممرض متخصصين في الإنعاش. كما شدد على أن التدخل الاستعجالي يركز على مسألة ربح الوقت لإنقاذ الأرواح، وأن التحدي المرفوع على مستوى الطب الاستعجالي يتطلب التدخل خلال 45 دقيقة لإنقاذ حياة من هم في حاجة إلى ذلك.

الآفاق

عن آفاق نظام الإسعاف الطبي، تحدث بوداق عن تعميم مستقبلي للنقل الصحي الجوي على مختلف جهات المملكة، مشيراً، في هذا الصدد، إلى أن المروحيات الأربع، التي يتم توظيفها، تغطي بتدخلاتها الحالية كامل التراب الوطني، بشكل يضمن تغطية جميع المناطق النائية وصعبة الولوج، من جهة أن مروحية جهة مراكش آسفي تغطي مناطق بني ملال خنيفرة والراشيدية، فيما تغطي مروحية وجدة مناطق الجهة الشرقية من المملكة، ومروحية جهة طنجة تطوان الحسيمة مناطق الشمال المغربي، فيما تغطي مروحية العيون مناطق الأقاليم الجنوبية الثلاثة للمملكة، كلميم واد نون، والعُيون السّاقية الحمْراء، والدّاخلة وَادي الذّهب.

نماذج من تدخل المروحيات الطبية في إطار نظام النقل الصحي الجوي الاستعجالي