الرباط: يكرم مهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي في دورته العاشرة، التي تنطلق غدًا الاثنين وتستمر حتى 29 أكتوبر الجاري، برعاية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، الفنانة المغربية نورا الصقلي والفنانين المغربيين محمد التسولي وأحمد الصعري، وذلك اعترافًا بعطاءاتهم الكثيرة للمسرح المغربي.
ويتبارى على جوائز الدورة الحالية ثماني فرق من خارج المغرب تمثل كلاً من الجزائر، وتونس، ومصر، وفرنسا، وإسبانيا، والبرتغال، وإيطاليا، والبرازيل؛ إضافة إلى خمس فرق من المدن الجامعية المغربية، &وهي أغادير، ومراكش، وفاس، و الدار البيضاء، والحسيمة.
أما لجنة التحكيم، فتضم كلاً من محمد لوليدي، وبشرى العبادي، ويونس بواب، وهند السعديدي، وأحمد الدافري. وحسب بيان لإدارة المهرجان تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، فإن برنامج هذه الدورة يضم كذلك، ندوات وورشات وموائد مستديرة.
وتعتبر الفنانة المسرحية نـورا الصقلـي، واحدة من الفنانات المتألقات في المشهد الفني المغربي، وهي مـن مواليـد 26 يونيـو 1974 بمدينة أصيلـة، فيها ترعرعت وأكملـت دراسـتها الثانويـة قبـل أن تلتحـق بالمعهـد العالـي للفـن الدرامـي والتنشيط الثقافي في الرباط شعبة التمثيل.&
وبـدأت نورا مسـيرتها بالمشـاركة فـي عـدة مسـرحيات ومنهـا توجهـت للتلفزيـون حيــث لعبــت أدواراً &فــي أفــلام تلفزيــونية ومسلســلات عديــدة كمسلســل "المصابـون" لمحمـد عاطفـي "علاقـة خاصـة" لمحمـد منخـار وفيلمـي " البكمة " و" النبة تغلب " لفريدة باليزيد. وفـي المجـال السـينمائي، لعبـت نـورا الصقلـي فـي عـدة أعمـال منهـا " Jesus" لـ" سيرجي مواتي "، "Fabula " لـ "عمر الشرايبي" و" Amours Voilees" لـ "عزيز السالمي".&
أسسـت نـورا الصقلـي برفقـة الممثلـة سـامية أقريـو الفرقـة المسـرحية " التاكـون "( الكعب) إذ قدمـت هذه الفرقـة العمل المشهور "بنات لالة منانة"على خشبة المسرح وشاشة التلفزيون.&
أما الفنان أحمد الصعري، فهو ممثل مخضرم من مواليد الدار البيضاء سنة 1940، بـدأ مسـاره الفنـي فـي المسـرح، وعمـره لـم يتجـاوز 16 سـنة، مـن خـلال مشـاركته كمدرب فـي غابـة المعمورة، منـذ سـنة 1956، صحبـة فرقـة التمثيـل المغربـي، التـي كانـت تضـم الطيـب الصديقـي، وأحمـد الطيـب لعلـج، ومحمـد عفيفـي، وعبـد الصمـد الكنفـاوي، ومحمـد الحبشـي وغيرهـم مـن رواد المسـرح المغربـي. خـلال مسـاره الفني، التحق الصعري بفرقة المعمورة، ثم فرقة الطيب الصديقي.&
مـارس الصعـري التعليـم كمعلـم وكأسـتاذ لفنـون المسـرح بالمعهـد البلـدي للمسـرح والموسـيقى بالـدار البيضـاء، وسـاهم فـي الكثيـر مـن التدريبـات، وتكونـت علـى يديـه أجيـال، مـن بينهـم مـن حلـق فـي سـماء الفـن، وتألـق علـى خشـبات المسـارح وشاشـات السـينما والتلفزيـون، ومنهـم مـن مـارس الإخراج أو التحق ببعض الإذاعات أو القنوات.
ويعتبــر الفنان محمد التسولي، الذي يكرم هَذِهِ السنة كذلك عن مساره الفني المتميز، أحــد رواد الحركــة المســرحية بالمغــرب، وهــو ابــن مجاهــد، شــارك والــده فــي حــرب الريــف ضــد الاســتعمار الإســباني، أصلــه مــن قبيلــة التســول بتــازة، عــاش بــدرب الســلطان بالــدار البيضــاء، مشــواره الفنــي طويــل انطلــق منــذ ســنة 1951، حيــث بــدأت مســيرته المســرحية، مــع رجــال المســرح الأولــون، و"بالمعمــورة" ثــم فرقــة "الشــهاب"، التــي ترأســها، والتــي تخرجــت منهــا عدة وجوه في المسرح والسينما والتلفزيون.
ربرتوار الفنان محمد التسولي غنيّ بالأعمال المتميزة، نجد من بينها مسـرحية "الذبـاب" لجـان بـول سـارتر، ومسـرحية "كاليكـولا" لألبيـر كامـو، ومسـرحية "الحـلاج يسـبح فـي السـراب"، ثـم مسـرحية ألفهـا عـن الاسـتعمار الفرنسـي للجزائـر وقدمهـا بمدينـة طنجـة فـي خمسـينات القـرن الماضـي، كان أول مـن قـدم المسـرح الفـردي عبـر مسـرحية "الامبراطـور" سـنة 1960، وإخـراج مسـرحية "ابـن الرومـي فـي مـدن الصفيـح" لعبـد الكريـم برشـيد، فـي نهايـة السـبعينيات القـرن الماضـي، والتـي لعـب فيهـا الفنـان المرحـوم عبـد الرحيـم اسـحاق دور ابـن الرومـي، ثـم مسـرحية "أولاد عمـي ادريس".
الجدير بالذكر أن مهرجان طنجة الدولي للمسرح الجامعي أضحى مناسبة سنوية لرفع الوعي داخل الفضاءات الجامعية، كما يشكل إطاراً للإبداع واللقاء بين مختلف الفاعلين الفنيين والأجيال المسرحية المغربية والأجنبية.
التعليقات