رغم أنّ نظام الأسد عوّد مريديه في كل مرة تقصف فيها إسرائيل أهدافا له، بالدعوة إلى "ضبط النفس"، وترديد مقولة "سنردّ في المكان والزمان المناسبين"، فإنه استعاض عن تلك التعابير خلال القصف الذي استهدف مطار المزة مؤخرا، وبرر عدم قدرته على التصدي للغارة بكون طائرات من نوع الشبح (أف 35) هي التي نفذت الضربة.


إيلاف - متابعة: التقط الاعلام السوري الرسمي تقارير روسية تحدثت عن احتمال تعرّض مطار المزة العسكري الأسبوع الماضي لقصف من طائرات من نوع الشبح، ليعيد نشرها ويوظفها كمحاولة لتبرير عجزه عن التصدي للغارات الاسرائيلية رغم تزوّده من روسيا بأنظمة دفاع جوي متطورة.

وقال الاعلام الروسي المساند لبشار الأسد إنّ إسرائيل استخدمت طائرات F35 الأميركية الجديدة في عملية قصف مطار المزة العسكري في العاصمة السورية، وهو ما لم تعلق عليه إسرائيل إلى حد اللحظة.

وذكر بيان للجيش السوري في وقت سابقا أن قصف مطار المزة "تم عبر إطلاق صواريخ من منطقة قرب بحيرة طبرية في إسرائيل، وسقطت في داخل مطار المزة".

وكان تلفزيون النظام السوري قال في وقت سابق إن عدة تفجيرات كبيرة أصابت مجمع مطار المزة العسكري القريب من دمشق وإن سيارات الإسعاف هرعت إلى المنطقة، فيما نشر نشطاء صورا لخلفات الغارة وبدا المشهد مشابها لضرب مستودع للذحيرة.&

من جانبها، قالت صحيفة "الجريدة" الكويتية إنها علمت من مصادرها بتفاصيل الغارة التي استهدفت مطار المزة العسكري قرب العاصمة السورية دمشق، وكان لافتا أن موقع "إذاعة صوت إسرائيل" أعاد نشر التقرير.
&
وقالت الصحيفة إن الغارة دمرت منظومة الصواريخ الروسية "إس إي 300"، التي نصبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد في محيط المطار، إضافة إلى مخازن صواريخ "إس إي 22" قرب منطقة يعفور بمحاذاة أوتوستراد دمشق بيروت.
&

طائرتان من طراز الشبح أف 35

وأفادت المصادر بأن "الطائرات الإسرائيلية اخترقت ليل الخميس-الجمعة (الماضيين) الأجواء اللبنانية والسورية، وحلّقت على ارتفاع منخفض فوق قصر الأسد المطل على حي المزة، في رسالة توضح أن إسرائيل لا تحتاج تصريحا روسيا أو أمريكيا عندما تعمل من أجل حماية مصالحها القومية والاستراتيجية".
&
وأضافت أن "ضرب هذه الأهداف كان مدروسا جيدا، وأن قصة رد سوريا أو أي من حلفائها، سواء روسيا أم إيران، غير واردة حاليا"، مشيرة إلى أن إسرائيل أوصلت رسائل واضحة بهذا الشأن لدمشق وطهران عبر الروس، ومباشرة للنظام.
&
ورفضت المصادر الإفصاح عن كيفية وصول الرسائل ومضمونها، مكتفية بتوضيح أن الطائرات التي شاركت في هذه العملية ليست كما أشيع أنها "إف 35"، ولكنها من طراز "إف 16" كما جرت العادة منذ أن بدأت الحرب السورية باستهدافها محاولات نقل الأسلحة لحزب الله.

وأبدى متابعون تحفظهم حيال تقارير الاعلام السوري الرسمي والروسي، والتي تشير الى استعمال اسرائيل لطائرات الشبح الأميركية في الغارة الأخيرة، فإسرائيل قالت إن الطائرات التي تسلمتها من الولايات المتحدة، لن تدخل الخدمة داخل سلاح الجو إلا في العام 2019.

في 12 ديسمبر/كانون الأول 2016 تسلمت إسرائيل أول طائرتين من طراز F-35، بعد أن طلبت الحصول على 33 طائرة من هذا الطراز على دفعتين، كما وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على رفع العدد المطلوب شراؤه من هذا الطراز إلى 50 طائرة.

ويملك هذا النوع من الطائرات إمكانيات كبيرة، مما قد يساعد الجيش الإسرائيلي على توسعة نطاق عملياته، ومما سيزيد من الفجوة العسكرية القائمة بين الدول العربية وإسرائيل.

وقد بدأت إسرائيل في طلب هذا النوع من الطائرات عام 2008، وستدفع إسرائيل 5.57 مليار دولار أميركي مقابل 33 طائرة، وستحصل على هذا المبلغ من المعونة العسكرية التي تتلقاها من الولايات المتحدة، حيث يغطي هذا المبلغ ثمن الطائرات بالإضافة إلى قطع الغيار وأجهزة المحاكاة الخاصة بتدريب الطيارين، ومن المقرر أن تدخل تلك الطائرات الخدمة بالكامل في 2019.